في ظل الانتشار الكبير لفيروس كورونا عبر العالم، وتأكيد وزارة الصحة وجود 20 حالة متحكم فيها مصنّفة في المرحلة الأولى للوباء، تشهد المدارس تخوّفا في أوساط أولياء التلاميذ، الذين طالبوا وزارة التربية بالفصل في الجدل القائم بخصوص الفيروس وإمكانية تغلغله في الوسط المدرسي من خلال إتباع جملة من الإجراءات الوقائية على غرار توفير المياه والمحاليل المطهّرة لضمان أمن وسلامة التلاميذ. أكّد وزير الصّحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، خلال ندوة نقاش حول التدابير والإجراءات الوقائية لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا «كوفيد -19»، أن الجزائر في المرحلة الأولى من الفيروس ما يعني أن اليقظة والتحسيس ضروريان لمنع انتشار الوباء في أوساط المدارس والجامعات، مضيفا أن وزارة الصحة وكل القطاعات مجنّدة للتدخل في حال الوصول الى المرحلة الثانية. أوضح المسؤول الأول على قطاع الصحة في سياق الإجراءات الاحترازية، أن الوزارة نظّمت لقاء مع الصيدليات من أجل توفير محاليل التطهير وبالكميات المطلوبة، الى جانب اللافتات ودرس مثالي على مستوى المدارس للتوعية والتحسيس بهذا الوباء الذي لم ينتشر بمدارسنا، غير أن الحيطة والحذر - يقول الوزير - ضروريان وبإتباع الأساليب الوقائية يمنع احتمالية طرق الفيروس لأبواب المؤسسات التربوية. وأضاف بشأن ما يشاع عبر وسائط التواصل الاجتماعي، خاصة تلك المعلومات المتداولة بخصوص مخاوف الأولياء بعد تداول خبر إمكانية انتشار الفيروس بأحد المدارس، أن المرحلة الأولى لفيروس الكورونا تستدعي التوعية والتحسيس عبر المدارس، وإتباع الإجراءات الوقائية لحماية التلاميذ من هذا الوباء الذي تتغير إجراءاته الوقائية بتغير الوضع، ما يعني أن الوزارة مجنّدة لأي جديد، ولا توجد أي حالة بالمدارس. وبخصوص قرار غلق المدارس كما يتداوله البعض، فإنه لا يمكن أن يكون إلا في مراحل كبيرة من انتشار الفيروس،وماعدا ذلك فالإجراءات الوقائية كافية بالحماية الى جانب التحسيس واليقظة من الفيروس الذي لم يتوصل لعلاج له، مؤكدا أن الجزائر في سياق الإجراءات الاحترازية تمنع أي تجمّعات من شأنها أن تساهم في انتقال عدوى الفيروس على غرار قرارات منع تنظيم الصالونات والمعارض. نفس الأمر بالمدارس، فالوضع - يقول الوزير - مستقر يستدعي اليقظة فقط، وفي حال الانتقال الى مرحلة ثانية تصبح إمكانية غلق المدارس والجامعات وأماكن النقل مؤكدة، وهذا في إطار المخطّطات المحتملة التي تخضع للتغيير حسب تغير الأوضاع ومدى انتشاره، وهذا ردّا على ما يطالب به بعض الأولياء بشأن تعليق الدراسة كأول إجراء احترازي ووقائي رغم ما يمكن أن يترتّب على هذا القرار من أمور على اعتبار أن الخطوة من شأنها أن تهدد السنة الدراسية، خاصة الامتحانات الرسمية المتعلقة بنهاية الأطوار الدراسية في حال تم تعليق الدراسة. وهو العمل الذي يستدعي حسب وزير الصحة التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف، خاصة الأسرة التربوية لمواجهة خطر الوباء عن طريق تحسيس وتعليم التلاميذ على اختلاف فئاتهم العمرية بأساليب الحيطة والتحصين من العدوى التي تعد قليلة في المرحلة العمرية اقل من 15 سنة. وفي سياق وسائل الوقاية، أكّد وزير الصحة عن وجود خلية يقظة على مستوى الوزارة تعمل ليلا ونهارا لضمان استقرار الوضع في الجزائر، والتحكم في الحالات المعلن عنها التي تخضع للرعاية الصحية اللازمة، بعيدا عن التهويل الذي يحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.