شهدت الخرطوم ومدن سودانية أخرى، أمس الثلاثاء، احتجاجات على مقتل طلاب برصاص قوات الأمن في مدينة الأبيّض، الاثنين، بينما اعتبر رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان ما حدث أمرا مؤسفا وحزينا ويتطلب المحاسبة. جابت مظاهرات عدة مناطق بالخرطوم ومدن سودانية أخرى، فيما خرج طلاب المدارس في مسيرات احتجاجية على مقتل زملائهم في كبرى مدن ولاية شمال كردفان غربي السودان وجرح العشرات. كان أمس الأول يوما داميا بعد مقتل ثمانية أشخاص بالرصاص خلال مظاهرة طلاّبية احتجاجا على الغلاء وانقطاع التيار الكهربائي وشح السلع بما في ذلك الوقود والخبز، كما احتج المتظاهرون على تقرير لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، شهر جوان الماضي. لم تشر أيّة مصادر إلى الجهة التي ينتمي إليها القناصة، رغم أن متظاهرين صرحوا بأنهم تابعون لقوات الدعم السريع، وقد أصدر والي كردفان قرارا بحظر التجوال من التاسعة مساء إلى السادسة صباحا وحتى إشعار آخر، وأمر بإغلاق مدارس الولاية، وبسحب قوات الدعم السريع من الأبيّض. حملت القوى المعارضة المجلس العسكري الحاكم المسؤولية عن مقتل الطلبة، واتهمته بالفشل في مهمته المتمثلة في حماية المواطنين. في ردود الأفعال، قال رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الثلاثاء، «إن ما حدث في الأبيّض أمر مؤسف وحزين». ونقل التلفزيون السوداني الرسمي عن البرهان قوله إن قتل «المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة». من جهته، أعرب ممثل اليونيسيف في السودان عن صدمته الشديدة لمقتل تلاميذ برصاص قوات الأمن، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن العنف ضد الأطفال. وكان تجمع المهنيين السودانيين قد دعا أنصاره للتظاهر في أرجاء البلاد تنديدا بما وصفها «المذبحة» ضد طلاب المدارس. تأجيل المفاوضات في السياق، أكد المفاوضان في قوى الحرية والتغيير طه عثمان وساطع الحاج عدم إجراء جلسة المفاوضات التي كانت مقررة، أمس، مع المجلس العسكري، بسبب تواجد الفريق التفاوضي للحركة في مدينة الأُبيّض. جاء مقتل الطلاب عشية استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج المقررة لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية. كان قادة الجيش وقادة تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات وقعوا صباح 17 جويلية بالأحرف الأولى «إعلانا سياسيا» لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك، يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهرا، وهو ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين. البشير يحضر مراسم دفن والدته وسط حراسة أمنية مشددة حضر الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، مراسم جنازة والدته هدية محمد الزين (92 عاما)، والتي توفيت، مساء الاثنين، بمستشفى علياء العسكري بالعاصمة الخرطوم. سمحت السلطات السودانية للبشير المحبوس بسجن كوبر وأيضا لشقيقه عبدالله المتهم في قضايا فساد عدة بحضور مراسم الجنازة، التي أجريت عند حوالي الثانية عشر من منتصف ليل الاثنين. كانت تقارير صحفية أشارت إلى أن والدة البشير كانت قد طلبت قبل وفاتها زيارة ابنها، البالغ من العمر 75 عاما، في السجن ولكنها لم تتمكن من ذلك. عزل الجيش، البشير، في 11 أفريل الماضي، بعد احتجاجات شعبية متواصلة لأكثر من 5 أشهر.