خصص الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اليوم الثالث من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة لتفقد بعض وحدات القطاع العسكري ببسكرة. في البداية، وبالمدرسة العليا للقوات الخاصة وبعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة، تابع الفريق تنفيذ تمرين قفز مظلي عملياتي قامت به مفرزة من المدرسة، وهو التمرين الذي يندرج في إطار الرفع المستمر والفعال لجاهزية أفراد القوات الخاصة، والتحسين المتواصل لمستوى قدراتهم القتالية والعملياتية وجعلها في غاية التيقظ والاستعداد الدائم لأداء المهام الموكلة، وقد تم تنفيذ التمرين بدقة عالية وبسرعة وباحترافية كبيرة أكدت القدرة الفائقة التي يتحلى بها أفراد القوات الخاصة عند تنفيذهم لمثل هذه الأعمال القتالية الفعالة والسريعة. وهو ما يؤكد جليا وميدانيا المستوى العالي للتكوين والتدريب الذي تمنحه المدرسة العليا للقوات الخاصة لطلبتها ومتربصيها، بهدف الرفع الدائم من كفاءة وقدرة واستعداد الأفراد للقيام بمختلف المهام في كل الظروف والأحوال. بعدها، ترأس الفريق لقاء توجيهيا ألقى خلاله كلمة توجيهية، تابعها جميع أفراد الناحية، أكد فيها أن الاستقلال المبارك الذي بزغ نوره عبر جيل نوفمبر، سيظل غصة في حلق أعداء الأمس وخدامهم من أعداء اليوم، وأن الجيش الوطني الشعبي، هو سليل وعن جدارة واستحقاق، لجيش التحرير الوطني، وأن المد النوفمبري هو الطابع الذي سيصبغ ألوان الجزائر الجديدة ودولتها الشامخة الراسية الجذور:
" فالجهاد بهذا المفهوم وبهذا الفكر المنبثق من صميم الثورة التحريرية المباركة، هو عمل لا ينقطع وسعي متواصل الحلقات حري بأجيال الاستقلال لاسيما فئة الشباب، بأن تعي جيدا وتدرك، أن الاستقلال المبارك الذي بزغ نوره عبر جيل نوفمبر، سيظل غصة في حلق أعداء الأمس وخدامهم من أعداء اليوم. فهم لم يستوعبوا استقلال الجزائر، بل يريدونه استقلالا شكليا لا غير. إن عبق الجزائر النوفمبرية قلبا وقالبا يخنق هؤلاء الأعداء، فحياتهم ومصالحهم ومستقبلهم لا يكون إلا في جزائر متنكرة لتاريخها وللغتها ودينها وقيمها الوطنية الأصيلة، وعندما شاهدوا في الواقع والميدان النية الصلبة والصادقة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بأنها منحازة كل الانحياز إلى شعبها وإلى وطنها، بكل ما تعنيه كلمة وطنية من معنى، قامت قائمتهم وبرز عداؤهم للشعب الجزائري وجيشه. لقد نسي هؤلاء بأن القوة الرئيسية التي يعتمد عليها جيشنا، هي القوة الشعبية، هي الإرادة الشعبية، هو الإدراك الشعبي ببصيرته المعهودة بأن العمق الاستراتيجي للجيش الوطني الشعبي هو شعبه، لأنه هو الوعاء البشري الذي منه نبع الجيش، وهو الغاية التي من أجلها يعمل. فالجيش الوطني الشعبي هو سليل، وعن جدارة واستحقاق، لجيش التحرير الوطني، وذلكم هو الرباط المقدس الذي أقلق كثيرا هؤلاء الأعداء. فهم يريدون جيشا بلا عمق تاريخي ليتسنى لهم توظيفه ليخدم مصالحهم وينحاز إلى أهدافهم ونواياهم المنحرفة والعميلة، فذلكم هو السبب الحقيقي والعميق لهذه العداوة التي يكنها هؤلاء للجيش الوطني الشعبي ولقيادته المجاهدة