بن حبيلس: المؤسسة العسكرية كانت دائما بجنب العمليات الإنسانية أشرف وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم رفقة رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، أول أمس، بملعب 5 جويلية 1962، على عملية التحضير لشحن المساعدات الإنسانية وإرسالها لأشقائنا الليبيين عبر جسر جوي يربط المطار العسكري ببوفاريك بمطار جانت، حيث تتجاوز 100 طن من المساعدات. أبرز وزير الخارجية في تصريح للصحافة على هامش شحن المساعدات الإنسانية أهمية أواصر الأخوة وعلاقات الجوار التي تربط الجزائر بشقيقتها ليبيا، ما يفرض علينا انطلاقا من مبدأ الوفاء لتقاليد التضامن الأخوي الفعال واللامشروط اتجاه الشعب الليبي الشقيق في كامل التراب الليبي الوقوف إلى جانبه والشد على يده في هذا الظرف العصيب، والمرحلة التي يجتازها حاليا الشعب الليبي. في هذا السياق أوضح بوقدوم أنه بتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وبالمشاركة المحمودة للجيش الوطني الشعبي، تنطلق عملية شحن مساعدات إنسانية من مواد غذائية وطبية، أفرشة، خيم، قارورات الغاز في جانت ومواد أخرى تتجاوز 100 طن من المساعدات، عن طريق جسر جوي، شاكرا الدور المحمود للجيش الوطني الشعبي والقوات الجوية العسكرية الجزائرية على تخصيص هذا الجسر الذي سيربط المطار العسكري ببوفاريك بمطار جانت، حيث يتكفل الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع السلطات والهيئات الليبية المختصة بإيصال هذه المساعدات العينية اليوم، وتوزيعها على أهلنا وإخوتنا الليبيين لتخفيف عنهم وطأة الأزمة قدر الإمكان. وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك جالية جزائرية قاطنة بليبيا أي مزدوجي الجنسية، كما أن هذه الدفعة الجديدة من المساعدات ليست الأولى، بل تأتي عقب مساعدات سبق للجزائر تقديمها للشعب الليبي، قائلا:» هي رمز للود الذي يكنه الشعب الجزائري لشقيقه الليبي، وكذا تعبير عن التزام الدولة الجزائرية وتضامنها مع الشعب الليبي حتى يتجاوز هذه الأزمة التي ألمت به، بقراره السيد وبتوافق كل مكوناته بعيدا عن كل تدخل أجنبي من أي طرف كان». وجدد بوقدوم تأكيده أن العقيدة الجزائرية هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، وهي عقيدة تاريخيا مزروعة في جينات الجزائري، الذي لا يقبل بوجود أي قوة أجنبية مهما كانت في المنطقة، مضيفا أن الجزائر ترفض لغة المدفعية وتفضل لغة الحوار والتشاور ما بين الليبيين دون إقصاء أي طرف في ليبيا وبمساعدة جميع الجيران وبالأخص الجزائر وكل من له نية إخراج ليبيا من الأزمة، كاشفا عن أنه في الأيام القادمة ستقوم الجزائر بالعديد من المبادرات في اتجاه الحل السلمي ما بين الليبيين فقط. وقال أيضا إن المؤازرة مع الشعب الليبي بدون استثناء في الظرف العسير الذي يمر به حاليا، هي مساعدة غير مشروطة موجهة لجميع اللبيبين، خاصة وأن هناك مئات الجزائريين يقطنون في ليبيا خاصة في منطقة جانت الحدودية، وحسبه فهي بداية لإرساء دور الجزائر في جميع الميادين بالبدء بالجانب الإنساني ثم السياسي. من جهتها، أعربت رئيس الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس عن إفتخارها كمنظمة إنسانية جزائرية وانتمائها إلى بلد مواقفه ثابتة ضد كل من يحاول التدخل في شؤون الدول، مشيدة في معرض تصريحها بهذه الإلتفاتة الإنسانية لرئيس الجمهورية لشعب يعاني من مأساة إنسانية كبيرة جدا، قائلة:» في الوقت الحالي شعوري يذهب إلى مؤسسة دعمت العمل الإنساني هي الجيش الوطني الشعبي وأحد قادتها المرحوم الفريق أحمد ڤايد صالح، نقف وقفة ترحم وخشوع وعرفان لهذه المؤسسة والفقيد المجاهد». في هذا الشأن ذكرت بن حبيلس أن المؤسسة العسكرية كانت دائما لجنب العمليات الإنسانية، معربة عن إفتخارها أن يكون جسر بين الجزائر وجانت لمساعدة أشقائنا، قائلة:» الهلال الأحمر الجزائري عضو في الحركة الدولية الإنسانية، ونتأسف أن هذه الأخيرة لا زالت تلعب دور المحايد، آن الأوان لهذه الحركة الدولية الإنسانية أن تصبح قوة ضغط على السياسيين في الأممالمتحدة كي يفكروا في تداعيات قراراتهم السياسية على الأوضاع الإنسانية». أكدت في هذا السياق أن الشعب الليبي يعاني ظروفا أمنية صعبة جدا، وعلينا الوقوف إلى جانبه وهذا انطلاقا من قيمنا الأصيلة وسياستنا في هذا المجال التي تسمتد جذورها من قيمنا وثقافتنا وديننا، مضيفة أنها ليست المرة الأولى لتقديم المساعدات وإنما استجابة لوضع مستعجل جدا وخطير لابد على الجزائر مد يدها لهؤلاء، وحسبها فإن الهلال الأحمر الجزائري بحكم أنه الذراع الإنساني للسلطات العمومية يقوم بدوره على أحسن وجه. موازاة مع ذلك أشارت رئيسة الهلال الأحمر الجزائر إلى أن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، عندما كان مفوضا ساميا للاجئين أكد في اجتماع في جنيف بأنه لم يسبق أن شهد العالم مأساة إنسانية بهذه الحدة منذ الحرب العالمية الثانية. بالمقابل ذكرت بن حبيلس بأن الهلال الأحمر الجزائري، قام عن قناعة بهذا الدور لأنه أنشأ في أصعب ظرف عاشته الجزائر بقرار من مؤتمر الصومام سنة 1956، وكان صدى معاناة الشعب الجزائري في المحافل الدولية، واليوم لا يمكنه أن يصمت أمام معاناة شعوب أخرى.