باشر كل من رئيس مجلس قضاء البليدة، النائب العام بذات المجلس ورئيس مجلس قضاء تيزي وزو مهامهم الجديدة بعد تنصيبهم رسميا من طرف ممثلي وزير العدل حافظ الأختام. ويأتي هذا التنصيب تنفيذا للحركة التي أجراها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا في سلك المجالس القضائية والنواب العامين والتي تندرج في صلب الاهتمام والحرص على تجديد الطاقات والقدرات كلما أمكن ذلك، وإيلاء المزيد من العناية والجهود في سبيل الارتقاء بالأداء القضائي إلى المستوى الذي نطمح إليه جميعا في سبيل تحقيق عدالة أكثر نوعية وفعالية. ففي مجلس قضاء البليدة اشرف النائب العام لدى المحكمة العليا السيد قطوش على تنصيب السيدين بلقاسم عبد القادر وباشا بومدين في منصبيهما الجديدين على رأس ذات المجلس، ونائبا عاما لديه، في احتفائية حضرتها السلطات الولائية يتقدمها والي الولاية، وممثلين عن الأسرة القضائية في كل من ولايتي البليدة وتيبازة على اعتبار أن هذا المجلس يشمل في اختصاصه الإقليمي محاكم هذه الأخيرة فضلا عن محكمة الشراقة بولاية الجزائر إلى جانب الأستاذ فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان. وفي مستهل كلمته أثنى السيد قطوش على جهود كل من السيدين براهيمي سليمان ومحمد عبدلي التي بذلاها انطلاقا من موقع كليهما بمجلس قضاء البليدة مهنئا إياهما على الثقة التي وضعها فيهما فخامة رئيس الجمهورية، لمواصلة مهامهما على رأس كل من: مجلس قضاء العاصمة، والنيابة العامة لدى مجلس قضاء قسنطينة. وكان ممثل وزير العدل وحافظ الأختام قد أثنى على السيد بلقاسم عبد القادر قائلا: «لقد استحق هذه الترقية عن جدارة واستحقاق وهو ما يشهد عليه مشواره الطويل في الوسط القضائي من خلال تجربته الكبيرة واتساع مجال خبرته والاستقامة والإخلاص في العمل» كما تضمنت كلمة ذات المسؤول عبارات الوفاء والتقدير إلى النائب العام الجديد باشا بومدين. أما في مجلس قضاء تيزي وزو فقد سجل في احتفائية التنصيب التي جرت صباح الخميس حضورا مكثفا من جميع مكونات العدالة على مستوى الولاية إلى جانب المسؤولين المحليين. صحيح أن المناسبة كانت تنصيب السيد بزي رمضان على رأس هذا المجلس الهام الذي تلقى من السيد بن طالب مستشار بالمحكمة العليا تهاني السيد وزير العدل حافظ الأختام على تعيينه في منصبه الجديد، في احتفائية اتسمت بحسن التنظيم لكن اغلب الحضور جاؤوا ليودعوا السيد بلقاسم عبد القادر الرجل الذي شكل مع السيد النائب العام لعزيزي محمد الطيب ثنائيا رائعا في التفاهم والانسجام والتنسيق مما انعكس إيجابا على السير الحسن للمجلس والمحاكم السبع التابعة له وعلى قطاع العدالة والمتقاضين على حد سواء. وليس أدل على ذلك انه لم يتبقى من القضايا العالقة المبرمجة للدورة الحالية إلا عدد قليل منها لأسباب قال عنها السيد بن بلقاسم بأنها معقولة ومنطقية، والكل يعرف أن العمل في تيزي وزو ليس سهلا، ومع ذلك فالسنوات التي قضاها على رأس المجلس سمحت له بمعالجة وتصفية غالبية القضايا دون تأخير أو تماطل خدمة للعدالة ومصلحة المتقاضين. كما أن هذه السنوات سمحت ببناء علاقات عمل قوية مع مختلف الأطراف الفاعلة في الوسط القضائي فضلا عن العلاقات الانسانية التي جعلت من السيد بلقاسم محبوبا لدى الجميع، كما جعلت لحظة الفراق مؤثرة لدرجة أن البعض لم يتمالك نفسه وغلبته دموعه وهم يهمون في نهاية الاحتفائية بأخذ صور تذكارية معه. بلقاسم عبد القادر: خبرة عمرها أكثر من ثلاثة عقود المسارات المهنية المعينين في مناصبهم الجديدة التحق بلقاسم عبد القادر سنة 1979 بسلك القضاء بعد تخرجه سنة قبل ذلك من الجامعة، وتولى وظائف مختلفة حيث بدا مساره المهني بمنصب حكم ثم قاضي تحقيق بمحكمة الحجوط من 1979 الى 1988، حيث عين رئيسا لمحكمة القليعة وانتقل منها لشغل نفس المنصب سنة 1989 بمحكمة المدية قبل أن يعين 1994 مفتشا بوزارة العدل ومنه في نفس السنة على رأس مجلس قضاء المدية، قبل أن يرقى في 1996 مستشارا بالمحكمة العليا وفي سنة 2003 كلف برئاسة مجلس قضاء تيزي وزو إلى غاية يوم العاشر من جويلية الجاري. باشا بومدين: مستقبل مفتوح للارتقاء انضم السيد باشا بومدين إلى سلك القضاء سنة 1984 أي سنتين بعد حصوله على شهادة الليسانس، وقد تولى وظائف عديدة بدءا بقاضي بمحكمة الشلف في نفس السنة ثم قاض تطبيق العقوبات بنفس المجلس سنة 1987 وهي السنة التي عين فيها فيما بعد في وظيفة وكيل جمهورية مساعد لدى محكمة الشلف. كما شغل نفس المنصب في محكمة تيميمون سنة 1988 قبل ترقيته سنة فيما بعد إلى منصب نائب عام مساعد لدى مجلس قضاء تلمسان، ثم كلف في 1993 بمهام قاضي تطبيق العقوبات لدى نفس المجلس ثم مستشارا به في 1994 وهو نفس المنصب الذي شغله بمجلس قضاء مستغانم، قبل ترقيته سنة 2005 إلى منصب مدير بحث وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين بالنيابة بوزارة العدل إلى أن رقي في 2007 نائبا عاما لدى مجلس قضاء بومرداس إلى غاية تعيينه في منصبه الجديد. بزي رمضان: مسار مهني ثري دخل السيد بزي رمضان سلك القضاء سنة 1980 كقاضي متربص قبل أن يعين في جانفي 1981 قاضيا بمحكمة الأربعاء ناث إراثن ومنها انتقل في سبتمبر 1982 إلى محكمة برج منايل، وفي جانفي 1987 عين على رأس محكمة تيزي وزو قبل أن يعود في افريل من نفس السنة إلى برج منايل كرئيس محكمة، وفي نفس السنة وتحديدا في أوت عين بمحكمة سكيكدة، ثم رقي في سبتمبر 2000 إلى مستشار لدى مجلس قضاء سطيف ومنه إلى رئيس غرفة بذات المجلس في أكتوبر 2003 إلى غاية جانفي 2005 التاريخ الذي عين فيه مستشارا بالمحكمة العليا إلى غاية تعيينه في منصبه الجديد ليعود إلى تيزي وزو من حيث انطلق في بداية مساره.