تعتبر مظاهرات 11 ديسمبر 1960 محطة هامة في تاريخ الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث أكدت انتفاضة الشعب الجزائري في المدن تلاحم الثورة بين الجبال والمدن بعد أن كانت فرنسا تروج للثورة التحريرية على أنها مجموعة عصابات وقطاع طرق في الجبال وتمكنت قيادة الثورة آنذاك من تحقيق العديد من الانتصارات بعد تلك المظاهرات. وكان استقطاب الرأي العام العالمي أعظم انتصار للثورة، حيث حظيت تلك المظاهرات وخاصة في العاصمة إلى تغطية واسعة من قبل مختلف وسائل الاعلام العالمية وركزت على القمع الذي تعرضت له نتيجة المعاملات الهمجية للمستعمر. وعجلت هذه المظاهرات بدخول فرنسا في مفاوضات ايفيان والاقتناع بمدى تجذر الثورة في أوساط الشعب الجزائري فبعد ان اعتقدت فرنسا أنها قضت على الثورة في المدن بعد معركة الجزائر في 1957 ولكن اشتعال المدن الجزائرية أزاح كل أطماع فرنسا في البقاء بالجزائر وأفشل جميع محاولات التضليل والترويج الكاذب لحقيقة الثورة الجزائرية. وما زاد في الانعكاسات الايجابية للمظاهرات هو الحشود الكبيرة التي خرجت في غرب ووسط وشرق البلاد وبسرعة كبيرة جعلت فرنسا الاستعمارية تصطدم بالحشود الكبيرة المشاركة فيها بما فيها النساء الجزائريات اللواتي رفعنا علم الجزائر وتحدوا الدبابات والرشاشات الفرنسية. وأعطت المظاهرات دفعا معنويا قويا لقيادة الثورة بعد المشاكل والصعوبات الكبيرة التي شهدتها الثورة بعد تولي ديغول زمام السلطة في فرنسا في 1958 واستعماله الطرق الوحشية للتضييق على الثورة. كما كان لمشاكل جيش الحدود في الشرق ونقص التموين بالسلاح الأثر البالغ على معنويات المجاهدين، ولكن بمجرد انفجار المظاهرات انقلبت الموازين وانهارت كل آمال فرنسا في البقاء في الجزائر .