فضل سمير القنطار عميد الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية والمفرج عنه قبل ثلاث سنوات الإنطلاق في سرد قصة أسره التي دونها له حسان الزين، الكاتب والصحفي اللبناني في جريدة «الأخبار»، من سجن هداريم عام 2006، وهي السنة التي شهدت بداية مشوار طويل أفضى إلى إطلاق سراحه في عملية تبادل للأسرى العرب، قادها وأشرف عليها حزب الله اللبناني. الكتاب الذي يحمل عنوان (قصتي)، جاء في شكل رواية وثائقية، ويسرد يوميات القنطار في السجون الإسرائيلية، منذ أن حل عليها «ضيفا» مزعجا للصهاينة، لأنه يذكرهم، باحدى العمليات البطولية التي أودت بحياة 6 إسرائيليين وجرح آخرين والتي سميت بعملية نهاريا. الرواية الوثائقية التي جاءت في أكثر من 500 صفحة، روت بأسلوب سلس ومشوق معاناة القنطار والعذاب الطويل والممنهج الذي تلقاه في سجون العدو، ومع هذا، فإنه لم يؤثر في قوة تفكيره وسلامة عقله وإيمانه القوي بنهج المقاومة الذي يعد الوحيد من وجهة نظره، لدحض كل المؤامرات والمخططات الإسرائيلية التي تحاك ليس فقط على لبنان كدولة محورية في الشرق الأوسط، ولكن على كل دول الممانعة بما فيها سوريا، التي يعتبرها الركيزة الأساسية لصمود المقاومة. «لست نيرون» هو المحتوى الأول في الرواية الوثائقية، يصف فيها القنطار بكثير من الفخر، اليوميات التي أعقبت أسر الجنديين الإسرائيليين إلى غاية استعدادات إسرائيل للرد على الضربة القاسية التي تلقتها من المقاومة الإسلامية، والتي مهدت لعودته إلى بلده وخلانه. في الطريق إلى شاطئ نهاريا، وحلم الذهاب إلى فلسطين لتنفيذ العملية الشهيرة، والحلم الآخر الذي أفضى إلى إلقاء القبض عليه، هذا كان مضمون المحتوى الثاني، وفيه يروي القنطار حيثيات العملية الفدائية وبداية أسره وهو في سن السادسة عشر فقط، ومعها معاناة طويلة من العذاب والتعذيب لم تتوقف طيلة الثلاثين سنة من الأسر تنقل خلالها من سجن إلى سجن، وذاق مرارة الاعتقال، إلى أن بزغ فجر ذات 12 جويلية 2006، وإصرار حسن نصر الله على الإفراج عنه، وكان له ذلك في سنة 2008 بعد أن استفز الصهاينة بجملة بقيت راسخة في ذهن القنطار، عندما خاطب عميد الأسرى ورفاقه السجناء وقال لهم إنكم أصبحتم عند خط الحرية وكان له ذلك، واستحق لقب صاحب الوعد الصادق، لتجبر إسرائيل على إطلاق سراحه، بعد أن كانت ترفض إدراجه ضمن صفقات تبادل الأسرى.