يعاني الكثير من الجزائريين من السمنة التي تنتج عنها أمراض مزمنة خطيرة لعدة أسباب، فمنها التي تتعلق بالإفراط في الأكل وقد تكون بسبب اختلال هرموني في الجسم، ولعل من أهم الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان الغدة الدرقية، وهي المسؤولة عن زيادة الوزن الناتج عن الاضطراب الهرموني. تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرمونات تساعد على تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وهي العملية التي تتحكم في كيفية استخدام الجسم للطاقة، وعند نقص إفراز الهرمونات، يقل معدل حرق السعرات الحرارية، مما يؤدي لتباطؤ أجهزة الجسم، وعدم قدرتها على أداء وظائفها، وقد تشعر بالتعب أو الركود، كما أن قصور الغدة الدرقية يؤدي لاحتباس الماء والملح داخل الجسم، وهو ما يسبب الانتفاخ، وبهذا تتضح العلاقة بين الغدة الدرقية وزيادة الوزن. الغدة الدرقية مسؤولة عن إفراز الثيروكسين في الدم، وتقع هذه الغدة في الرقبة، خلف القصبة الهوا ئية، وهي ذات لون بني يميل إلى الحمرة، وفيها ما يسمى بالخلايا الكيسية وهي المسؤولة عن إفراز هرمونات الغدة الدرقية في الدم، وتصل هرموناتها إلى الدم مباشرة دون الحاجة إلى قنوات، وتقوم الغدد بوظائفها من خلال هرمون الثيروكسين، قد يكون السبب الناتج عن قصور الغدة الدرقية هو نسبة الأملاح والماء في الدم، إضافة إلى نوعية الغذاء الذي يستهلك يوميا. فيما يخص أعراض نقص إفراز هرمونات الغدة الدرقية، أوضح الأخصائيون أن الخمول والتعب والكسل الشديد من أهم العلامات، بالإضافة إلى التلبد في العقل والاكتئاب والشعور ببرود المشاعر وكذا الجفاف في الجلد، بالإضافة إلى التقشر والانتفاخ والتعب عند ممارسة الرياضة. بالإضافة إلى كل هذه الأعراض، للغدة الدرقية دور كبير في التحكم بالوزن، حيث إن القصور في إفراز هرمونات الغدة الدرقية يعمل على زيادة الوزن، وتحدث الزيادة في الوزن بسبب الاختلال في التفاعلات الكيميائية وعمليات الأيض التي يقوم بها الجسم، والتحكم بالوزن الزائد الناتج من قصور هذه الغدد يكمن في التعرف على المرض، ومحاولة معالجته والتكيف معه. كما لا يمكن إنكار التأثير السلبي على الجانب النفسي للمصاب بقصور الغدة الدرقية، وينتج عنه الشعور الدائم بالإرهاق والتعب المستمر والخمول الدائم والرغبة الشديدة في النوم الطويل والاكتئاب الشديد والتفكير السلبي والاضطرابات والتشويش في الذاكرة. ويحذر المختصون من إتباع برنامج خاطئ في تناول الوجبات، حيث أن هضم وحرق للمواد الغذائية يكون أصعب، وبالتالي يزداد تكدس الدهون في الجسم، وبعد تشخيص القصور الدرقي لا يمكن أن يخسر الشخص الوزن بطريقة سريعة، يحتاج إلى بذل الجهد بشكل أكبر، ومن ناحية إتباع الحميات والتمارين الرياضية، لأن القصور يمنع امتصاص كامل المواد. وينصح باستهلاك المواد الغذائية الغنية بالبروتين، مثل اللحوم لأن هذا من شأنه أن يسرع عملية حرق الدهون داخل الجسم بالإضافة إلى تناول الشوفان والقمح على شكل حبوب، مع تجنب الوجبات السريعة التي تحتوي على مواد يصعب هضمها وامتصاصها والتقليل من نسبة الأملاح وخاصة الصوديوم في الطعام والوجبات التي تتناولها، والسبب في هذا أن السمنة الناتجة من قصور الغدة الدرقية سببها الأساسي هو زيادة الأملاح في الدم.