الدعوة إلى حملة وطنية لتعقيم وتطهير الأماكن العمومية والمؤسسات أجبر فيروس كورونا «كوفيد-19» السلطات على غلق المدارس والجامعات ودور الحضانة حتى الخامس من أفريل لمنع تفشي الوباء، خاصة بعد تسجيل حالتي وفاة بسبب المرض الذي يعتبر أزمة صحية تضرب العالم وتستوجب اتخاذ حزمة من الإجراءات للحد من تفشيه، غير أن المختصين في الشأن التربوي اقترحوا استغلال العطلة للعمل التحسيسي والتوعوي بدل الغلق المباشر. بين مؤيد ومتحفظ على قرار غلق المدارس والجامعات بسبب عدم استكمال مهام الفصل الثاني من امتحانات نتائج وكشف النقاط سارعت الحكومة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية لمنع انتشاره أكثر من خلال منع حضور الجماهير لمباريات كرة القدم، وعلقت جميع التجمعات الثقافية والاجتماعية والتربوية على غرار المدارس القرآنية. في محاولة للسيطرة على تفشي فيروس كورونا أكد المتحدث باسم نقابة «كناباست» مسعود بوديبة في حديث ل»الشعب» أن تقديم العطلة إجراء احترازي صائب غير أن النقابات طالبت سابقا باستغلال العطلة في العمل التحسيسي والتوعوي وهذا بالتنسيق بين وزارة الصحة ووزارة التربية لتحسيس التلاميذ وتعريفهم بخطورة الفيروس وسرعة انتشاره. وقال بوديبة إن اليقظة والتحسيس لمنع انتشار الوباء في أوساط المدارس والجامعات، مضيفا أن وزارة التربية الوطنية مطالبة بتكثيف العمل التوعوي والتحسيس وتقديم دروس حول الوضع، إضافة إلى الحيطة والحذر واتباع الأساليب الوقائية لمنع تسلله بالمؤسسات التربوية، غير أن قرار منع الرحلات وغلق المطارات يبقى الحل الأنجع لاحتواء الوباء بالجزائر. وشدد بوديبة على زرع الثقافة الوقائية في أوساط التلاميذ لمحاصرة المرض محليا قبل اتخاذ قرارات أخرى، مشيرا بشأن تعليق الدراسة أنه يعني توقيف كل العمليات أي توقف الدروس التي لا تتأثر في مدة أسبوعين تاريخ عطلة الربيع، غير أن احتمال استمرار الوضع لأكثر من ذلك سيجعل مسألة تقديم الدروس إشكالية كبيرة يستوجب تداركها خاصة وأن الثلالي الثالث معروف بقصر مدته إلى جانب الامتحانات الرسمية وهي أمور تحول دون إتمام الفصل في وقته، وكذا طارئ فيروس الكورونا الذي يخلط الأوراق في حال استمرار الوضع أكثر من 20 يوما. استمرار الأساتذة في إتمام المهام البيداغوجية أوضح بوديبة بخصوص استثناء بعض مديريات التربية للأساتذة من تقديم العطلة لأجل إتمام مهام الفصل الثاني أنه اجتهاد محلي ليس أكثر، على اعتبار أن القرار رئاسي جاء لمنع انتشار الوباء في الوسط المدرسي، أما البقية فهي قرارات مديريات التربية الوطنية. تجمع الطلبة الأحرار يدعو إلى عدم استثناء طلبة الامتحانات الاستدراكية من جهته، تجمع الطلبة الجزائريين الأحرار ثمّن قرار تعليق الدراسة بالجامعات والمدارس، وطالب التنظيم الطلابي الحر من خلال القطاعات العمومية والخاصة إلى حملة وطنية لتعقيم وتطهير الأماكن العمومية لمكافحة الوباء مع تفعيل التعليمية الوزارية المتعلقة بإنشاء أرضيات إلكترونية بالمؤسسات الجامعية ووضع دروس المحاضرات والأعمال الموجهة والتطبيقية بها، والتكيف معها لتمكين الطلبة من متابعة الدروس وخلق اتصال دائم بين الطالب والأستاذ والسهر على تطبيقها ابتداء من 15 مارس حسب التعليمة. ودعا في الختام أن تولي الوزارة الوصية للوضعية الراهنة أولوية من أجل الحفاظ على سيرورة الدراسة والحفاظ على أمن وسلامة الطلبة والأسرة الجامعية.