تسير جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس خلال السنوات الأخيرة نحو تشجيع البحث العلمي وجعله أولى الأولويات، كما تكرّس جميع مجهوداتها لتحقيق مشروع المؤسسة، حيث أصبحت نموذجا يحتذى به في مجال الإندماج في المحيط الإقتصادي، وهي الإستراتيجية التي تمكّن من إخراج البحوث العلمية من المخابر وتفعيلها على أرض الواقع من خلال خلق شراكات ميدانية مع مختلف الفاعلين الإقتصاديين. احتلت جامعة الجيلالي اليابس الريادة سنة 2018 في عديد مجالات البحث العلمي على المستوى الوطني، المغاربي والإفريقي، حيث صنفت في المرتبة 56 دوليا في تخصص هندسة مدنية، والرتبة 200 في علوم المادة حسب مقياس شانغاي والمعروف ب «أروو سابجكت»، والذي يصدر سنويا لترتيب أحسن الجامعات في عديد التخصصات، وبذلك تكون جامعة الجيلالي اليابس قد حافظت على مكانتها ضمن التصنيف العالمي في تخصص الهندسة المدنية كجامعة مغاربية وإفريقية وحيدة، إلى جانب 32 جامعة أمريكية و11 جامعة صينية و10 جامعات كندية، ناهيك عن صدور أسماء 3 أساتذة باحثين من الجامعة ضمن 1000 باحث أكثر ذكرا في المنشورات العلمية لسنة 2018. ويرجع هذا التتويج إلى فرق الباحثين الشباب الذين تمكنوا من إعطاء دفع لبحوثهم العلمية إلى المستوى العالمي بفضل الإمكانيات التي توفرها الجامعة من أجل ترقية البحث العلمي، حيث تم تصنيف كل من البروفيسور بن شهرة موفق وعبد الواحد تونسي من جامعة جيلالي اليابس من بين أهم الباحثين في الرياضيات والهندسة على التوالي من طرف highly cited reseachers لسنة 2017، وهي هيئة علمية ذات سمعة عالمية تهتم بالباحثين الأكثر اعتمادا كمرجع علمي في البحوث من بين 21 تخصصا علميا، ويعتبر الأستاذان الباحثان الوحيدين على المستوى المغاربي اللّذين أورد التصنيف اسميهما. هذا وحلّت جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس في المركز الأول سنة 2017 في ترتيب الجامعات الجزائرية حسب موقع «ويبوميتريكس»، وهو عبارة عن نظام لتقييم الجامعات العالمية يصدر عن المجلس العالي للبحث العلمي بإسبانيا، يعتمد على معيار الأبحاث والملفات الفنية، ويتم تحديثه بشكل دوري كل ستة أشهر، حيث يقوم بتصنيف الجامعات من خلال حضورها عبر شبكة الانترنت. يذكر أيضا أنّ جامعة الجيلالي اليابس من بين الجامعات الجزائرية التي كرست مجهوداتها لتحقيق مشروع المؤسسة، حيث أصبحت نموذجا يحتذى به في مجال الإندماج في المحيط الإقتصادي بدليل الإتفاقيات المبرمة، والتي بلغت 41 إتفاقية من جامعات من داخل وخارج الوطن وكذا مؤسسات إقتصادية كان آخرها إتفاقية مع مؤسسة إيريكوم بوهران والمختصة في رسكلة النفايات، وهي الرؤيا الجديدة التي ستسمح للباحثين والأساتذة الجامعيين بإخراج بحوثهم من المخابر وتطبيقها على أرض الواقع وتطويرها إلى غاية الدخول في الفعلي في عمليات الإستغلال، خاصة وأن الجامعة تضم حاليا 48 مخبر بحث يحتوي على 90 فرقة بحث تعمل على تطوير 147 مشروع بحث، كما تسعى الجامعة بعد تبنيها لمشروع المؤسسة الذي يأخد بعين الإعتبار التقييم الذاتي وإبراز نقاط القوة والضعف إلى الإعتماد على آليات عصرية كالرقمنة والحوكمة وتسهيل الإجراءات الإدارية، مع ترشيد نفقات المؤسسة وتفعيل دور التشاور والتواصل مع جميع أطيافها من خبراء، أساتذة وطلبة.