كما جرت العادة، تشهد المؤسسات الثقافية المختلفة انتعاشا ملحوظا بحلول شهر رمضان المعظّم، حيث تعدّ كبريات هذه المؤسسات نشاطات فنية متنوعة، متأقلمة مع خصوصية هذا الشهر، سواءً من حيث المضامين أو توقيت البرمجة. من الأمثلة على هذه البرامج الرمضانية، نتطرق اليوم إلى مؤسستين هما المحافظة السامية للأمازيغية، التي اختارت المسرح ثيمة لها، وسينماتيك الجزائر التي أعدّت باقة سينمائية تحترم مختلف الأذواق والميولات. يحضر كل من المسرح والسينما بقوّة في هذا الشهر، وتُنبئ البرامج التي أعلنت عنها مختلف المؤسسات الثقافية بمضمون فنيّ راقٍ، وهو على الأقل ما لمسناه في برنامجي المحافظة السامية للأمازيغية، وسينماتيك الجزائر. المسرح الأمازيغي في الواجهة أعدّت المحافظة السامية للأمازيغية برنامجا خاصا للشهر الفضيل، ينشطه «مسرح التجديد الأمازيغي» المتمركز بكندا، الذي سيعرض مسرحية «تيداك ن نا فا». وتعتبر هذه المرة الأولى التي تقوم فيها هذه الفرقة المسرحية المحترفة بجولة فنية بالجزائر، وقد تمّت دعوتها اعتبارا لكونها، حسب المحافظة السامية للأمازيغية، أول منظمة في كندا وأمريكا الشمالية في هذا الميدان الفني، يتمّ إنشاؤها لترقية المسرح الناطق بالأمازيغية. وتتكون هذه الجولة الفنية من أربع محطّات: المحطة الأولى بالمسرح الوطني محيي الدين باشتارزي الجزائري بالعاصمة، وذلك يوم الإثنين 12 ماي. المحطة الثانية بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، يوم الأربعاء 15 ماي. المحطة الثالثة من الجولة الفنية لهذه المسرحية ستكون يوم السبت 18 ماي بمسرح باتنة الجهوي، فيما تختتم الفرقة جولتها يوم الإثنين 20 ماي، بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بمدينة تيزي وزو. وتعود نشأة «مسرح التجديد الأمازيغي» إلى سنة 2006، وفي سجلّ هذه الفرقة ثلاث مسرحيات متوفرة في أقراص مضغوطة، وهي «أس ن أنجمع»، «أبوه.كوم»، ومسرحية «تيداك ن نا فا».. هذه الأخيرة من تأليف أعراب سخي الذي يؤدي دور «نا فا» رفقة إبراهيم بن عمر في دور الطبيب. وتحكي المسرحية قصة «نّا فا»، عجوز قبائلية أثناء زيارتها الطبيب، وهو أمر قد يبدو عاديا، إلا أن ظروفا خاصة قد تجعل من الطبيب شخصا مقرّبا نرتاح إليه ونبوح له بأسرارنا. وهكذا فإن «نّا فا» تسرد مسيرتها الحياتية بما فيها من حب ومثابرة، حرمان وثورة. كما نجد في حديثها شوقا إلى الماضي، وأسفا على عدم الصبر على أمهاتنا المسنّات.. وتبيّن «نّا فا» ما للجدّات من رأي حكيم وتبصّر في الحياة، و»تُصالحنا مع جيل لم يسبق لنا إدراك قيمته». ورغم أنها من الجيل القديم، فإن هذه العجوز تصوّر واقعا معيشا يفرض نفسه في الحاضر. سينماتيك الجزائر: المتعة والفائدة تقترح سينماتيك الجزائر العاصمة برنامجا سينمائيا ثريا ومتنوعا في شكل موضوعاتي، وموزعا على حصص ساعية مختلفة. يقدم برنامج السينماتيك مجموعة من الدورات في توقيتين مختلفين، بعرض أفلام من الواحدة زوالا إلى الثالثة زوالا، وأفلام أخرى من العاشرة ليلا إلى الواحدة صباحا ليلة كل يوم سبت. بالنسبة للحزمة الأولى، من الواحدة إلى الثالثة زوالا، تقترح سينماتيك الجزائر 5 دورات سينمائية: دورة فيلم الواسترن (الغرب الأمريكي) من 9 إلى 13 ماي، دورة أفلام مصطفى العقاد من 13 إلى 16 ماي، دورة أفلام يوسف شاهين من 18 إلى 22 ماي، دورة السينما الإيرانية من 23 إلى 29 ماي، ودورة الفيلم التاريخي الجزائري من 30 ماي الجاري إلى 3 جوان المقبل. أما فيما يتعلق بالحزمة الثانية، من العاشرة ليلا إلى الواحدة صباحا، تقترح سينماتيك الجزائر، 4 برامج موضوعاتية ليلة كل سبت، حيث خصص السبت الأول 11 ماي لليلة الشريط الإعلاني (Bande annonce)، وسهرة السبت 18 ماي ستكون مخصصة للفيلم القصير، وسهرة السبت 25 ماي للمايكينغ أوف، أما السهرة الأخيرة ليلة السبت الفاتح جوان فقد حُجزت لمحبّي الومضات الإشهارية، أو ما يُعرف بالسينما الإشهارية. واختير لهذه الليلة اسم ليلة Publivores على شاكلة الليلة التي تحمل نفس الاسم وتنظم سنويا منذ 1981، وتنظمها سينماتيك جان ماري بورسيكو في مارسيليا بفرنسا، المسخّرة حصريا لحفظ الأفلام الإشهارية.