توج فريق شبيبة القبائل عشية امس بالكأس الخامسة في تاريخه، بعد فوزه في نهائي كأس الجمهورية على اتحاد الحراش بنتيجة (1 / 0) بملعب 5 جويلية.. حيث حسمت خبرة الكناري الموقف امام حضور قياسي للجمهور الذي بلغ حوالي (70) ألف متفرج.. في مباراة عرفت مستوى جيد، غلب عليها الطابع التكتيكي، اين تمكن المدرب بلحوت من فرض وجوده امام بوعلام شارف، وعرف الاول كيف يوظف رزانة وحنكة عناصره في المناسبات الكبرى.. فقد ظهر الكناري احسن من ناحية امتصاص ضغط اللقاء وبكيفية متوازنة في تسيير اطواره.. مقارنة باتحاد الحراش، الذي رغم الفنيات المعتبرة لعناصره، الا انهم لم يتمكنوا من تجسيد المحاولات الى اكثر فعالية وتركوا المبادرة للشبيبة في العديد من المراحل الحساسة للمباراة. ويمكن القول ان هدف المهاجم حميتي كان كافيا للكناري ليتوج بالكأس بعد (17) سنة من الانتظار، عندما سيروا بقية الوقت بذكاء كبير.. ولم تزعجهم العودة القوية للاتحاد، خاصة في المرحلة الثانية.وعرفت المرحلة الاولى سيطرة شبيبة القبائل، التي دخل عناصرها مباشرة في المباراة، مقارنة باتحاد الحراش، الذي وجد بعض الصعوبة لفرض وجوده في منطقة وسط الميدان.. حيث ان خبرة كل من تجار ويحيى شريف والعرفي كان لها الوزن الكبير في الفوز بمعركة هذه المنطقة الحساسة امام كل من هندو وغربي. فكانت اكثر محاولات الشوط الاول من جانب »الكناري«، كون المدرب بلحوت اختار اللعب بالتمريرات القصيرة والوصول في اقرب وقت الى منطقة الاتحاد.. وهو ما كان في الدقائق الاولى بفضل الحركات الكبيرة لحميتي في استقبال الكرة، والذي اقلق دفاع اشبال شارف.. لكن في الوقت الذي لم يكن الجميع ينتظر، ارتكب المدافع قريش هفوة كبيرة مع حارسه دوخة.. مما سمح لحميتي من خطف الكرة وارسالها رويدا رويدا دخلت مرمى الاتحاد في الدقيقة (12) امام فرحة انصار الشبيبة ودهشة انصار اتحاد الحراش.. كون الخطأ كان كبيرا في المنطقة امام الثعلب حميتي.. وفي نهائي كأس الجمهورية. وقد حرر هذا الهدف لاعبي الشبيبة الذين كثفوا من محاولاتهم.. وكانت الامور معقدة في وسط الميدان بالنسبة لاتحاد الحراش، الذي اضاع العديد من الكرات.. فقد كان الارتباك عنوان دفاع »الصفراء« والهدوء والرزانة فيما يخص الشبيبة.. لكن محاولات الكناري بدأت تضعف مع مرور الوقت بسبب التسرع وتضييع التركيز.. حتى ان بلحوت لام تجار على تضييع الكرات السهلة.. الامر الذي اعطى ثقة لبوعلام وبومشرة ويشير، الذين انهوا الشوط الاول بقوة وكادوا في مرات عديدة الوصول الى شباك الحارس عسلة، وتمكنوا من اعادة الكفة لصالحهم من الناحية المعنوية.. مع وجود اللاعب هندو الذي اثبت بذكائه انه قادر على احداث التوازن في وسط الميدان. والشيء الذي ظهر في الدقائق الاخيرة من المرحلة الاولى ان كلا الفريقين لهما من الرصيد الفني ما يمتع الجمهور لكن في وجود الفعالية. عودة الاتحاد.. ولكن! مباشرة بعد انطلاق الشوط الثاني غير بوعلام شارف منصبين في التشكيلة بدخول بن عبد الرحمن وطواهري، هذا الاخير اعطى الاضافة للخط الامامي الحراشي، الذي تمكن من ازعاج دفاع الشبيبة في ال 5 دقائق الاولى وكادت ان تثمر احداها عن طريق بومشرة في الدقيقة (51). وتحسن ا. الحراش كثيرا مقارنة بالشوط الاول، وكان سريعا في هجوماته، حتى اضطر بلحوت الى اخراج نساخ وادخال اوصالح للحد من هجمات طواهري على الرواق الايمن للاتحاد.. فعلى عكس الشوط الاول، فان المرحلة الثانية كانت مفتوحة اكثر، ورأينا محاولات متبادلة وتوازن كبير في اللعب، وكان على الحارس عسلة الخروج في العديد من المرات لابعاد الخطر عندما كان هندو يقدم كرات لطواهري وبومشرة وبوعلام.. لكن التنظيم الدفاعي من طرف الثنائي خليلي وريال كان في المرصاد، وعكس ذلك فان القناص حميتي اقلق الدفاع الحراشي، الذي في كان هذه المرة واثقا من امكانياته بوجود بن عبد الرحمن، ومنع في العديد من الاحيان يونس وحميتي ولمهان من ايجاد الثغرة. ومع مرور الوقت بدا القلق على الاتحاد، الذي بعثر بعض اوراقه في الدقائق الاخيرة، امام تجمع عدد معتبر من مدافعي الشبيبة ولاعبي وسط الميدان. فالخبرة لها دورها في المقابلات النهائية، اين يكون الجانب البسيكولوجي النقطة الحاسمة في العديد من المرات، خاصة واننا رأينا ان الشبيبة لم توظف كل طاقاتها من الناحية البدنية، مقارنة بالاتحاد الذي كان يجري وراء النتيجة، وهو شيء منطقي.. ودخل في دائرة التعب والتسرع. وبذلك، فان ش، القبائل عادت الى الواجهة بعد غياب طويل وعانقت الكأس هذه السنة، اين ظهر العمل الكبير للمدرب بلحوت.. في حين ان اتحاد الحراش الذي يعد مفاجأة هذا الموسم بقيادة المدرب المحنك بوعلام شارف، اتفق المتتبعون على انه فريق المستقبل، اذا حافظ على نفس السياسة، وهو الاعتماد على الشباب الموهوبين. فالكأس اختارت اللونين الاصفر والاخضر اين احتفل لاعبو الكناري بطريقتهم امام مرأى الآلاف من انصارهم.. في حين كانت الحسرة بادية على لاعبي اتحاد الحراش الذين قاموا بمسيرة مشرفة جدا في هذه المنافسة. حامد حمور