نتطرّق في هذه السانحة، إلى النصوص المنظمة للنشاط الحرفي، وبطاقة الحرفي وشروطها وامتيازاتها، ومختلف النشاطات ذات العلاقة مع الحرف والصناعات التقليدية، والتي بلغت، حسب مدونة نشاطات الصناعة التقليدية والحرف، 339 نشاطا، موزعة على ثلاثة فروع رئيسية. ولكن النصوص القانونية، والبطاقية الوطنية، ومختلف المبادرات على غرار الامتحان الوطني لنيل رتبة «حرفي معلم»، أعلى رتبة يستطيع الحرفي أن ينالها، لم تمنع هذا الأخير من مواجهة العديد من العقبات، قد يكون التعرّف على الحقوق والامتيازات سبيلا لتذليلها. يعرّف المشرّع الجزائري الحرفي على أنه «كل شخص طبيعي مسجل في سجل الصناعات التقليدية والحرفية، يمارس نشاطا تقليديا كما هو في المادة 5 من هذا الأمر (الأمر 96 /01) ويثبت تأهيله ويتولى بنفسه مباشرة تنفيذ العمل وإدارة نشاطه وتسييره وتحمل مسؤوليته ويتولى بنفسه مباشرة تنفيذ العمل وإدارة نشاطه وتسييره وتحمل مسؤوليته». كما تظهر العديد من الفروق بين الحرفي والتاجر، وهو ما بتّت فيه مختلف النصوص القانونية المتعلقة بتنظيم النشاطات الحرفية. مدونة نشاطات الصناعة التقليدية والحرفتتضمن المدونة الجزائرية لنشاطات الصناعة التقليدية والحرف، في نسختها الحالية، 339 نشاط حرفي موزع على ثلاثة ميادين للنشاط: أولا، الصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية، وتحت هذا التصنيف نجد: المواد الغذائية (تكرير زيت الزيتون وتصبير الفواكه ومنتجات التمور مثلا)، العمل على الطين والجبس الحجر والزجاج ما يماثل هذه المواد، العمل على المعادن بما في ذلك المعادن الثمينة، العمل على الخشب ومشتقاته وما يماثله، العمل على الصوف وما يماثله، العمل على القماش أو النسيج، العمل على الجلود، العمل على المواد المختلفة. ثانيا، الصناعة التقليدية لإنتاج المواد، ونجد تحت هذا التصنيف نشاطات الصناعة التقليدية الحرفية للإنتاج والصناعة أو التحويل المرتبطة بقطاعات: المناجم والمقالع (مثل صناعة الكواشط)، الميكانيك والكهرباء، الحديد، التغذية، النسيج والجلود، الخشب والتأثيث والخردوات والأدوات المنزلية، الأشغال العمومية للبناء ومواد البناء، الحلي، وإنتاج المواد المختلفة. ثالثا، الصناعة التقليدية للخدمات، وتحت هذا التصنيف نذكر: الخدمات المرتبطة بتركيب وصيانة والخدمة ما بعد البيع للتجهيزات والمعدات الصناعية المخصصة لمختلف فروع النشاط الاقتصادي، والمخصصة للعائلات، وتلك المرتبطة بالأشغال الميكانيكية، وبالتهيئة والصيانة والتصليح وزخرفة المباني المخصصة للاستعمال التجاري والصناعي والسكني، والخدمات المرتبطة بالنظافة وصحة العائلات (مثل أخصائي التجميل والحلاقة ومحضر الأعشاب الطبيعية وتصليح النظارات)، وتلك المرتبطة بالألبسة. نشير هنا إلى أهمية تحيين المدونة الجزائرية لنشاطات الصناعة التقليدية والحرف، ومطابقتها للمقاييس الدولية ومدونة النشاطات الاقتصادية الممسكة من طرف الديوان الوطني للإحصاء، بهدف توسعتها لأحداث نشاطات حرفية الجديدة. بطاقة الحرفي دائما حسب الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف، فإن بطاقة الحرفي تمكّن من الحصول على مجموعة من الامتيازات، نذكر منها: التغطية الاجتماعية، بالاشتراك مع صندوق الضمان الاجتماعي لغير الأجراء، وهو ما يمكّنهم من الحصول على التقاعد، بطاقة الشفاء، منحة الوفاة ومنحة العجز. إضافة إلى تأمين تجهيزات الإنتاج والسيارات والشاحنات ب50 بالمائة تخفيض مع مجموعة من شركات التأمين، أولوية