جدد المؤتمر ال 13 للجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب، الثقة في محمد عبد العزيز، حيث تم إعادة انتخابه أمينا عاما للجبهة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، مفوتا الفرصة على بعض الأصوات التي تعالت قبل انعقاد المؤتمر تطالب بالإصلاحات والتشبيب. واستنادا إلى نتائج قدمتها اللجنة المشرفة على عملية الانتخابات، فقد نال محمد عبد العزيز المترشح الوحيد لذات المنصب، على نسبة 96 بالمائة، من مجموع 1551 من عدد الأصوات المعبر عنها، في وقت بلغ فيه عدد المؤتمرين 2095 مؤتمر، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة في عملية الاقتراع الخاصة بمنصب الأمين العام قد بلغت 77 بالمائة. وحسب مقتضيات المادة 99 من القانون الأساسي لجبهة البوليزاريو، وبتحصل محمد عبد العزيز على أكثر من ثلثي الأصوات المعبر عنها في الانتخابات، يكون بذلك أمينا عاما لجبهة البوليزاريو. وتعد عملية إعادة تجديد الثقة في محمد عبد العزيز، أمينا عاما لجبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، ضربة موجعة أخرى للعدو المغربي الذي ما فتئ يشكك في شرعية الجبهة وقادتها، بعد تلك التي تلقتها من الاتحاد الأوروبي الذي رفض تمديد اتفاقية الصيد، والكونغرس الأمريكي الذي اشترط تقديم المساعدات العسكرية للمغرب باحترام هذا الأخير لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. ولعل من أبرز التحديات التي تواجه القيادة الجديدة لجبهة البوليزاريو، خلال المرحلة المقبلة، هي تفعيل التنظيم السياسي ومراجعة وتحديث الأساليب والخطاب وتكريس هيبة ومصداقية جبهة البوليزاويو ودولة الصحراء الغربية، الرفع الدائم من الاستعداد القتالي والمقدرات العسكرية للجيش الصحراوي كخيار استراتيجي لاستكمال السيادة، وكذا إيلاء العناية اللازمة لدعم وتطوير المقاومة السلمية، من خلال انتفاضة الاستقلال، كركيزة أساسية وجبهة صدام رئيسية، في ظل وقف إطلاق النار. كما تواجه القيادة الجديدة للبوليزاريو برئاسة محمد عبد العزيز، تحدي ضمان المرافقة والحماية لانتفاضة الاستقلال، من خلال الاجتهاد والإبداع في إيجاد سبل رفع الحصار المفروض عليها وتمكين المراقبين والإعلاميين الدوليين المستقلين من متابعتها ونقل نضالاتها وتضحياتها والشهادة على الانتهاكات المرتكبة من طرف قوة الاحتلال المغربي في حق المناضلين المتواجدين بالأراضي المحتلة. وأمام عبد العزيز تحدي إعادة بعث المفاوضات مع طرف النزاع المملكة المغربية وإخراجها من عنق الزجاجة، بعد أن تعثرت الجولات السابقة وفشلت في الوصول إلى حل يرضي الطرفان، ويكون حدا فاصلا لنزاع دام أكثر من 35 سنة. ولعل أكبر تحدي يواجهه عبد العزيز على المستوى الخارجي، مراجعة وتقوية الأجهزة والمؤسسات المعنية بالأمن، لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد مصداقية الجبهة وتضر باستقرارها ومصالحها المشتركة مع الأصدقاء في المنطقة وعلى مستوى القارة، من قبيل الإرهاب والمخدرات وغيرها. جدير بالذكر، أن انتخاب محمد عبد العزيز أمينا عاما لجبهة البوليزاريو يتم للمرة الحادية عشرة منذ المؤتمر الثالث في أوت 1976.