تعرف الساحة الثقافية والفنية بولاية تمنراست، في الآونة الأخيرة على غرار باقي ولايات الوطن، اقتحام ونشاط ملفت للانتباه لمجموعة من الجمعيات والفرق للعديد من الفنون الثقافية، خاصة منها الناشطة في مجال المسرح والدراما، بلغ عددها بالولاية 60 جمعيات، خصصت في سياق نشاطاتها جانبا للعروض البهلوانية الموجهة للأطفال في خطوة منها لتأكيد ارتباط العروض البهلوانية بالمسرح الكوميدي. وفي هذا الصدد، تطرّق الممثل والناقد المسرحي زكرياء صويلحي، إلى موضوع البهلواني أو المهرج، معتبرا إياه كلون من ألوان المسرح الكوميدي الذي يحوي شخصية بمواصفات خاصة في اللبس وغيرها، كانت متواجدة في كوميديا (دي لارتي) الإيطالية، بعدها أخرج المهرج منها ليقدم عروض مستقلة، ليصبح فن قائم مستقل بذاته يقدم حتى للكبار في الدول الغربية، على نقيض الحاصل في الجزائر والوطن العربي، أين لا زال لم يصبح فن مستقل بذاته». وأضاف الناقد قائلا: «إن هذا الفن ما يزال عندنا مرتبط بالمسرح الكوميدي الموجه للأطفال» كما تطرّق في سياق حديثه إلى شخصية المهرج، والغاية من العروض المقدمة للأطفال، والتي حسبه تجعل البهلوان محبوبا لديهم، انطلاقا من البهرجة التي يتزين بها، وصولا إلى محتوى المواضيع الهادفة التي يقدمها. وأكد صويلحي على ضرورة أن يكون مؤدي دور المهرج أو البهلواني مسرحي أو ممارس للمسرح، فلا بد له أن يعتمد على تقنيات خاصة موجهة لفئة مستهدفة، مما يحتم معرفة الطريقة اللازمة لذلك. عرّج عضو جمعية الأضواء الثقافية الناشطة في مجال المسرح والعروض البهلوانية بالولاية، على ظاهرة «انتشار العروض البهلوانية التي أصبحت تميز الساحة الثقافية، مؤكدا أنها تعرف اجتياح من طرف دخلاء أساؤوا لها، معتبرينها كالتنشيط في حفلة ما، أو أهازيج وأغاني وغيرها، مما جعل الكثير ينظرون إليه بازدراء، مستدلا بمقولة تختصر قيمة هذا الفن حسبه، «من السهل أن تبكي إنسان لكن من الصعب أن تضحكه». وأضاف صويلحي قائلا: «إن بعض المسؤولين والقائمين على قطاع الثقافة عن هذا اللون من الفن الذي يعد في نظرهم نشاط عادي ساهموا في معاناته، مشيرا إلى أن «معاناة العروض البهلوانية نابعة من معاناة الفن الرابع هو الآخر الذي وإن عرف نجاحات أضحت تبرز للعيان يوما بعد يوم فهو مازال يفتقد لمهنية وتشجيع واهتمام أكثر من قبل المسؤولين و المهنيين والمختصين، فما بالك بلون من ألوانه الذي أصبح عنصرا بارزا من أجل ترفيه الأطفال، أين أصبح المهرج يشارك في كل المناسبات الموجهة للطفل بما في ذلك أعياد الميلاد، وغيرها، في ظل نقص وشحّ من طرف الجمعيات والفرق الناشطة في المسرح والدراما في إنتاج عروض مسرحية موجهة للطفل».