الحصول على المحلات المهنية عبر بلديات ممارسة النشاط، الحصول على قروض هيئات الدعم، الاستفادة من متمهنين ومتربصين مع مراكز التكوين المهني ووكالة التشغيل التابعين لإقليم الحرفي، الحصول على صفقات عمومية عن طريق المشاركة في الاستشارات التي تفتح من طرف المؤسسات والهيئات العمومية وكذا استخدام الفوترة، المشاركة في المسابقات الخارجية لقطاع التكوين المهني ما يمكّن الحرفي من أن يصير أستاذا مكوّنا بعد اجتياز 5 سنوات أقدمية في الميدان، والحصول على حق المشاركة في كل الصالونات، المعارض، الأيام الدراسية والإعلامية، محليا، وطنيا ودوليا. كما يستفيد الحرفيون المسجلون في مجال الصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية من الإعفاء الضريبي مدى الحياة، على أن يتم تسديد الحدّ الضريبي الأدنى المقدر ب10 آلاف دينار جزائري (مليون سنتيم). وللحصول على بطاقة الحرفي، يجب إيداع ملف تسجيل مكوّن من: المؤهلات المهنية (شهادة الكفاءة المهنية أو شهادة التأهيل)، طلب خطي موجه إلى مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف، شهادة ميلاد، بطاقة الإقامة، نسخة من بطاقة التعريف الوطنية، مستخرج من صحيفة السوابق العدلية، أربع (04) صور شمسية، وصل دفع رسوم التسجيل مسلم من قِبل قباضة الضرائب، حقوق التسجيل، نسخة من عقد ملكية المحل أو عقد إيجار موثق، محضر إثبات وجود المحل أصلي محرر من طرف محضر قضائي، وشهادة نظافة بالنسبة لنشاط الحلاقة ونشاطات التغذية. البطاقية الوطنية للصناعة التقليدية والحرف أنشئت الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف من أجل مرافقة الحرفيين عبر مختلف ربوع الوطن، عن طريق غرف الصناعة التقليدية والحرف الولائية، وتبقى مهمتها الرئيسية تسيير البطاقية الوطنية للصناعة التقليدية والحرف. دشّنت البطاقية الوطنية في 14 أفريل 2015، بعد تعديل المرسوم التنفيذي 272-97 المؤرخ في 21 جويلية 1997، بالمرسوم التنفيذي رقم 13- 252 ، المؤرخ في 2 جويلية 2013. والبطاقية الوطنية بنك معلوماتي يشمل كل المعطيات الخاصة بالحرفي مهما كانت ولاية تواجده ومستجداته، لاسيما تسجيله، شطبه وتحويله، والأمر يتعلق بالحرفيين كأفراد أو تعاونيات، أو مقاولات في ميادين الصناعة التقليدية الفنية، الصناعة التقليدية لإنتاج المواد والصناعة التقليدية لإنتاج الخدمات، بهدف وصول المعلومة للغرفة الوطنية حتى يتسنى التحكم بها واستخدامها عند الحاجة والطلب من طرف عديد الإدارات العمومية، شركاء القطاع وحتى الباحثين بلغ عدد المسجلين في البطاقية الوطنية، إلى غاية 30 أفريل 2019، 592197 حرفيا، موزعين كما يلي: 158571 في المجالات الفنية، 100580 في مجال المواد، و270046 في مجال الخدمات. وحسب الإحصائيات التي تقدّمها الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف، فيما يتعلق بالأنشطة الأكثر ممارسة، تتقدم خياطة الألبسة التقليدية قائمة الأنشطة الأكثر ممارسة، ب 58073 مسجلا، تليها حرفة بنّاء ب 49639 مسجّلا، وصانع الحلويات التقليدية 28609 مسجّلا، وحلاقة النساء ب 27720 مسجّلا، ثم في المرتبة الخامسة تنظيف الطرق والشبكات المختلفة ب25743 مسجّلا. وبخصوص الولايات الأكثر تسجيلا، حلّت ولاية الجزائر العاصمة في المرتبة الأولى وطنيا من حيث التسجيلات، ب 30772 مسجّلا، ثم ولاية سطيف ب 24877 مسجّلا، تليها ولاية قسنطينة ب 21839 مسجّلا، فولاية تيزي وزو ب 20822 مسجّلا، وفي المرتبة الخامسة ولاية بسكرة ب 18432 مسجّلا.