يعيش قاطنو الشّاليهات ببلدية قورصو الموزّعين على عدة مواقع بتعداد 1100 شالي، أبرزها موقع “كاسيو” أو حي محمد بوضياف قدواري سابقا حالة هستيريا حقيقية بسبب الظروف اللاّنسانية التي يعيشونها داخل هذه القيتوهات، وعدم وضوح مصيرهم من عملية إعادة الإسكان التي باشرتها السلطات الولائية منذ ديسمبر سنة 2016 للقضاء النهائي على الملف، ما دفعهم إلى تنظيم عدة وقفات احتجاجية أمام مدخل الولاية وأخرى بالبلدية. كثّف قاطنو الشاليهات لحي كاسيو بقورصو من تحرّكاتهم الميدانية للفت الانتباه لحالتهم المزرية داخل هذا الموقع المتكون من 700 شالي، حيث تحوّل حسب بعض السكان الذين تحدثوا ل “الشعب” خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظموها نهاية الأسبوع أمام مقر الولاية “إلى ما يشبه جحيم بسبب تدني الظروف المعيشية داخل الحي، وغياب كل أشكال التهيئة مع المخاطر المتكررة التي تسببها مياه الأمطار المتجمعة ونفاذها من الأسقف، وكل ما يشكّل ذلك من تداعيات صحية”، فيما اعتبر البعض الآخر “أنّ الفترة الطويلة التي قضتها العائلات داخل الشاليهات منذ سنة 2003، قد زاد من الضغوطات بعد أن أصبحت بعض العائلات بحاجة إلى أكثر من سكن لكثرة العدد، ووجود أبناء في السن الثلاثين بحاجة إلى استقلالية وبناء أسرة، وهي من المنغصات التي زادت من حدة القلق والتوتر لدى نزلاء هذه الأحياء، الذين يستعجلون عملية الترحيل والتنديد بالتماطل من قبل السلطات المحلية لبلدية قورصو”. بالمقابل وفي تصريح سابق لرئيس بلدية قورصو، كشف هذا الأخير “أن البلدية وقعت في مأزق حقيقي بسبب قلة عدد المشاريع السكنية المخصصة لسكان الشاليهات والحالات الاجتماعية، فهي لا تتعدى 400 وحدة سكنية مقابل 1100 عائلة بالشاليهات تنتظر عملية إعادة الإسكان، وبالتالي تبقى البلدية بحاجة إلى مشاريع مستعجلة لسد العجز المسجل حاليا”، فيما يتم التفكير حاليا في توزيع بقية العائلات على البلديات المجاورة التي قد تملك فائضا في السكنات وهي مهمة شبه مستحيلة بنظر البعض بالنظر إلى تشابه الوضعيات الاجتماعية والتنموية لأغلب البلديات التي تعاني من نفس المشكل تقريبا ولا تزال بحاجة إلى تسجيل مشاريع جديدة وتحريك الورشات المتوقفة من اجل الاستجابة للطلبات المتزايدة على السكنات الاجتماعية التي استهلكت اغلبها في تسوية قضية الشاليهات. هذا وينتظر أن تستأنف ولاية بومرداس عمليات إعادة الإسكان بداية من الأسبوع القادم مثلما كشف عنه والي الولاية، حيث من المنتظر أن تشهد بلدية بودواو أكبر عملية ترحيل لقاطني الشاليهات منذ سنوات بعد الانتهاء تقريبا من أشغال التهيئة الخارجية للقطب الحضري الجديد 2200 مسكن بحي بن مرزوقة التي ستستقبل حوالي 1000 عائلة من قاطني الشاليهات، الذين تحصلوا فعلا على قرارات الاستفادة منذ شهر جويلية من السنة الماضية، فيما حوّلت ملفات 100 عائلة تقريبا للدراسة على مستوى لجنة الطعون مثلما كشف عنه سابقا رئيس البلدية مدني مداغ على آمل طي نهائي لهذا الملف الشائك قبل التفرغ إلى معالجة طلبات السكن للحالات الاجتماعية المختلفة، وهو الأمر الذي ينسحب على أغلب البلديات الأخرى بالولاية.