لا للإقصاء في الحوار الوطني والمسؤولية تقع على الجميع دون استثناء يلتئم أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، اليوم، في اجتماع هو الأول من نوعه بعد انقطاع دام عدة أعوام، إذ لم تجتمع ولو لمرة واحدة في عهد الأمين العام السابق جمال ولد عباس، لكنها تأتي على خلفية تململ داخل التشكيلة توحي به لهجة الأمين العام محمد جميعي. اجتماع اللجنة المركزية مكسب حققناه لاستقلال حزبنا الذي تعرض للاغتصاب هكذا تحدث الأمين العام للحزب العتيد محمد جميعي، في كلمة ألقاها، مساء أمس، لدى إشرافه على اجتماع تحضيري لاجتماع اللجنة المركزية المقرر اليوم جمعه بأمناء المحافظات. جميعي الذي بدا ممتعضا من بعض المحافظين الذين تخلفوا وتهربوا لدى الاتصال بهم، يبدو أنه يواجه صعوبات في لملمة الأعضاء حوله، ورغم ذلك شدد على ضرورة منح فرصة للكل ببساطة لأن الحزب ليس ملكا للأمين العام ولا لأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية والمحافظين، عازما على فتح صفحة جديدة في تاريخ الحزب الذي يواجه ضغوطات من الاحزاب السياسية، حملته تبعات مواقفه في الفترة الماضية، من خلال العمل على إقصائه. وأشار في مداخلته إلى أن اجتماع اللجنة المركزية لم يعقد تقريبا منذ المؤتمر العاشر، إذ اجتمع أعضاؤها مرة واحدة بقيادة عمار سعيداني آنذاك، رغم أن القانون الداخلي للحزب يقر اجتماعها سنويا في شهر أكتوبر، موعزا السبب إلى «تداعيات وتقلبات كبيرة مر بها الحزب، بسبب الذين أخرجوا تسيير الحزب من الأطر القانونية». أحزاب تنشر إشاعات مغرضة بغرض إزاحة الحزب من مكانته كما شدد على ضرورة إنجاح الاجتماع الذي وصفه ب «العرس»، ونحن مكلفون بإنجاحه من خلال المشاركة الفعالة والنقاش الواسع الذي يصب في مجمله في خدمة الحزب، الذي خضع خلال 3 سنوات لمحاولات وخطط ممنهجة بهدف تغييبه عن الساحة الوطنية، وسلب قراره وحقه»، وخلص إلى أن «أكبر ضحية في الجزائر إطارات الحزب الذين حملوهم مسؤولية كل شيء، رغم أن التشكيلة لم تكن لوحدها»، في إشارة ربما لزملائه في الأغلبية سابقا، وقال بصراحة «بعد سنة 2000، لم نكن لوحدنا». وانتقد في سياق موصول أحزاب أعاب عليها نشر إشاعات مغرضة في حق الحزب، تعمل على زحزحته من مكانه وإقصائه من خلال محوه في مؤامرة حيكت من الداخل والخارج، موجها رسالة إلى قياداتها مفادها أن الصندوق وحده والانتخابات من يحكم بينهم وبين حزب له مليون ونصف مناضل، ومهيكل بطريقة جيدة عبر كامل التراب الوطني. وبدا غير راض عن تقارير وصلته معيبا على مسؤولي بعض المحافظات عدم الرد على محاولات الاتصال بهم، وتنصل البعض الآخر وقال في السياق «كلنا زملاء وكلنا نتشارك « و»الحزب ليس ملكا لأي أحد مستطردا «سياسة غلق الأبواب لا تخدم أحدا»، جازما بأنه مصر على استكمال عملية تقييم أوضاع الحزب. وذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال «أنا لا أبتز»، جازما بأن المشكل في القيادات السابقة التي نشرت تصرفات غير مشرفة حسبه، كما ذكر بطلبه «بكل شجاعة من معاذ بوشارب التنحي من منصبه»، في سبيل الشعب والوطن بعد تشاور عميق مع الإطارات لإخراج البلد من الأزمة ولا نتلاعب بمصير أمة من أجل منصب». كما أثنى على الشعب الجزائري الذي عبر عن مطالبه بسلمية وحضارية، ولم يتجه للفوضى مثلما كان يريده أعداء الجزائر، لافتا إلى أن مسؤولية إنجاح الحوار الوطني الذي لا يجب أن يكون إقصائيا، تقع على الجميع دون استثناء.