بعد استقالة بعض رموز النظام ، عاد الأمل للشعب وحراكه في نجاح الثورة السلمية، واستبشرت أحزاب المعارضة خيرا، بشرط توفر الإرادة السياسية الكاملة الصادقة، فالفرح الشعبي سيكون جزئيا ومرحليا، والاستجابة لأهدافه هي جزئية مؤقتة، ولا يجب لن ننسى الثورة المضادة... بعض الوجوه والأصوات والمؤسسات تظهر بمظهر حب الشعب، فعند خروج طلبة الجامعات في اضراب شامل مفتوح ، نوّهت به شبكات التواصل الاجتماعي وبعض الأبواق الاعلامية التابعة لزمر العصابة كثيرا رغم سلبياته وتأثيره على الجامعة؟؟ فهل غلق الجامعة وطرد الطلبة لمنازلهم ومحاصرة الأساتذة بعيدا عن الجامعة وكسر توهجهم الفكري النضالي لتقوية إرادة الشعب هوعمل تحرري سلمي يدفع بالحراك للأمام؟؟؟؟ وهل تشتيت وحدة الطلبة والأساتذة وتفريقهم -بين رافض للإضراب وقابل له- هومن الوطنية. ..يا ناس؟؟؟ وهنا نقول للطلبة: عودوا للدراسة، واجعلوا حراككم سلميا عليميا، وارفعوا شعار «سلمية..علمية»، لأن أبناء العصابة لا يدرسون في الجامعات الجزائرية بل في الجامعات الأوربية؟؟ كما أنهم مع أبائهم يعالجون في مستشفيات أوروبا؟؟ ويأتي ثناء صحف وقنوات رجال الفساد على الإضراب لمعرفتهم أن هذا سيفرغ الجامعة ويدفع الطلبة لمغادرة الإقامات الجامعية وهنا يخنق الحراك الشعبي، وتبقى أقلية من الطلبة في الحرم الجامعي، ويتراجع التأثير الطلابي وتخرج فئران نهب المال العام في النقل الجامعي والاطعام الجامعي و....؟؟؟؟ إن ابن باديس يريد من الشباب الجزائري أن يأخذ بسلاح العلم ويخوض الخطوب والنوائب، وكيف نحارب عصابة فاسدة ونظاما مستبدا من دون علم يا ناس؟؟ كيف يحصل التغيير اذا لم يستند الى اهل العلم والمعرفة ويمنحهم قوة القيادة وتولي زمام الامور؟ علينا جميعا-طلبة وأساتذة- أن نواصل حراكنا الشعبي، لكن بوعي وليس بعاطفة حماسية، لنعد لمدرجاتنا وقاعاتنا، ولنختر أوقاتا محددة للعبير السلمي عن رفض السلطة وزمرها والتفكير في آليات الانتقال والتحرر من الاستبداد والفساد، فنجمع بين مساندة الحراك وإلهاب ساحاته بالشعارات وبكل الوسائل السلمية الحضارية من جهة، ولا نخسر أوراقنا العلمية والمعرفية من جهة أخرى، لأن الوطن يحتاج للعلم لكي يقاوم ما حل به من فساد وخراب، اللهم قد بلغت.