سيكون ملعب القاهرة الدولي بالعاصمة المصرية اليوم بداية من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت الجزائري مسرحا لإجراء لقاء الدور نصف النهائي من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 الجارية وقائعها بمصر إلى غاية ال 19 من الشهر الجاري، والذي سيجمع بين المنتخبين الجزائري والنيجيري في لقاء يحبس الأنفاس بين عملاقي القارة السمراء، والذي يهدف من خلاله أشبال المدرب «جمال بلماضي» كتابة اسمهم بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية بقيادة الخضر للمرة الثالثة في تاريخ مشاركاتها في «الكان» إلى النهائي. يخوض رفقاء القائد «رياض محرز» ليلة اليوم مباراتهم السادسة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر والسابعة في الدور نصف النهائي بتاريخ مشاركات الخضر في «الكان» وعينهم على اقتطاع ورقة التأهل للمباراة النهائية الثالثة في تاريخ المنتخب الوطني لبلوغ الهدف الذي سطره المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية «جمال بلماضي» في أول ندوة صحفية عقدها بعد تنصيبه رسميا لقيادة سفينة المنتخب، حين قال بالحرف الواحد بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، «ربما ستعتبرونني مجنونا لكن هدفي هو بلوغ نهائي كأس أمم إفريقيا بمصر والعودة بالتاج القاري الثاني للجزائر»، وهو التصريح الذي أحدث زلزالا في الجزائر، خصوصا أن الخضر في تلك الفترة كانوا منتخبا مدججا بالنجوم لكن من بين الأضعف على المستوى القاري بعد التراجع الرهيب للأفناك مع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب منذ رحيل الفرنسي «كريستيان غوركوف»، لكن الكوتش «جمال» عرف كيف يكوّن مجموعة متماسكة في كل الخطوط تقدمت جيدا في المنافسة وباتت من بين المرشحين للفوز بالسيدة الكأس. بلماضي: «نيجيريا لا تملك الأفضلية علينا» الناخب الوطني خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس والتي سبقت النصف النهائي ضد المنتخب النيجيري، أكد بأن اللاعبين تجاوزوا التعب البدني واسترجعوا جيدا من الناحية البدنية بعد لقاء كوت ديفوار، ولم يتوانى في التحذير من قوة المنتخب النيجيري، «بلماضي» أكد بأن المنتخب النيجيري لا يملك الأفضلية للفوز على المنتخب الوطني، وقال «بلوغ الدور نصف النهائي يرشحك لبلوغ الدور الذي بعده، لأنه في هذا المستوى لا يوجد منتخب قوي وآخر ضعيف». «بلماضي» تحدث عن غياب «عطال» وأكد بأنه غير مؤثر لأن كل اللاعبين الذين اصطحبهم معه إلى نهائيات أمم إفريقيا يمكنهم اللعب في أي لحظة، كما تحدث عن نجم مانشيستر سيتي وقال بأنه جد مهم في تعداده ويمكنه التسجيل في أي لقطة ويبقى رفقة زملائه في خدمة المجموعة والمنتخب وليس في خدمة النتائج الفردية. قائد الخضر الأسبق أشار إلى أن أجيالا عظيمة صنعت تاريخ كرة القدم الجزائرية على غرار جيل التسعينات الذي نال التاج القاري للجزائر، كما تحدث عن الأجيال التي تألقت في المونديال على غرار جيل «ماجر» و»بلومي» وجيل مونديال البرازيل، موضحا بأن الجيل الحالي يبني في أمور جميلة لصناعة تاريخ جديد للكرة الجزائرية. هذا وعرج صاحب اليمنى الذهبية للحديث عن الدموع التي أذرفها بعد تأهل الجزائر للمربع الذهبي، «كنت على دراية بأننا تمكنا من إدخال البهجة إلى كل الشعب الجزائري، وفي تلك اللحظة كنت أعي مشاعر كل الجزائريين، نزلت الدموع تلقائيا ومن دون شك ستنزل مجددا إذا تمكنا من التأهل للنهائي». من المؤكد بأن الخضر سيدخلون لقاء نيجيريا بقوة كبيرة من أجل إسقاط النسور من الأعلى مبكرا عن طريق التسجيل المبكر، للعمل على تسيير اللقاء بنوع من الأريحية مثل ما كانوا يقومون به في المباريات الأربعة الأولى، نظرا للصفعة القوية التي تلقاها لاعبو المنتخب في الدور الماضي ضد المنتخب الإيفواري الذي أحبس أنفاسهم وقادهم إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت في الأخير لرفقاء الحارس «رايس الوهاب مبولحي» بصعوبة كبيرة، وهو الأمر الذي جعلهم يحسون بإمكانية مغادرتهم نهائيات أمم إفريقيا قبل الوقت وعدم بلوغ الهدف المسطر بين «بلماضي» واللاعبين ببلوغ المباراة النهائية والتتويج باللقب الذين فازوا به في أذهانهم بعد إقصاء المنتخب الغيني. «زفان» مرشح للدخول أساسيا سيدخل المنتخب الوطني لقاء نيجيريا بنفس التعداد الذي خاض لقاء كوت ديفوار في الدور ربع النهائي مع غياب الظهير الأيمن «يوسف عطال» الذي من المرشح أن يعوضه زميله في نفس المنصب «مهدي زفان» الذي لم يقنع الكثيرين في مباراة كوت ديفوار وذلك لترك الاستقرار في محور الدفاع لكن المستحيل لا يعترف به «بلماضي» الذي لطالما عودنا على المفاجآت على غرار ما قام به في لقاء تانزانيا لحساب الجولة الثالثة من الدور الأول عن نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، حين أقدم على إراحة كل الأساسيين ما عادا «بن ناصر» الذي لم يجد له بديلا بسبب إصابة «براهيمي» في ذلك اللقاء، وقد يقوم «بلماضي» بوضع «ماندي» على الرواق الأيمن لإيقاف السريع «موسى»، وهو المنصب الذي لعب فيه لسنين قبل تنقله إلى بيتيس التي لعب فيها لموسمين متتاليين في محور الدفاع، وإذا أقدم على هذا التغيير سيعمل على إقحام إما المخضرم «حليش» أو «طاهرات» في محور الدفاع، فيما سيبقي على نفس التعداد في باقي المناصب بعد تأكد تعافي المحارب «سفيان فيغولي» من التشنج العضلي الذي تعرض له في اللقاء الماضي جراء التعب الشديد من الناحية البدنية. وبلغة الأرقام فإن المباريات بين الجزائرونيجيريا دائما ما كانت متكافئة بين المنتخبين على غرار الإحصائيات بين الخضر والفيلة، وواجهت الأفناك النسور الخضراء في 20 مناسبة في مختلف المنافسات وتمكنت خلالها الجزائر من الفوز ب 8 لقاءات وهو نفس العدد الذي فازت به نيجيريا في حين أنهما تعادلا في 4 لقاءات، فيما سيكون اللقاء الذي يجمع بين المنتخبين في نهائيات أمم إفريقيا الثامن في التاريخ، حيث فاز المنتخبات بثلاث مواجهات لكلاهما، وهو ما ينبئ بلقاء كبير ومثير.