أكد وزير الشؤون الخارجية، صابري بوقدوم، اليوم بمرسيليا، ان الجزائر تزودت باستراتيجية « طموحة» من أجل تطوير الطاقات المتجددة، مشيرا الى رصد تمويلات واستثمارات هامة في هذا المجال. خلال الجلسة الاولى لأشغال قمة الضفتين المخصصة لموضوع «بناء معا منطقة متوسطية مستدامة»، أكد الوزير قائلا «خصصت الجزائر تمويلات واستثمارات هامة في هياكل قاعدية عصرية وآمنة كما تزودت باستراتيجية طموحة في مجال تطوير الطاقات المتجددة». واعتبر رئيس الديبلوماسية الجزائرية، في هذا الشأن، ان هذا الرصيد «المعتبر» سيكون « ضروريا» لتجسيد المشاريع شبه الاقليمية التي يتحملها «جميع الفاعلين على مستوى الضفتين». كما أضاف «من الواضح أن نجاح هذه المشاريع مرهون بتعبئة تمويلات كافية واستثمارات هامة من أجل ضمان تجسيدها، اضافة الى متابعة صارمة ومنتظمة بفضل وضع آلية تقييم ومتابعة»، مؤكدا أن الجزائر لن تدخر « اي جهد» من أجل تقديم مساهمتها في « هذه المقاربة المبتكرة والشاملة خدمة للجميع». واسترسل يقول «ان الجزائر التي سجلت دائما انتماءها الى الفضاء المتوسطي كمحور استراتيجي لسياستها الخارجية وكأولوية لتعاونها الدولي، لن تدخر أي جهد من أجل تقديم مساهمتها في هذه المقاربة المبتكرة والشاملة خدمة للجميع». من جهة أخرى، تطرق الوزير مطولا الى مسألة الغاز الطبيعي «الذي آثر في الملمح الطاقوي للضفتين بشكل واسع» والذي، حسب قوله، يمنح في اطار المسعى الجزائري الشامل «نموذجا للشراكة الناجحة على عدة اصعدة». وكدليل على ذلك، تحدث بوقدوم عن تموين الاتحاد الاوروبي بالغاز الجزائري من خلال أنبوبي الغاز الأورو-مغاربيين، حيث يكرس هذا التموين «الرابط المهيكل بين منطقتينا المجاورتين والذي سيتعزز مستقبلا بإنجاز مشروع الربط لاغوس-الجزائر الذي ستكون له العديد من الانعكاسات الايجابية». ولدى تطرقه لمنتدى الجزائر حول الطاقات، المنظم يوم 8 أبريل المنصرم، ذكر وزير الشؤون الخارجية بأن حوالي 300 مشارك يمثلون بلدان المنطقة والفاعلة في هذا المسار وجهوا رسائل « قوية» من أجل اعطاء دفع «جديد» للتعاون والشراكة «رابح-رابح». واعتبر الوزير، في هذا السياق، أن الأفكار والمبادرات التي رأت النور من 45 اقتراح مشروع منبثق عن منتدى الجزائر لاسيما فيما يتعلق بالطاقات المتجددة اضافة الى الفعالية الطاقوية أو أرضيات تبادل الممارسات الجيدة « تعطي بعدا ملموسا لخارطة طريقنا من أجل نجاح انتقالنا نحو نموذج اقتصادي مستدام وذي انبعاث قليل للكاربون». واسترسل قائلا «من واجبنا ومسؤوليتنا الاستماع وادراج الاقتراحات التي تمت صياغتها في سياساتنا القطاعية». وإلتقى ماكرون ونظراءه من دول ضفتي المتوسط أجرى وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم امس بمرسيليا نشاطات مكثفة على هامش أشغال قمة ضفتي البحر المتوسط. التقى بوقدوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي اجرى معه محادثات، اضافة إلى عقده لقاءات مع نظيره الفرنسي، جون أيف لودريان، والاسباني، جوسيب بوريال، والمالطي، كارميلو أبيلا، وكاتبة الدولة البرتغالية، مارغاريتا ماركيس. كما اجرى الوزير محادثات مع نظيسره الايطالي أنزو موافيرو ميالانيزي. و تمحورت المحادثات حول العلاقات الثنائية ودراسة سبل وطرق تعزيزها، إضافة إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك كالأزمة الليبية والوضع في منطقة الساحل والصحراء الغربية. كما صرح الوزير لوأج والتلفزة الوطنية بقوله «التقيت على انفراد مع كل واحد من نظرائي، وكانت لي معهم محادثات مطولة حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة العلاقات الثنائية بكل أبعادها». واستطرد يقول «انصبت محادثاتنا أيضا على سبل وطرق تطوير علاقاتنا الثنائية من أجل المضي قدما في هذا المسعى، وكذلك بصفتنا شركاء من الضفة الغربية للبحر المتوسط»، موضحا «أكيد أننا تحادثنا بخصوص المسائل المتعلقة بمنطقتنا، لاسيما ليبيا ومالي والصحراء الغربية، واستقرار المنطقة والهجرة غير الشرعية».