عرفت الطبعة الخامسة للصالون الدولي للمنتجات الصيدلانية وشبه الصيدلانية، أمس بفندق «الهيلتون»، إقبالا كبيرا من المهنيين والأطباء والصيادلة بهدف الاطلاع على آخر ما تعرضه المخابر المختصة في هذا القطاع الحيوي. «الشعب» تجولت في أروقة هذا الصالون ورصدت آخر المنتجات الموجهة لتغطية الطلب المحلي الذي شهد العديد من التذبذب سيما ما تعلق بالأدوية الموجهة لمعالجة الأمراض المزمنة والخطيرة. وقد وقفنا بعين المكان على مشاكل المخابر المشاركة في الصالون والبالغ عددها 30 عارضا من بينهم مخبرين فرنسيين متواجدين بالجزائر رغم وجود صعوبة الاتصال أمام غياب المسؤولين. وحسب بعض العارضين، في تصريحات لنا، يشكل هذا الصالون فضاء لتبادل الخبرات والتجارب والتشاور وطرح المسائل المطروحة في مجال الصناعة الصيدلانية، وخاصة صناعة الأدوية ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة في محيط يفرض أعمال منطق التشاركية رغم وجود التنافسية. في هذا الإطار، أكد مسؤول التسويق بمخبر «مغينال» المختص في إنتاج الأدوية الجنيسة بن سعيد جمال ما يلي: «نشارك في هذا الصالون لخامس مرة كونه أصبح تقليدا يسمح لنا بالالتقاء بزبائنهم من مهنيين وصيادلة وأطباء، مشيرا إلى أن مخبرهم احتل المرتبة الثالثة بعد مجمعي صيدال والحكمة». وبخصوص ندرة بعض الأدوية في الصيدليات الجزائرية، أوضح بن سعيد أن هذا المشكل غير مطروح على مستوى مخبره، حيث لم يتم تسجيل إلا منتوج واحد. ويخص «كابيلور 5» وهذا بسبب نقص في المادة الأولية. وأرجع السبب إلى حجز الأدوية هذه في الميناء نتيجة للتعقيدات الجمركية والإدارية، وهو نفس الأمر الذي كان يطرح بشدة عند تسجيل دواء جديد بسبب الآجال حيث كانت تتم العملية خلال سنتين إلا أنه بالإجراءات الأخيرة للنهوض بالقطاع تم تقليص المدة خلال هذه السنة إلي شهرين وعن احتمال التقليد في المواد الأولية لصناعة الأدوية أكد سعيدي أنه من المستحيل تسجيل هذه الظاهرة على مستوى الأدوية سيما وأن هناك مركزا خاصا لمراقبة النوعية وبالتالي الأمر مستبعد جدا، خاصة وأن المواد الأولية توزعها جهة مسؤولة عالمية واحدة لكل الدول. هي نفس الانشغالات التي تطرقت إليها المخابر المنتجة للمواد الصيدلانية على غرار مجموعة مخابر «فراتر» التي تنتج 40 منتوجا، سيما المعالجة للأمراض المزمنة كالروماتيزم والقلب والمشاكل الهضمية وغيرها. في هذا الاطار، أشارت مندوبة المستشفيات براهيمي إلى أنه تم تسجيل ندرة في الفيتامينات على مستواهم بسبب التعقيدات الجمركية إلى جانب الاستيراد، فالمنتوج الأجنبي ينافس المحلي. من جانبه، أكد خليفة حدوش مسير تجاري للمخبر الجزائري السعودي «الكندي» لتصنيع المواد الصيدلانية أن منتوجهم يغطي الطلب في الأسواق المحلية ودائما يتم تغطية العجز المسجل في الأدوية، خاصة وأنهم ينتجون 69 منتوجا منذ إقامة مصنعهم بزرالدة في 2005، مشيرا إلى أن الصالون يسمح لهم بعرض منتجاتهم المعروفة لدى الصيادلة والأطباء. من جهتهم، تحدث بعض الصيادلة الذين التقيناهم بالصالون، عن المشاكل التي يواجهونها لمزاولة نشاطهم بداية من ندرة بعض الأدوية، حيث تحدثت الصيدلية «ح.ف» عن ندرة أدوية معالجة الأزمات العصبية لدى الأطفال وتحديدا «ديباكين 5»، مؤكدة أنه تم تسجيل حالة وفيات لدى الأطفال بسبب عدم توفر هذا الدواء. وفي سياق آخر، نقل بعض الصيادلة بالعاصمة انشغالاتهم المهنية، منها رفض مديرية الصحة منحهم الاعتماد لفتح صيدليات أو تسلم حتى ملفاتهم على غرار باقي الولايات رغم وجود 200 منصب . وتأسفت الدكتورة «غ. نسيمة» من بومرداس التي أودعت ملفها، رغم تخرجها منذ سنوات لعدم تحقيق حلمها لحد الساعة رغم تلقيها الكثير من الوعود، بينما هناك من تخرج السنة الماضية واستطاع أن يزاول مهنته والسؤال يبقى مطروحا؟!؟. وأعربت المتحدثة عن استغرابها للأمر، بحجة عدم احترام الشروط لفتح صيدليات كوجود مسافة 200 متر بين صيدلية وأخرى وكثافة سكانية تصل إلى 5 آلاف ساكن وكأنها محترمة في باقي الأماكن على غرار ساحة «أول ماي» ما يدعو للتساؤل. وحاولنا البحث عن إجابة للانشغالات المطروحة لدى النقابة الوطنية للصيادلة الخواص إلا أن رئيسها غاب عن الحدث بسبب سوء الأحوال الجوية والثلوج المتساقطة على الشرق الجزائري.