تخرج كفاءات مؤهلة للشغل وإنشاء مؤسسات أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أن إستراتيجية القطاع تتجه حاليا نحو رفع التحدي لتحسين التكوين، تعزيز التواصل بين الجامعات والمحيط الاقتصادي والاجتماعي، والتركيز على التوجه الاستعجالي للتكوينات ذات الطابع المهني مع ضمان الجودة ومشروع المؤسسة والحكامة الجامعية التي أصبحت أولوية في السياسات الوطنية للتعليم العالي في العالم. أوضح الوزير بمناسبة إحياء أربعينية تأسيس جامعة سيدي بلعباس بحضور كل من وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة هدى فرعون ووزير التكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي، أن الجامعة الجزائرية وبعد تحقيقها الاكتفاء في مجال الهياكل والمقاعد البيداغوجية سطرت إستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تحقيق الحداثة وفتح آفاق واسعة مع المؤسسات الاقتصادية في خطوة لخلق تواصل دائم مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف حجار أن العمل منصب على تنويع العروض التكوينية بهدف إكساب الطلبة جملة المهارات العلمية والعملية المطلوبة في عالم الشغل كل حسب بيئته المحلية، وهو ما يتجلى في الدور الذي تلعبه دور المقاولاتية المتواجدة على مستوى الجامعات والتي أعطت حركية جديدة لمسايرة التكوين تلبية لاحتياجات القطاع الاقتصادي وتمكين الطلبة من ولوج عالم الشغل من باب المقاولاتية وإنشاء مؤسسات منتجة من خلال الدورات التعليمية التي تقدمها لهم. وعن مشروع المؤسسة الذي أصبح من أولويات الوزارة، أكد الوزير أنه يهدف إلى تفعيل العلاقة والتواصل الفعلي بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية، من خلال التوجه نحو التكوينات ذات الطابع المهني مع إشراك دائم ومتواصل لهذه المؤسسات، لتمكين الطلبة من القيام بتربصات ميدانية داخل الوسط المهني الأمر الذي يساهم في تنمية مهاراتهم العلمية والمهنية في آن واحد. وأكد الوزير في الوقت ذاته أن جامعة الجيلالي اليابس من الجامعات الجزائرية التي كرست مجهوداتها لتحقيق مشروع المؤسسة، حيث أصبحت أنموذجا يحتذى به في مجال الإندماج الإقتصادي بدليل الإتفاقيات المبرمة والتي بلغت 41 إتفاقية مع جامعات من داخل وخارج الوطن وكذا مؤسسات إقتصادية كان آخرها إتفاقية مع مؤسسة «إيريكوم « بوهران والمختصة في رسكلة النفايات، فضلا عن احتلالها الريادة في عديد مجالات البحث العلمي على المستوى الوطني، المغاربي، الإفريقي والدولي، حيث احتلت الجامعة الرتبة 56 دوليا في الهندسة المدنية، والرتبة 200 في علوم المادة حسب مقياس شانغاي، ناهيك عن صدور أسماء 3 أساتذة باحثين من الجامعة ضمن 1000 باحث أكثر ذكرا في المنشورات العلمية لسنة 2018. من جهته رئيس الجامعة مراد مغاشو أكد أن جامعة الجيلالي اليابس التي تم تأسيسها سنة 1978 والتي استقبلت أنذاك 120 طالب بتأطير 25 أستاذا فقط، أصبحت الآن تضم 9 كليات، مدرسة عليا للإعلام الآلي، 12 إقامة جامعية وقطبا جامعي وتستقبل حوالي 30 ألف طالب جامعي يدرسون ب 171 تخصص من بينهم 523 طالب أجنبي، وبقدرة في الأسرة تقدر ب 17 ألف سرير. كما تتوفر على 48 مخبر بحث يضم 90 فرقة بحث تعمل على تطوير 147 مشروع بحث، كما تسعى الجامعة بعد تبنيها لمشروع المؤسسة الذي يأخذ بعين الإعتبار التقييم الذاتي وإبراز نقاط القوة والضعف إلى الإعتماد على آليات عصرية كالرقمنة والحوكمة وتسهيل الإجراءات الإدارية، مع ترشيد نفقات المؤسسة وتفعيل دور التشاور والتواصل مع جميع أطيافها من أساتذة وطلبة.