ذات المنابع النوفمبرية الخالصة والمخلصة. فكما انتصرت ثورة نوفمبر بالأمس على عدوها الغاشم، بالصدق والإخلاص والإصرار على بلوغ الأهداف، فإن الشعب الجزائري سينتصر اليوم رفقة جيشه، على أذناب العصابة وسيتم تثبيت قيم نوفمبر وترسيخها في الأذهان والعقول، وسيكون المد النوفمبري هو الطابع الذي سيصبغ ألوان الجزائر الجديدة ودولتها الشامخة الراسية الجذور. فذلكم هو التحدي الذي سنرفعه، بإذن الله تعالى وقوته، وسنكسب رهانه وسيخيب أمل خدام الاستعمار، الذين لا يعجبهم إطلاقا هذا الالتفاف الوطني الصادق حول الجيش الوطني الشعبي، التفاف يؤكد وبقوة تصميمه الثابت والعازم على الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية ل 12 ديسمبر 2019، التي يرى فيها بحسه الفطري والطبيعي بمثابة المخرج الوحيد، من مثل هذه الظروف الخاصة التي تمر بها الجزائر. لقد أصبح الآن واضحا كل الوضوح، من يريد للجزائر بأن تخرج من هذه الظروف التي تمر بها، ومن يريد لها الوقوع في فخ الانسداد بكل ما ينجر عن ذلك من عواقب وخيمة وغير مأمونة، فالجزائر الآن، كما تحمل أمانتها أبناء نوفمبر بالأمس، هي بحاجة لمن يتحمل أمانتها اليوم، ولن يخيب مسعى الجزائر اليوم كما لم يخب بالأمس، فطينة أحرار جيل الاستقلال هي ذاتها طينة أحرار نوفمبر." الفريق أكد أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي حرصت جاهدة على أن تتم الاستجابة للمطالب الشعبية المشروعة والملحة، التي من أجلها انطلقت المسيرات الشعبية السلمية والحضارية، والتي تراعي المصلحة العليا للوطن، وقد تم من أجل ذلك، اتخاذ كل الإجراءات المناسبة التي تحفظ للشعب الجزائري أمنه واستقراره، وتحفظ للدولة الجزائرية ومؤسساتها الحيوية هيبتها واستمراريتها: "إننا نعلم يقينا بأن هذه المواقف الواضحة التي ما فتئ يقفها شعبنا حيال جيشه، هي مواقف ثابتة لأنها نابعة من إدراكه العميق وحسه السليم الذي لا يخطئ أبدا، بأن الجيش الوطني الشعبي، قد كان ومنذ البداية صادق النية ونقي المقاصد والأهداف وهو يرافق شعبه في مسيراته السلمية والحضارية، مرافقة، حرصت القيادة العليا على أن توفر خلالها كافة موجبات الحماية وكافة الظروف الأمنية والوقائية. كما حرصت جاهدة على أن تتم الاستجابة للمطالب الشعبية المشروعة والملحة، التي من أجلها انطلقت المسيرات الشعبية السلمية والحضارية، والتي تراعي المصلحة العليا للوطن، وقد تم من أجل ذلك، اتخاذ كل الإجراءات المناسبة التي تحفظ للشعب الجزائري أمنه واستقراره، وتحفظ للدولة الجزائرية ومؤسساتها الحيوية هيبتها واستمراريتها، وذلك إلى غاية بلوغ محطة تنظيم الانتخابات الرئاسية التي تم من أجل إنجاحها، كما يعلم الجميع، اتخاذ كافة التدابير الأمنية الكفيلة بتأمين جميع مراحل العملية الانتخابية، فضلا عن مراعاة كافة التدابير القانونية الكفيلة بحماية صوت المواطن والمحافظة على الطابع الدستوري لهذا المسار الوطني الهام." ليفسح بعد ذلك المجال أمام الإطارات والأفراد، الذين جددوا التأكيد على استعدادهم الدائم لحماية حدودنا الوطنية وفخرهم واعتزازهم وهم يقومون بهذه المهمة الوطنية المقدسة.