شهد، أمس، محيط المركز الإقليمي للجيش الوطني الشعبي، للناحية العسكرية الأولى بقلب مدينة البليدة، إنزالا للمواطنين الذين توافدوا من ربوع الولاية ومن أحيائها الشعبية، لتقديم تعازيهم في رحيل قائد الأركان، نائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد ڤايد صالح، أحد رجالاتها الذين لم يبخلوا في حماية والذود عن الوطن الجزائر، وجنبها الفتنة والفوضى والدخول في متاهات لا مخرج منها. مواطنو البليدة لم يتخلفوا عن تقديم تعازيهم، في رحيل الفقيد، وتوافدوا بقوة نساء وشبابا ورجالا وعجزة وشيوخا، بل وحتى أطفالا، وبكوا الرجل، أثاروا مناقبه وكيف جنب البلاد في خضم الحراك الوقوع في مستنقع الدم والفتنة، وكان لوقع خبر وفاة نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح، صدمة بين المواطنين، واعتبر الكثير أن رحيله «فاجعة» حقيقية، خاصة وأنها جاءت بعد أيام فقط من عرس الانتخاب الرئاسية، وحضوره شخصيا ومشاركته في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس المنتخب الجديد. الفاجعة المحزنة، جاءت مؤلمة في الظروف الحساسة التي تمر بها الجزائر، كيف لا والفقيد حسبهم كما عبر عن نفسه من أنه «ابن الشعب»، حمى الحراك من جهة، ولم يسمح أن تسال قطرة واحدة من دماء الجزائريين، خلال طيلة الأشهر العشرة تقريبا من عمر الحراك، الذي تفجر في 22 فيفري الماضي، وسعى إلى الخروج من عنق الأزمة بأقل الخسائر، وهو ما حدث، عبر عن تلك الصدمة بعض من سمعوا الخبر ولم يصدقوه في بداية الأمر، أن الرجل استطاع بحنكته ووطنيته وحبه للشعب الجزائري، أن يجنب البلاد من خلال المؤسسة العسكرية عامة وكل أفرادها، فتنة وأزمة كبرى لا مخرج منها، كانت ستأتي على الأخضر واليابس، وأن الراحل استطاع بسياسة الرجل الوطني، أن يضع حدا للعصابة، التي نهبت وعبثت وأفسدت في البلاد وبين العباد، وأن حكمته أسقطت كل المؤامرات الخارجية في الماء، ولم تسمح بأن تمس الجزائر وشعبها، لا في حدودها ولا في سيادتها. ولم يتوقف العزاء عند هذا الحد، حيث رثت المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش، في رئيسها المجاهد العقيد سيعد بولقرون، الفقيد الراحل، وقدمت تعازيها لعائلته، داعية لهم بالصبر في مصابهم، وجاء في مضمون الرثاء، أن «الفريق ڤايد صالح « «الراحل» كان رجلا فذا، وكان من خيرة رجالات هذا الوطن، والذي شاءت الأقدار أن يكون خلاص الجزائر على يده، أولا لما كان مجاهدا وبطلا وقائدا لجحافل المجاهدين والشهداء الأبرار، في دحر وكسر وقهر المستعمر الغاشم، واليوم كان الحامي والمرافق والمؤسس للجمهورية الجديدة. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقات وتغريدات ومنشورات، تزينت بصور الرجل المجاهد، وأكرموه بعبارات الوفاء وتمجيد ما صنعه لأجل الجزائر، وصور الرجل الوطني تزين منشوراتهم، وأنه أوفى بالعهد، بل إن أحد رواد الفضاء الأزرق نشر كلاما طيبا راقيا، وزينه بنص من حديث نبوي، جاء فيما معناه، أن «رب العزة لما يريد أن يستغل عبدا صالحا، يمهل أجله ويؤخره، إلى أن يستوفي مهمة الصلاح والإصلاح بين الناس»، هكذا كان الحال مع الراحل الفقيد، ارتاح وسلم مشعل حماية الجزائر والذود عنها لمن خلفوه، فرحماته عليه وطيب ثراه.