نوه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، ب»الحشود العارمة والمشهودة» التي شيعت المجاهد الفريق أحمد ڤايد صالح إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية، ملتزما ب»البقاء على العهد وصون الأمانة وحفظ الوديعة». وقال الرئيس تبون في رسالة رثاء المرحوم أحمد ڤايد صالح الذي ووري الثرى زوال أمس بمربع الشهداء، إن الشعب الجزائري «ودع في هبة وطنية مؤثرة بالغة المغزى وعميقة الدلالة عبر ربوع الوطن الراحل المجاهد القائد المغوار المرحوم أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي»، مضيفا بالقول : «وإنا لنعده من إخوانه الشهداء الأبرار، الذين رافقهم في ريعان الشباب ونهل معهم من مدرسة الوطنية الأصيلة، فتشرب نبل القيم النوفمبرية الخالدة». وتابع رئيس الجمهورية قائلا: «لقد شيع الشعب الجزائري العظيم، المتلاحم بعزة وفخر مع الجيش الوطني الشعبي الباسل، بخشوع، في حشود عارمة ومشهودة، فقيد الوطن مسجى بجلائل الأعمال والخصال، وودعه بإكبار مستحق في هذه اللحظات الصعبة الأليمة، المعبرة عن محبة صافية وصادقة تسمو بروح الفقيد الزكية إلى عليين». وأكد الرئيس تبون أن «الفقيد أحب الجزائر قولا وفعلا وسجل في تاريخه المجيد وقفة الشرفاء الأبطال التي حمى بها الشعب، فأنقذت البلاد من أخطار عاصفة في مرحلة من أصعب المراحل في تاريخ الأمة»، مشددا على أنه «وهب العمر مثابرا، مواظبا على البذل والتضحية للوطن، وتلكم شيم الوطنيين الخلص الأصفياء». وأوضح أن «الكلمات المفعمة بالحزن والأسى والدمعة المتسللة بصدقها، والأسى المنغرس في النفوس، لا توفي الفقيد حقه وقد كان ذلك القائد المجاهد الصبور، المتبصر، المحنك والوطني الحكيم الحازم الصارم في صون الأمانة وحفظ وديعة الشهداء والمجاهدين، وهويفارقنا إلى مثواه الأخير، نوفمبريا وفي دمائه يسري الوفاء للجزائر وعلى خطاه ونهجه يسير رفقاؤه في قيادة الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني وضباط المؤسسة العسكرية الوطنية العتيدة وجنودها ومنتسبيها»، مؤكدا أن «الشعب الجزائري العظيم سيحفظ له في الذاكرة وإلى الأبد مآثره بإجلال وإكبار لما قدمه من تضحيات جسام». وخلص رئيس الجمهورية إلى القول: «في هذه اللحظات الكئيبة التي نودع فيها فقيدنا بحرقة وحسرة سيظل الجزائريات والجزائريون، يهتدون بالشعلة المرجعية النوفمبرية الوقادة، الشعلة الوضاءة التي نتوارثها جيلا عن جيل وقادت مسيرته المظفرة فرست - والحمد لله - بسفينة الجزائر على بر الأمان»، مشيرا إلى أن مشيئة المولى عز وجل قد أرادت أن يفوز بهذه الخاتمة الميمونة، متوجا بأسمى تقدير وأجل عرفان وأوسع الدعوات بالرحمة والمغفرة». وتوجه تبون بخطابه للراحل قائلا : «نم قرير العين أيها الأخ الكريم يا فقيد الجزائر، أيها القائد الفذ والمجاهد الأبي، فالجزائر ستظل شامخة، محروسة، مهابة الجانب، وسنبقى على العهد، وعلى الدرب نسير، نصون الأمانة، ونحفظ الوديعة ونستكمل إن شاء الله بالروح الوطنية العالية التي ورثناها من شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأحرار بناء الجزائر الجديدة».