إنّي أريد أن أحيا في عالم بلا محرومين ولا مطرودين لن أحرم أحداً، ولن أقول لأحد أن يهرب في جندول،إلا أن يكون المرء إنسانا،ونخرج منها مبتسمين فرحين ومن تمسك بمعنى الخبر فى مقاصده، كان السلم والسلامة، والأمن والأمانة صواحبه، فالأولى عند كل معتقد أن يتوقف عنه إذا راب والواجب أن يمضى عليه إذا وضح وما أحوج المتكلمين إلى المصير. هي قديسة الماء والدمعة الحمراء الشاعرة المصرية عزة عيسى، بكالوريوس تربية موسيقية دبلومة متخصصة في الموسيقى العربية، ومسؤول الإعلام وتنظيم المؤتمرات والمهرجانات بمدرسة النهضة الادبية فرع مصر. قيثارة بلا وتر ليل وشتاء ومطر لا نجوم تؤنس وحدتي ولا قمر لا شيء يشاطرني أنيني سوى قيثارة تفتقد نبض الوتر قيثارة بلا وتر، ليل وشتاء ومطر، لا نجوم تؤنس وحدتي ولا قمر لم أر معنى أوطأ منه ولا اهدأ وله قراءات اختارها لتجتمع في الروية، ثلاث معان معنىً أُخذ من رؤية البصر ومعنى أُخذ من الرأي، وهو ما يرى القلب ومعنى أخد من الرية أي الاستقاء والارتواء، وأَنكر المعنى عليها في هذا الخفق ورعشة الاحتضار. إذ لا صفة بالعلو والغلو لأن العلة قائمة لنصل الأحرف بالجواب قبل أن نتعرض فيها إلى ما يشغل عنها ولابد أن يدخل النور إلى العيون الساهمة، فقد يفقد الإنسان البصر ويجوز الفضل بكمال العقل، وقل ما يوجد من عدم السمع ففاز بشرف العقل، ويوضح هذا أن البصر يلقط من المشاهدات ما يقابله والسمع يحيط بكل ما يرعاه ويهديه إلى العقل، فكأن السمع أخدم للعقل ولو كان الإنسان مصبوباً في قالبٍ واحدٍ ومصوغا على خط واحد مسلولا عن طبيعة واحدة لكان هذا يستمر بعض الاستمرار ويتجوز فيه بعض التجوز، لكنه مؤلف من أخلاط ومركب على طبائع ومجموع متضادات، فلابد أن يميل إلى شيء ويميل به الشيء، ويُرى مرة طافياً ومرة راسباً ومرة راضياً ومرة غاضباً ومرة هادئاً ومرة صاخباً ما دام بين أشياء متعادية وأحوال مترامية، وها هي الحواجز الأولى أكثر اتساعاً وامتداداً ظلالها لا ترتفع أسوارا من حجارة رهيبة بل تمتد حدائق غريبة لتبدو من تحتنا منحدرات سلسلة جبال زرقاء وبيضاء قابعة أنا على حافة شرفة الوجع أرتق جرح الغياب بخيوط من الصبر زخم من الأحلام…طيف من الأوهام لملامح وجهك علي جدران مخيلتي في صندوق ذكرياتي وقديم الصور (قابعة – حافة – شرفة – ارتق – خيوط - من الصبر) فهناك لابد أن يمشى إنسان الثلوج المهيب في وحدته الرهيبة تتأرجح أجنحة الأفكار في زخم من الأحلام والأوهام تطبيقا لقول الشاعر ما طال ليلى ولا حارت كواكبه ليل المحب طويل حيث ما كانا فكم هي بعيدة تلك الأحلام لتتقمص الشاعرة في قصيدتها شخصية الرسام لأن اللذة التي تجعل للحياة قيمة، ليست حيازة الذّهب، ولا شرف النسب، ولا علو المنصب، ولا شيئاً من الأشياء التي يجري وراءها الإنسان عادة..وإنّما أن يكون الإنسان قوة عاملة ذات أثر خالد فى صندوق الذكريات. (كنت السواد لمقلتي فبكى عليك الناظر...ما شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر)، ولا أنكر أني قد مضيت متخبطا عبر الأزقة باحثا عن الدار التي كانت تعيش فيها الشاعرة، فجهدت كثيراً حتى عثرت عليها وكانت الغرفة القديمة، حيث كتبت أشعارها الأليمة. آلام سكنت نفسي وأوهنت روحي سهد أرق مقلتي وأقض مضجعي فاعتنقت السهر هواجس تقتات علي مواجعي وأحزان تستعر شوق يفتك بي، لصوتك، لعينيك، لأنفاسك لعطرك ولخوفي عليك فأبكيك بدمع منهمر وحدي أتجرع مر الفراق بسراديب الحنين وأحتضر ألا ليتني أحمل بين جوانحي قلبا مثل قلبك لا يشتاق، لا يعبأ ولا يتأثر قا سيا كالحجر (آلام – وأوهنت - سهد – أقض – تقتات مواجعي) ستتهدم نظراً لأن جدرانها كانت متآكلة، متداعية فقد آذت رطوبة المدار هذه الحيطان التى كانت تنتظر واقفة في هذه اللحظة الأخيرة من الحياة كأنها الهشيم الأخير من سعير النار تحاول التجوال لترن في القلب بلحنها القاطع لأوتار القلب بوميضها المديد. البحر مازال يغني غناءه القديم نفسه ضد أرصفة الميناء، والوقت عاد ليرى الهمسات ذوات الخطو الجليل، وهي تملأ الدروب بوشوشة النمو وحفيف الحياة، فكل الرجال تمضى تحتَ تحتِ الظلال وكل لغة غير لغة الحنين لا تنفذ إليها اللغات قد تبدو نصف فارغة غير مزودة بشيء يجذب الأنظار، فلا أحد استطاع أن يدلنا شيئاً عنها، عن الحياة أو الموت، حتى الحي الذي كانت تعيش فيه الدموع لم يعد له من وجود. ولا أُنكر أني تغلغلت في الهدوء الصارم المحاذي لذراع الجريح، فأحيانا كنت ألمح وألاحظ ندوب مبتورة، لم تزل مضمدة، ولم تنم بعد في الزمن القديم ولا أدعي بهذه القراءة،إني أصبت كثيراً بقدر ما أثرت من نقاط، وإن ما فيها من جهد يغفر ما فيها من نقص.