بدأت تفاعلات احتجاز حكومة جبل طارق التابعة لبريطانيا ناقلة نفط إيرانية في التصاعد، وسط مخاوف من تأثيرها سلبيا على الوضع الأمني المتأزم في منطقة الخليج منذ عدة أسابيع. ورغم أن إيران اكتفت حتى الآن بالأساليب الدبلوماسية للاحتجاج على احتجاز سفينتها؛ فإن أحد قادتها العسكريين لوح امس باللجوء إلى خيار آخر للضغط على بريطانيا للإفراج عن سفينتها. ودعا أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي إلى الرد على بريطانيا بالمثل، وقال إنه سيكون من «واجب» طهران احتجاز ناقلة نفط بريطانية إذا لم يُفرج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق فورا. واحتجزت السلطات في جبل طارق التابع لبريطانيا بأقصى جنوب إسبانيا، الخميس، السفينة العملاقة «غريس 1»، التي كانت تشحن كميات من النفط إلى سوريا رغم العقوبات المفروضة على دمشق. غضب اسباني ولا تواجه بريطانيا تهديدا إيرانيا فحسب؛ بل تواجه كذلك غضبا رسميا من جارتها الأوروبية إسبانيا، التي شعرت باستياء كبير مما تصفه بالاعتداء على سيادتها. وأفادت وسائل إعلام إسبانية بأن مدريد ستتقدم باحتجاج رسمي على بريطانيا لإيقافها ناقلة النفط الإيرانية التي كانت متوجهة إلى سوريا في مياه جبل طارق، والتي تعتبرها مدريد مياها خاضعة لسيادتها، علما أن جبل طارق هومنطقة متنازع على سيادتها بين بريطانيا وإسبانيا. وأفاد مراسلون بأن هناك بوادر أزمة دبلوماسية بين إسبانيا وبريطانيا على خلفية احتجاز الناقلة، لأن مدريد تعتبر أن السفينة تم احتجازها في المياه الإقليمية الإسبانية. إرتياح بريطاني ولا يعرف حتى الآن كيف ستتصرف بريطانيا في ظل التداعيات المحتملة لاحتجاز الناقلة؛ بيد أنها رحبت بقرار حكومة جبل طارق «الحازم» بإيقاف السفينة. وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي «نرحب بهذا الإجراء الحازم لتطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي على النظام السوري، ونشيد بسلطات جبل طارق التي شاركت في تنفيذ العملية بنجاح، هذا الأمر يبعث رسالة واضحة مفادها أن انتهاك العقوبات أمر غير مقبول». هذا وأعلن وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل أن الولاياتالمتحدة طلبت اعتراض ناقلة النفط.. وقد استدعت طهران مساء الخميس السفير البريطاني لديها روب ماكير للاحتجاج.