هل يصبح الحلم حقيقة لدى المنتخب الوطني الأولمبي؟ ذلك هو السؤال الذي يطرحه الشارع الرياضي الجزائري هذه الأيام بدخول ممثلينا التصفيات النهائية من أجل اقتطاع تأشيرة التأهل إلى أولمبياد لندن 2012، حيث سيبدأ أشبال المدرب عز الدين أيت جودي مشوارهم اليوم بمدينة طنجة المغربية المغامرة أمام السينغال في المجموعة التي تضم أيضا المغرب ونيجيريا.فالمهمة لن تكون سهلة لممثلينا الذين سيجدوا في طريقهم (3) منتخبات قوية على الصعيد القاري، لمحاولة تخطّي كل هذه العقبات واقتطاع تذكرة المشاركة للمرة الثانية في الأولمبياد، بعد أن كانت المشاركة الأولى والوحيدة للجزائر في عام 1980 بموسكو. فمنذ ذلك الوقت لم نتمكّن من إعداد فريق قوي على مستوى الأولمبيين بإمكانه خوض غمار هذا التجمع العالمي الكبير، أين فشلت كل المحاولات، بسبب النقص الكبير الذي كان على مستوى التكوين. لكن الأمور هذه المرة سارت بشكل موفق، بفضل السياسة الجديدة للفاف، التي اعتمدت على استراتيجية بعيدة المدى لمحاولة تشكيل الخلف للمنتخب الوطني الأول، فكان على المسيّرين إعطاء كل الامكانيات للفريق الأولمبي الذي استطاع أن يحقّق قفزة نوعية في السنتين الأخيرتين، ممّا زاد من طموحاته ودفع المسؤولين إلى وضعه في خارطة الطريق الخاصة ببرنامج الاتحادية. لاعبون فرضوا وجودهم فالفريق الأولمبي يضمّ لاعبين أكدوا وجودهم ضمن أنديتهم وفرضوا طريقتهم على غرار عواج وبلايلي، والمحترفين شلالي وسعيود ولبيود، الذين أعطوا إضافة حقيقية للفريق الذي أصبح يلعب بشكل جدّي مختلف المحطات، سواء التأهيليات أو الدورات الرسمية والودية. وكانت المقابلتان الأخيرتان أمام جنوب إفريقيا خير دليل على الجدية التي فرضها المدرب أيت جودي، والتي كانت فرصة بالنسبة له لتحديد التعداد المشارك ابتداء من اليوم في المرحلة التأهيلية لأولمبياد لندن. وقد اعترف المدرب الوطني أن الأمور كانت صعبة لتحديد التشكيلة، بالنظر لوجود لاعبين جيدين في الفريق حاليا، وكان اللاعب مصفار “الضحية”، كونه شارك في كل المسيرة إلى غاية الخطوة الأخيرة، لكنه تقبّل بكل روح رياضية، لأن المنافسة شديدة في صالح الفريق الأولمبي. والشيء الذي سار في صالح هذا الفريق هو البرنامج الذي تم إعداده أين استفاد من عدة مقابلات، سواء الودية أو دورة اتحاد شمال إفريقيا، أين تمكّن أيت جودي من القيام بعمله كما ينبغي، حيث أن كل الأنظار صوّبت نحو هذا الفريق، الذي قد يعيد فكرة التكوين إلى أرض الواقع بجدية في كرة القدم الجزائرية في حالة تأهّله إلى الدورة النهائية بلندن. معنويات مرتفعة ومباراة اليوم تعدّ جدّ مهمة في الطريق المؤدّي إلى لندن، حيث أن في دورات تأهيلية على شكل بطولة يشترط أن نبدأ بفوز للحفاظ على كل الحظوظ من الناحية الرقمية وكذا البسيكولوجية. ولعلّ الشيء المهم هو أن الفريق الجزائري يعرف جيدا إمكانيات الفريق السينغالي، الذي كانت له بعض المشاكل فيما يخص قدوم لاعبيه في الوقت المناسب. فالفريق الجزائري عليه استغلال هذه الظروف وأخذ الأمور بجدية، خاصة وأنه سبق لكل من بونجاح، عواج وشلالي أن لعبوا منذ أسابيع فقط في ملعب طنجة ويعرفون جيدا الميدان، وهو أمر مختلف مقارنة بالفريق المنافس، كما أن الأجواء السائدة داخل الفريق حسب الأصداء الواردة من طنجة، تؤكد أن معنويات اللاعبين مرتفعة، كونهم أخذوا ثقة كبيرة بإمكانياتهم بعد السلسلة المحترمة من المقابلات التي أجروها في المدة الأخيرة، والتي ستكون جد مفيدة فيما يخص الانسجام بين مختلف الخطوط. وحتى المدرب أيت جودي كان قد اعترف مباشرة بعد إعداده للتشكيلة الرسمية، أن الفريق الأولمبي الجزائري مستعد لخوض غمار هذه التصفيات بكل جدية...هذا التفاؤل سيرتسم بدون أدنى شك على اللاعبين في مقابلاتهم. السير خطوة خطوة للوصول إلى الهدف ويحمل برنامج المنتخب الأولمبي مباراة ثانية أمام نظيره المغربي يوم 29 نوفمبر بمدينة طنجة كذلك، حيث أن هذا “الداربي” سيكون مفتوحا على كل الاحتمالات، كون الفريقين تقابلا من قبل وعاين كل واحد الآخر، وسيكون هذا الموعد محدد بشكل كبير لمصير الفريقين في هذه المنافسة، بالرغم من أننا نقول أن المنتخب الجزائري له أسبقية معنوبة كونه تغلّب في العام الماضي على نظيره المغربي في إحدى الدورات. في حين أن المباراة الثالثة لممثلينا ستجمعهم بالفريق النيجيري، الذي لا يعرف عليه الكثير مقارنة بالفريقين الأولين، ولو أن الشيء المؤكد هو أن تقريبا جلّ اللاّعبين محترفين بالدوريات الأوروبية، والكرة النيجيرية معروفة بالخزان الكبير للاّعبين، خاصة على مستوى الفئات الصغرى. وربما ستحسم الأمور في هذه المباراة بالنسبة للفريق الجزائري، الذي يسعى في أول الأمر إلى اقتطاع تذكرة لتنشيط المربع الذهبي، والسير خطوة خطوة إلى غاية كسب إحدى المراتب الثلاث الإولى المؤهلة مباشرة إلى لندن. برنامج المجموعة الأولى: 26 نوفمبر: نيجيريا المغرب (بطنجة س 18.30 ) 26 نوفمبر: الجزائر السينغال (بطنجة س 30 ، 21 ) 29 نوفمبر: الجزائر المغرب (بطنجة س18.30 ) 29 نوفمبر : السينغال نيجيريا (بطنجة س 21.30 ) 2 ديسمبر : الجزائر نيجيريا (بمراكش س 20.00 ) 2 ديسمبر : المغرب السينغال (بطنجة س 20.00 )