يرى الممثل المسرحي زكرياء صويلحي، أنّ المسرحيات التي تقدّم للطفل أغلبها لا تحاكي واقعه، نظرا للرسائل التي من المفترض أن يقدّمها مسرح الطفل له، والتي يراها أكبر وأكثر ممّا يتلقّاه في المدرسة، لأن مسرح الطفل دائما مواضيعه تكون تربوية وتعليمية وتهذيبية ترفيهية، ومواضيع ذات طابع اجتماعي كالتعاون والأخوة والاتحاد والاجتهاد و حب الوطن وحب الطبيعة وطاعة الوالدين والنجاح..الخ من المواضيع التي تفيد الطفل. يعتبر النّاقد المسرحي زكرياء صويلحي، على ضوء الدردشة التي جمعته ب «الشعب»، والتي تمّ فيها تسليط الضوء على مسرح الطفل، بأنّه نوع من أنواع المسرح التي تعرض في العلبة الايطالية إلا أنه أصعب من مسرح الكبار، مؤكدا أن بعض الممارسين للمسرح أو بعض المتطفلين يعتقدون أنّه سهل وأن أي شي يقدّم للطفل من عروض هو مسرح الطفل. في هذا السياق، أرجع المتحدّث هذه الصعوبة لكونه يقدّم لشريحة مهمّة في المجتمع، وهي الأطفال، بحيث في حالة وجود أي خطأ أو أي رسائل غير صحيحة يستقبلها الطفل من العرض المقدم له سوف تكون نتائجها وخيمة، لأنّ الطفل في هذه المرحلة يكتسب الخبرات من كل ما يقدم له في الحياة، لذلك فإن الخطأ فيه ممنوع وهذا ما يكسبه صفة الصعوبة. أبرز زكرياء صويلحي، في سياق متصل نقطة الاختلاف التي يتميز بها مسرح الطفل عن مسرح الكبار، التي يعتمد فيها على الغناء والرقص أحيانا في سير أحداث المسرحية، وتكون أغلبها عبارة عن حكاية حدث يقود إلى حدث حتى نجذب الطفل لكي يعرف النهاية عن طريق التشويق في الأحداث، ومنه لا يشعر الطفل بالملل أثناء مشاهدته للعرض. تطرّق المتحدث في مقتضب حديثه، إلى واقع مسرح الطفل في الجزائر، وما عاشه عبر مختلف مراحله، انطلاقا من التهميش الذي عانى منه، ومع ذلك قدّم عروضا للطفل، والتي اعتبر غالبيتها غير مدروسة، ويغلب علها الطابع العام للمسرح، يعني أنها تختلف عن مسرح الكبار إلا في الأحداث، وبعضها تكون مباشرة وسهلة مما قد تسبب البلادة والسذاجة لدى الطفل لكونها لا تنشط عقله أثناء مشاهدة المسرحية، مطالبا بعدم التهاون أو التقليل من عقل الطفل الذي يعد حسبه أقوى وأكبر لكي يستوعب أحداث في مسرحية تكون فيها نوع من الغموض والبحث لا السهولة والمباشرة كالنصح المباشر والإرشاد المباشر. من جهة أخرى، ربط الممثل زكرياء صويلحي، تكوين جمهور ناشئ ليكون جمهور الغد محبا للفن الرابع بتوفر وانتشار المسارح الجهوية، التي من شأنها وعند دخول الطفل لها، واكتشافها تبعث عنده حب الإطلاع والبحث عن معنى مسرح ليشفي فضوله ويجيب على أسئلته التي يطرحها داخله بزيارته والاستمتاع بتتبع العروض به. ليختتم حديثه بالوقوف على مسرح الطفل بعاصمة الأهقار، الذي يراه مهمّشا كمسرح الكبار، إذا ما تمّ استثناء بعض العروض التي تقدّمها جمعية صرخة الركح للفنون الدرامية كمسرحيات «الموهبة»، «سالم» و»الجدة»، ومع هذا أعتبرها غير كافية للتسليم بوجود مسرح الطفل في تمنراست.