إذا كان الرجل سباق زمنيا للمرأة في مجالي الأدب والفكر ،حيث صال وجال في بحورهما لقرون عديدة بعيدا عن الأنثى و"تاء التأنيث " ، فان حواء بالمقابل، إختزلت هذه المسافة وإختصرت الزمن فصنعت لنفسها عالما ومجدا في مدة لم تتجاوز القرنين فقط . لقد أصبح للمرأة التي ولجت عوالم الكتابة والأدب بمختلف ألوانه وأشكاله إسما وحضورا مميزين ، بل والأكثر من ذلك أنها نافست الرجل في عقر داره وخطفت منه النجومية ، فأصبحت بذلك الكاتبة والشاعرة والروائية والمبدعة ،و نالت أعمالها الجوائز والإستحقاقات من الرجل نفسه والذي كان بالأمس القريب يشكك في قدراتها الإبداعية . الجزائر لم تشذ هي الأخرى عن هذه القاعدة ،فقد اعتلت منصة الأدب ،أديبات رفعنا إسم بلدهن عاليا ،أمثال أسيا جبار ،زهور ونيسي ،زليخة مسعودي ، أحلام مستغانمي ،فضيلة الفاروق ، زينب الأعوج وربيعة جلطي والقائمة كبيرة لشاعرات وروائيات وكتاب قصة ،يعرفهن العام والخاص وتتلهف دور النشر على نشر أعمالهن ، فمن منا لا يتذكر بالأمس القريب ماأحدثته وتحدثه روايات أحلام مستغانمي من قبول لدى الأخر مما عجل لترجمة أعمالها الى العديد من اللغات العالمية ، وهذا يدل دون شك أن الرواية الجزائرية النسوية ستصل الى أبعد الحدود ، وستتحصل على أكبر الجوائز . إذا ،ملف هذا الأسبوع يدور حول الأدب النسوي الجزائري ،وهو تيار يسبح في فلك الأدب النسوي العربي بخصوصياته والعالمي أيضا لتضامن حواء التي خطفت الأضواء من الرجل الذي يسيطر على الساحة ، ولا أتذكر هنا الكثيرأو القليل مما كتبته حواء الجزائرية ، غير أن مجموعة من الأديبات المصريات أطلقن على الصالون الأدبي النسوي بالإسكندرية أسم "تاء الخجل الثقافي السكندري "وهو أسم مأخوذ عن رواية جزائرية لفضيلة الفاروق ،و هو بذلك شرف للجزائر وأديبات الجزائر .