قطع ميترو الجزائر في أول تجربة غير تجارية حضرتها جريدة /الشعب/ المسافة بين حي البدر والبريد المركزي في 10 دقائق وبسرعة متوسطة ،بينما لم يستغرق أكثر من 3 دقائق بين محطتي حي المعدومين/الرويسو/ وحي البحر والشمس، وهو ما يوحي بثورة كبيرة في مجال النقل والمواصلات بالجزائر العاصمة بعد سنوات طويلة من معاناة المواطن من الازدحام وتدني وسائل النقل. سيبقى تاريخ 8 سبتمبر 2011 راسخا في ذاكرة الكثير من الجزائريين حيث عرفت عملية تشغيل ميترو أنفاق الجزائر العاصمة نجاحا باهرا، كانت ''الشعب''أحد الشهود على الحدث. كانت الساعة العاشرة الا ربع عندما التحق الكثير من الإعلاميين ونواب من الغرفتين وأربعة وزراء ''عمار تو وزير النقل'' أحمد بن مرادي وزير الصناعة وترقية الاستثمار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مصطفى بن بادة وزير التجارة، وموسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال، بالإضافة إلى فرق أعوان الشرطة، حيث تفقدوا مركز القيادة الرئيسي لميترو الجزائر المتواجد بالرويسو بمحاذاة مجلس قضاء العاصمة الجديد. وقد لفت انتباهنا التكنولوجيا العالية المتوفرة داخل مركز القيادة التي يسيرها جزائريون. ويتضمن المركز، حسب ما لاحظناه في عملنا الاستطلاعي بعين المكان، تجهيزات جد متطورة وحساسة ترصد كل ما يحدث داخل محطات وأنفاق الميترو. وتضمن الحواسيب والكاميرات المتطورة الألمانية الصنع ''سيمنس'' مراقبة وظروف اتصال من شأنها أن تعزز كثيرا نظام الأمن والحماية وتجعل نسبة الخطر لن تتجاوز الصفر. و طمأن وزير النقل عمار تو والمدير العام لشبكة تسيير ميترو الجزائر ''باسكال غارات''، بأن الشروع في تجريب الميترو قبل 8 أسابيع من دخوله مرحلة الاستغلال التجاري رغبة من الجهات المعنية في الوقوف على جميع النقائص والأعطاب والاختلالات المفترضة لتصحيحها وتداركها، وهو ما يتماشى مع المعايير الدولية في هذا الجانب. 25 ألف مسافر يوميا و 40 مليون سنويا من جانبه كشف عمر حدبي الرئيس المدير العام لمؤسسة ميترو الجزائر عن التقنيات المتطورة التي أنجز بها ميترو أنفاق العاصمة والتي تضاهي التقنيات التي يسير بها ميترو برشلونة ونيو يورك. وأوضح في كلمة ألقاها قبل حضور عملية الاستغلال غير التجاري أن الوافد الجديد في ميدان المواصلات سينقل 25 ألف مسافر يوميا و40 مليون مسافر سنويا مؤكدا. وأشار المتحدث الى وجود أكثر من 500 عامل لتسيير الميترو، 98 بالمائة منهم جزائريين خضعوا لتكوين عال سيمكنهم من تقديم ارقى الخدمات للزبائن. وقال المتحدث في تصريح ل''الشعب''، أن 400 شرطي سيسهرون على توفير الأمن والسكينة في مختلف المحطات التي زودت كل واحدة منها ب 24 كاميرا. وقد خضع 20 مهندسا جزائريا للتكوين على يد خبراء فرنسيين ،وبلغت فترات التكوين 180 ساعة بالاضافة الى 320 ساعة تكوين تطبيقية تدخل في مجال الاستغلال غير التجاري. ويرافق الموظفون الجزائريون في هذه المرحلة 10 خبراء فرنسيين. ويحتوي الشطر المنجز من ميترو الجزائر 10 محطات منها 9 محطات في الأنفاق'' البحر والشمس وحي عميروش والمعدومين وحديقة التجارب بالحامة وعيسات ايدير وساحة أول مايو وخالفة بوخالفة والبريد المركزي ومحطة حي البدر خارج الأنفاق وهي عبارة عن محطة نهائية تتوفر على 3 خطوط ورصيفين مركزيين لتحويل الخطوط والخط المستغل للميترو 8,5 كلم. وسيدخل في المرحلة الأولى 14 ميترو حيز التشغيل كل قطار يتكون من من 6 عربات يصل طولها مجتمعة 108م، تستطيع نقل 1290 مسافر210 منهم جالسين بينما تصل السرعة الى 70 كلم في الساعة. وأنجزت محطات توقف الترامواي بتقنيات عالية وما زاد في جمالها الخرائط واللافتات التي توجه المواطن الى مختلف المحطات والاتجاهات واسم المحطة والمحطات المتوفرة في الاتجاه ناهيك عن شبابيك بيع التذاكر التي هي عبارة عن آلات الكترونية تعمل بصفة ذاتية، حيث يقتني المسافر التذكرة ثم يضعها على جهاز رقمي لتفتح له الحاجز اتوماتيكيا. كما لم ينس القائمون على تشغيل الميترو مساحات المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تخصيص أروقة لهم.