تفصل الفرق الوطنية 3 جولات فقط عن انقضاء مرحلة الذهاب من منافسات الرابطة المحترفة، وستركن كل هذه الفرق إلى فترة طفيفة من الراحة قبل الانطلاق في تربصات تحضيرية، مفيدة جدا لالتقاط الأنفاس ومراجعة الأخطاء ووضع الحلول الكفيلة بدخول مرحلة الإياب بوجه طيب يضمن تحقيق الهدف المنشود. لكن الأمر لن يقتصر على التدرب والتحضير في مراكز خاصة في الخارج بالمركبات بل ستكون هناك جولة ماراطونية أخرى للظفر بصفقات اللاعبين الذين ينتظر منهم تقديم الإضافة في المنصب المطلوب، وقد بدأت المؤشرات الأولى في الظهور حول نوايا مسيري النوادي عن قائمة اللاعبين المراد تسريحهم والمستهدفين في نوادي أخرى قصد تدعيم الفريق بخدماتهم. وقد اعتاد متابعو البطولة الوطنية على عدم الاستقرار الذي يميز معظم النوادي سواء المحسوبة على القوية أو الكبرى أو تلك غالبا ما تبحث عن ضمان البقاء، فحياة اللاعبين بها أصبحت مشابهة لحياة المدربين تقريبا ولولا أن الفرق يكمن فقط في مدة العقدة الواجبة احترامها بالنسبة للاعب ل 6 أشهر على الأقل، فهناك من لعب ل 3 نوادي في موسم ونصف والأمثلة كثيرة، أما النوادي فقليلة من لا تقوم بأي انتدابات في فترة التحويلات الشتوية، إن لم نقل منعدمة، فتدعيم المناصب التي تحتاج إلى دعم أو البحث عن مهاجم أو صانع ألعاب حقيقي هي جمل تردد دوما خلال هذه الفترة، وعلى إثرها ينطلق التفتيش عن العصافير النادرة. شبيبة القبائل.. وعزوف النظر عن النجوم لعل سمعة وإمكانات الفريق هي التي تسمح له بالتعاقد مع اللاعبين بشكل سهل، إضافة إلى الأهداف التي يضعها هذا الفريق فمثلا الذي يلعب على الأدوار الأولى أو لقب البطولة ليس كالذي يبحث عن ضمان البقاء، وهو حال فريق شبيبة القبائل الذي يحصل على ما يريد من اللاعبين، فكلما سئل أحدهم عن اهتمام “الكناري” به يجيب بأنه يشرفه ذلك كثيرا. لكن إدارة حناشي غيرت من منهجها في الأعوام الأخيرة وأصبحت لا تستهدف اللاعبين الكبار باستثناء صفقة حسين مترف في الصائفة الماضية، وهناك فرق كبير بين الأسماء التي تبيعها وبين التي تحل محلها على غرار المحترف بفرنسا يحيى شريف و كوليبالي و عوديه الذي بيع لنادي الزمالك المصري العام الماضي، ويعوضون بلاعبين يتم انتقاؤهم من نوادي الدرجة الثانية أو البارزين بشكل ملفت في نوادي متوسطة، ويتم تطوير مستواهم، لكنه استثمار على المدى القصير لأن عملية البيع تتم بعد موسمين على الأكثر. وبالنسبة لإتحاد الحراش، هناك احتمال ضم متوسط الميدان الطيب برملة الذي سبق وان تقمص ألوان الفريق. المولودية.. والانتدابات الفاشلة في مثل هذا الوقت من السنة الماضية، أرجع عمر غريب مدير فرع كرة القدم النتائج المخيبة لمولودية الجزائر إلى الفوضى والعشوائية التي ميزت الاستقدمات وحظي الفريق بعدها بالميركاتو لتصحيح الأوضاع، فقام بجلب بعض اللاعبين، لكنه نجا من السقوط إلى الدرجة الثانية في الجولات الأخيرة فقط. ووضع العميد اليوم لا يختلف عن سابقه، فهو يقبع في المنطقة الحمراء منذ مدة، وغير مدربيه منذ انطلاقة الموسم، وها هو المدرب براتشي يبحث عن صانع ألعاب حقيقي ومهاجم فعال، وفي المقابل قام الفريق بتسريح برملة وهو صانع ألعاب صريح تم انتدابه في جانفي الماضي وصنع انضمامه الحدث، حينها لكن بعد مرور سنة لم يلعب فيها إلا مرات قليلة وها هو يغادر، نفس الشيء بالنسبة للاعب يانيس الذي استقدم بداية الموسم وبمبلغ 400 مليون وعدد الدقائق التي لعبها تعدد على الأصابع وهو مرشح بقوة للمغادرة. وقد صرح لنا المدرب براتشي منذ أيام أنه لا يعرف لاعبي البطولة جيدا مما يزيد من صعوبة الاستقدامات. إذا فمشكل المولودية يكمن في اللااستقرار والانتدابات العشوائية التي لا تحقق الإضافة للفريق وهو ليس ذنب أولئك اللاعبين لأن اللعب بقميص العميد ليس سهلا، نظرا للضغط الكبير، إضافة إلى لعنة الإصابات التي تلاحقهم. هل سيحافظ الاتحاد على التعداد الحالي؟ الكل مهتم بفريق النجوم الذي صنعه حداد في ظرف وجيز، وكل خطوة يخطوها باتت محسوبة، لأن فريق إتحاد العاصمة وكما بدا للجميع قد حسم في أمره منذ بداية الدوري، حيث ضخ الأموال الطائلة وظفر بأفضل لاعبي البطولة ويحتل الآن المركز الأول، لذلك تطرح تساؤلات بشأن استقدامه لبعض اللاعبين في فترة توقف البطولة، أم أنه سيركز على تربص المغرب فقط ومحاولة تحسين الآداء من طرف المدرب الجديد أولي نيكول. لكن ما يدور في الكواليس يشير إلى أن اتحاد العاصمة لن يتدعم بعناصر جديدة إلا في حال قرر بعض اللاعبين المغادرة باتجاه الفرق التي تمنح لهم فرصة اللعب، نظرا للتنافس الشديد على المناصب. وفاق سطيف ومسلسل الأفارقة والمغتربين رغم المشاكل المالية التي أفرغته من معظم اللاعبين الممتازين، إلا أن وفاق سطيف لم يتوقف عن سعيه للظفر بأبرز اللاعبين ليس على المستوى الوطني، بل المغتربين في أوربا والعديد من الأفارقة، وهذا ما عودتنا عليه إدارة النسر الأسود منذ نجاح تجربة اللاعب لموشية وأديكو وكايتا، فسيحل بسطيف مطلع الأسبوع القادم ثلاثة لاعبين من الكاميرون وكوت ديفوار قصد إجراء التجارب إلى غاية البت في قضية الاحتفاظ باثنين فقط، حسب ما تسمح به القوانين. ويمكن القول أن سوق الانتقالات الشتوية غالبا ما تتميز بالفشل لأن النوادي تجلب لاعبين عانوا من كرسي البدلاء أو كانوا بعيدين عن المنافسة، وهذا يرجع ربما إلى سوء التسيير وعدم ضبط استراتيجة تبنى في بداية الموسم، وهو ما يحدث في أوروبا، حيث لا تقوم النوادي بالاستقدامات، إلا من أجل تعويض لاعبين تعرضوا لإصابات خطيرة أو لنقص واضح، وقليلا ما يشترى عقد اللاعب مباشرة، بل ينتدب على شكل إعارة.