أكدت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، أن الحضور القوي والنوعي للدول والمنظمات في المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة يبعث على الاعتزاز والاطمئنان على الرغبة المشتركة في تفعيل الأدوار الثقافية التي يتعين الارتقاء بها إلى مستوى التحديات المشتركة التي تجمع المسلمين وجعلها رافدا من روافد الممارسة الديمقراطية، حيث أن القضية الفلسطينية هي التحدي الأكبر سياسيا وثقافيا. ودعت أمس خليدة تومي، على هامش افتتاح المؤتمر السابع لوزراء الثقافة بفندق الهيلتون، كل الأعضاء في منظمة «الايسيسكو» إلى اتخاذ إستراتيجية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، لتقديم الدعم المادي لوزارة الثقافة الفلسطينية، لتمكينها من القيام بمهمتها خدمة لثقافة الشعب الفلسطيني في جميع الميادين الثقافية خاصة ما تعلق بالحفاظ على التراث ودعم الإبداع الخاص بالكتاب، المسرح السينما ومختلف الأنواع والتخصصات الثقافية. وبينت وزيرة الثقافة أن انعقاد هذا المؤتمر تأكيد صريح على الاهتمام الدائم للدول الإسلامية في سبيل ترقية الأدوار الثقافية في التنمية المستدامة، وفي تعزيز دور المجتمع المدني في الارتقاء بالثقافة وجعلها رافدا من روافد الممارسة الديمقراطية، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال الندوة التي تنظم على هامش المؤتمر «الأدوار الثقافية للمجتمع المدني في ترقية ثقافة السلم والحوار». وقد اختير للمؤتمر شعار «من أجل تعزيز نتائج الأممالمتحدة للتقارب بين الثقافات ودور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار»، حيث أكدت تومي في هذا الصدد أن هذا الشعار يعكس «تفاعلنا مع مقررات الأممالمتحدة والمجموعة الدولية التي اختارت أن تكون الثقافة الموضوع الرئيسي لاهتماماتها»، ومن شأنه أن يطرح إشكالية هامة تتعلق بدور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار، لا سيما أن هذه الشريحة تمثل الأغلبية في الدول العربية والإسلامية. كما تطرقت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمتها الافتتاحية إلى جدول أعمال المؤتمر، الذي يحوي عدد من الملفات الهامة، وعلى رأسها مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، هذه المبادرة، كما أكدت تومي، لاقت ترحيبا واسعا من القادة المنتمين إلى جميع الأديان السماوية في العالم لا بد من تفعيلها واقعيا. كما يتناول جدول أعمال المؤتمر، حسب تومي، موضوع إستراتيجية تطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصال، الذي أضحى يشكل إحدى القضايا المستعجلة، والتي تتطلب اتخاذ إجراءات عملية للحد من الفجوة الرقمية بين العالم الإسلامي والغرب، وتطوير التجارب به لتطوير قدراته في صناعة البرمجيات والتوثيق الرقمي. وأضافت وزيرة الثقافة خليدة تومي أن المؤتمر يناقش مشروع مناهج لتكوين الصحفيين لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في الوسائل الغربية، مؤكدة في هذا الصدد أن هذا الموضوع لا يخص وزراء الثقافة فحسب، بل القطاعات الوزارية المسؤولة عن الإعلام والاتصال في الكثير من البلدان المسلمة. وعرجت تومي بالمناسبة على أهم المنجزات والفعاليات الثقافية التي تأتي في إطار تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، التي ازدانت وتزينت من خلالها عاصمة الزيانيين طيلة كل أيام التظاهرة بألوان وأنوار كل من حملوا لها نماذج من بريقهم الثقافي. ومن جهته أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، في افتتاح المؤتمر، على المجهودات التي تبذلها المنظمة لتعزيز قيم الحوار الثقافي والتحالف الحضاري ودعم الجهود الدولية في المجالات الإنسانية الحيوية، في ظل تنامي اهتمامات المجتمع الدولي بالحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات واتساع مجال الحركة على الصعيد الدولي. ورأى التويجري أن العمل بهذه الحصيلة من الاستراتيجيات والخطط والبرامج والمشروعات التي تدعم العمل الإسلامي المشترك وتعززه وتفتح أمامه الآفاق الواسعة، من شأنه أن يساهم في التغيير الايجابي للمجتمعات العربية والمسلمة، وان يكون قوة دفع للإصلاحات التي يتوجب القيام بها على شتى المستويات، لتنظيم مسيرة التضامن الإسلامي على الطريق السليم وفي الاتجاه الصحيح.