وتضمن المدارج الميكانيكية سهولة كبيرة في الصعود والنزول لمحطات الميترو، كما وضع مؤسسو تسيير ميترو الجزائر خرائط للعاصمة وللأحياء المجاورة لمختلف المحطات . وكشف وزير النقل عمار تو أن أسعار النقل الخاصة بالميترو لم تحدد بعد ،غير أنها لن تتجاوز 50 دينارا وسيستغل صندوق دعم النقل الجماعي للوصول الى تسعيرة في متناول جميع المواطنين على أن تدرس إمكانية توحيد تذاكر الترامواي وميترو الجزائر لترقية الخدمات وتسهيل عملية الاستغلال. وأوضح الوزير في تصريح صحفي بالمحطة النهائية بالبريد المركزي أن عملية التوسعة للميترو،ستشمل محطة حي البدر نحو حي عين النعجة ومن حي البدر نحو الحراش ،ومن البريد المركزي نحو ساحة الشهداء على أن تتنتهي الأشغال نهائيا في 2014 . وما سيزيد من فعالية وأهمية الميترو هو ربط المشروع بالترامواي على مستوى حي المعدومين بالرويسو حيث تعتبر المحطة النهائية للترامواي ليجد المواطن الذي يرغب في الالتحاق بقلب العاصمة سهولة،ذلك أن محطة الميترو لا تبعد عن الترامواي الا بأمتار، وهو ما يعكس التنسيق الكبير في انجاز المشروعين،الأمر الذي كان ينقص المشاريع السابقة. المواطنون شغوفون باكتشاف الميترو ويأملون في الحفاظ عليه انتقل خبر تشغيل ميترو الجزائر كالبرق بين سكان العاصمة الذين عبروا ل''الشعب'' عن شغفهم باكتشاف المرفق الحيوي ودارت مختلف انشغالاتهم عن سعر التذكرة واجراءات الحماية. وقد أكد جعفر''ح 40 سنة سائق بهيئة عمومية ل''الشعب'' عن سعادته بخبر انطلاق عملية الاستغلال غير التجاري للميترو، موضحا بان إطلاقه في الفاتح نوفمبر سيحدث ثورة في مجال النقل بالعاصمة وسيخلص المواطن من متاعب النقل والازدحام الذي يعاني منه يوميا حيث تكلف وسائل النقل القديمة خسارة الكثير من الوقت دون نسيان الاهانات والسلوكات السلبية التي نتعرض لها. بينما أبدى سيد علي''ع 30 سنة تاجر بباب الزوار اهتماما كبيرا باجراءات الأمن والوقاية موضحا بأن التحولات الأمنية وانتشار الاجرام أكبر مهدد لميترو الجزائر،مضيفا بأنه يتخوف من أن تسيطر عليه السلوكات السلبية المنتشرة في وسائل النقل الأخرى. وقال ت''عباس موظف في هيئة اعلامية ذات صيت بان حضوره عملية تدشين الميترو أمر تاريخي بالفعل فهذا المشروع الذي انطلق منذ أكثر من 30 سنة يعتبر بالفعل انجازا هاما بالنظر للخدمات الكبيرة التي سيوفرها في مجال النقل، أملا أن يتم الحفاظ عليه. مقدود سهام أول امرأة تقود الميترو في الجزائر ل''الشعب:'' ترشحت لأعمل عون استقبال فوجدت نفسي أقود الميترو كشفت سهام مقدود أول امرأة تقود الميترو في الجزائر ل''الشعب'' أن الصدفة هي التي قادتها لقيادة الميترو في الجزائر. وأضافت سهام في حديث ل''الشعب'' بمركز قيادة الميترو بالرويسو يوم الخميس الماضي أنها توجهت لأحدى ومضات الإشهار لاجتياز مسابقة عون استقبال الا ان القدر وجهها لقيادة الميترو بعد العرض الذي تحصلت عليه. وقالت سهام أنها خضعت لتكوين نظري وتطبيقي مدته 4 أشهر، وبمرور الوقت زالت لديها كل المخاوف وتحول التكوين إلى متعة حقيقية. وعبرت المتحدثة عن أملها في أن يكون زملاؤها في مستوى التطلعات التي علقت عليهم متوقعة أن ينال الميترو إعجاب الجزائريين خاصة وأنه سيحسن كثيرا من مجال النقل بالعاصمة.