يحتضن ملعب 05 جويلية عشية يوم الأحد (سا 00,16) المباراة النهائية لكأس الجمهورية بين شبيبة القبائل وإتحاد الحراش، في قمة تعد بالكثير، بالنظر لمستوى الفريقين وكرة القدم التي يقدمها كل واحد منهما هذا الموسم، خاصة وأن أغلب المتتبعين يتفقون على أن مسيرتي كل من ''الصفراء'' و''الكناري'' كانتا مميزتين إلى غاية الوصول إلى المباراة النهائية، وهذا بفضل العمل الجاد الذي قام به كل فريق والتعداد الذي يزخران به. والمقابلة النهائية تعتبر عرسا حقيقيا لكرة القدم ولها نكهتها الخاصة لدى اللاعبين والجمهور، حيث ينتظر أن تحضر لأحد أحسن النهائيات على كل المستويات. وبما أن النهائي يعتبر موعدا فريدا من نوعه، فإن التحضير البسيكولوجي سيكون في مقدمة اهتمامات المدربين، كل من بلحوت وشارف، اللذان سيحضران الخطة المناسبة التي تقرب أحد الفريقين من السيدة الكأس.. والكثير يتحدث على أن الحوار سيكون تكتيكيا بالدرجة الأولى، ليتعرف الجمهور على المتوّج، إما شبيبة القبائل للمرة الخامسة أو إتحاد الحراش للمرة الثالثة. خبرة كبيرة ... وفريق شبيبة القبائل الذي تبقى كأس الجمهورية الموعد الوحيد لإنقاذ الموسم، كون أموره لا تسير بالشكل الذي أراده في البطولة، ضف إلى ذلك الإنهزام الثقيل الذي مني به في كأس الكاف.. الأمر الذي يجعل مباراة اليوم هامة للغاية ل ''الكناري''، الذي رغم وصوله عدة مرات إلى النهائي، إلا أنه أخفق في (4) مناسبات، وفاز بها (4) مرات كذلك وينتظر التتويج الخامس. والمدرب رشيد بلحوت الذي درس بشكل جيد قوة فريقه ونقاط الضعف، سيركز على إعطاء أرضية صلبة للتشكيلة التي قدمت مستوى كبيرا في نصف النهائي، لاسيما من الناحية الهجومية، أين سيعتمد على القوة الضاربة في الفريق والمشكلة من يونس وحميتي.. في حين أن وسط الميدان سيلعب دورا كبيرا في مباراة يوم الأحد بوجود كل من العرفي وسعيدي وتجار ويعلاوي.. أما خط الدفاع فإنه سيتشكل من رماش ونساخ وخليلي وريال، هذا الرباعي الذي أثبت وجوده في المقابلات الأخيرة، ولم يقتصر على الجانب الدفاعي وإنما ساهم بشكل كبير في العديد من الأهداف.. بينما يبقى الحارس برفان الرقم واحد، رغم عودة مليك عسلة إلى الواجهة في المباراة الأخيرة. ويمكن القول أن خبرة المدرب بلحوت، الذي كان قد توج الموسم الماضي بكأس تونس مع أولمبي باجة، يحاول يوم الأحد كسب كأس الجزائر مع الشبيبة، بعد أن درب العديد من الأندية الجزائرية على غرار وفاق سطيف، وأثبت وجوده بفضل تحضيره البسيكولوجي الموفق في كل عقبة. مفاجأة الموسم... أما إتحاد الحراش، الذي يعتبر مفاجأة الموسم بدون شك حيث أنه قدم عروضا في المستوى وأبان على اللعب الفني المميز وبرسم تكتيكي تحت قيادة المدرب بوعلام شارف.. هذا الأخير الذي جعل من الاستقرار قوة الإتحاد، كونه يشرف على الفريق منذ (3) سنوات، وأصبح فريق الصفراء يبدع في كل خرجاته، خاصة في الآونة الأخيرة، أين تمكن من إبعاد وفاق سطيف في الدور نصف النهائي، وفاز عليه كذلك في البطولة. هذا المنعرج أعطى ثقة كبيرة للاعبين إتحاد الحراش، الذين سيدخلون غدا إلى أرضية ملعب ''5 جويلية'' بمعنويات مرتفعة لكسب الكأس الثالثة في تاريخ النادي. وسكيون صانع الألعاب بومشرة بمثابة القاطرة التي تدفع الفريق نحو الأمام، كونه يتمتع بخبرة كبيرة وفنيات معتبرة، وسجل العديد من الأهداف الحاسمة لفريقه، خاصة وأنه يلعب إلى جانب بوعلام حامية الذي أثبت وجوده بفنياته التي قلما نجدها لدى المهاجمين في السنوات الأخيرة. كما أن خط الوسط الذي ينشط فيه اللاعب هندو أعطى له استقرارا حقيقيا بفضل ذكائه في تحويل اللعب وتقديم كرات ذكية لخط الهجوم، وتكمن قوة إتحاد الحراش في التعداد الثري والشاب الذي يزخر به الفريق أمثال الحارس دوخة وجغبالة وطواهري وغربي. لذا يمكن الحديث هنا أن كل التوابل متوفرة لإجراء مباراة في القمة من كلي الطرفين، الجمهور الذي سيحضر إلى الملعب غدا سيكون على موعد مع اللعب الفني واللوحات التكتيكية التي تعطي لهذا النهائي كل نكهته. حامد حمور