دعوات للتقيد بشروط الوقاية وتفادي التجمعات في الأماكن العامة انخرط وزراء، سياسيون، وأطباء إلى جانب ممثلي المجتمع المدني في حملات تحسيسية لإقناع المواطنين الجزائريين بضرورة أخذ الحيطة والحذر لتفادي توسع انتشار فيروس كورونا القاتل، بعد أن أبدوا لامبالاة واستهتارا بالوباء الذي عزل دولا وخلف عشرات القتلى بها ليس بسبب عدم تطور الطب ولكن بسبب عدم قدرة المستشفيات على استيعاب العدد الضخم للمصابين في وقت واحد، ووصل تعنت بعض الجزائريين أقصى مداه حينما ربطوا حملات التوعية من مخاطر «كوفيد -19» بمحاولة من السلطات لإيقاف الحراك، ضاربين عرض الحائط صحتهم وعائلاتهم وحتى الأصدقاء والجيران. في الوقت الذي ارتفع فيه سقف التحذيرات من فيروس كورونا القاتل الذي تخطى الحدود دون جواز وركب الطائرات دون تذاكر، وطرق أبواب البيوت دون استئذان، وأهلك عائلات بأكملها قبل الأفراد، يصر بعض الجزائريين على الاستخفاف بالوضع رغم خطورته، غير آبهين بسلامتهم وعائلاتهم والمحيطين بهم، ورغم أن حديثهم العام في الحافلات، في المحلات، في الشوارع والطرقات، ومقرات العمل، سيطر عليه خبر انتشار فيروس كوفيد-19، وارتفاع عدد حالات الإصابة به في الجزائر، إلا أنهم بالمقابل، تجد أغلبهم غير حريصين على إتباع تعليمات وزارة الصحة الخاصة بالوقاية والاحتياطات الواجب اتخاذها لتفادي إصابات محتملة، بل أكثر من ذلك تجدهم يكفرون بكل نصيحة، حتى وإن كانت في صالحهم، بدليل خروج العائلات رفقة أبنائهم إلى الأماكن العامة للتنزه، والتجمع في الشوارع والمراكز التجارية، وحتى وسائل النقل العمومية والخاصة، وهذا ما يضاعف المخاوف من توسع دائرة انتشار فيروس كورونا بسبب لامبالاة البعض قد يكلف الإنسان والبلد فاتورة باهظة. هذا الوضع جعل كثيرا من النخبة بمن فيهم وزراء، أطباء ورؤساء جمعيات، يخوضون حملات تحسيسية جوارية يومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأكثر استعمالا من فئات مختلفة من الجزائريين، لعل وعسى تجد دعواتهم منفذا إلى عقولهم، وتقنعهم بأهمية الانخراط في مسار الوقاية من الوباء، لأنها الوسيلة الأكثر فعالية لمجابهة الداء، في ظل الحديث عن عدم قدرة استيعاب المستشفيات للكثير من المرضى في حال تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات. رزيق: على المقاهي والمطاعم استعمال الأواني الورقية والبلاستيكية طالب وزير التجارة كمال رزيق، المديرين الولائيين للتجارة، بتحسيس أصحاب المقاهي والمطاعم باستعمال الأواني الورقية أو البلاستيكية كإجراء احتياطي ووقائي من انتشار فيروس كورونا. ونشر رزيق على صفحته الرسمية على «الفايسبوك» إعلانا تحسيسيا يطلب فيه من جميع المديرين الولائيين للتجارة، تحسيس المقاهي باستعمال كؤوس ورقية أو بلاستيكية وملاعق بلاستيكية، وأيضا المطاعم باستعمال كؤوس ورقية أو بلاستيكية وملاعق وشوكات بلاستيكية ومناديل ورقية. وأمر رزيق بالسهر على النظافة القصوى بالنسبة لدورات المياه الموجودة على مستواهم، وهذا كإجراء احتياطي ووقائي لمنع انتشار فيروس كورونا ف»الوقاية خير من العلاج». وزارة الداخلية: تجنب التجمع في الأماكن العامة وتأجيل الاحتفالات وجاء في بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، أنه بالرغم من تعبئة مؤسسات الدولة لمواجهة هذا الوباء، إلا أن الأمر يتطلب مزيدا من الحرص واليقظة من قبل المواطنات والمواطنين، والتجند بإتباع قواعد السلامة الصحية، تفاديا لأي إصابات محتملة، لاسيما وأن هذا الوباء ضارب في الانتشار عبر بلدان العالم رغم الآليات المرصودة لوقف تفشيه. ودعت وزارة الداخلية كافة المواطنين والمواطنات إلى ضرورة الالتزام بقواعد السلامة الصحية لمواجهة فيروس كورونا وأن يتجنبوا قدر الإمكان أماكن التجمع العامة من الفضاءات الترفيهية والحدائق العمومية والمرافق التي تشهد توافدا كبيرا من المواطنين وأن يتخلوا مؤقتا على بعض العادات لاسيما الاحتفائية منها والتي من شأنها أن تكون بيئة ملائمة للإصابة بعدوى الفيروس. «أبوس»: التحلي بالوعي والابتعاد عن كل ما يسبب ضررا دعت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه (Apoce)، المستهلكين إلى ضرورة التحلي بالوعي والحكمة والابتعاد عن كل ما قد يتسبب بالإضرار بمصالحهم المادية والمعنوية، وإلى ضرورة أخذ كافة سبل الوقاية بعين الاعتبار تفاديا للإصابة بهذا الفيروس. جمعية حماية المستهلك، ومن منطلق الحفاظ على صحة المواطنين وتوعيتهم من المخاطر المحدقة بهم جراء تفشي هذا الفيروس، دعت كذلك المستهلكين من ربات المنازل وأصحاب العائلات وكل ذي مسؤولية بضرورة التروي والابتعاد عن مختلف السلوكيات الاستهلاكية الخاطئة من لهفة في الإقبال على مختلف المواد الغذائية وغيرها من السلوكيات التي ستؤدي بلا أدنى شك إلى نتائج عكسية تضر بمصالح المستهلكين وقدراتهم الشرائية، وتدفع بالعديد من أصحاب الضمائر المريضة إلى ممارسة الاحتكار على كل ما يزيد الطلب عليه، ورفع أسعارها والمضاربة بها، في وقت جميع المواد متوفرة في كامل التراب الوطني ولم تشهد أي اختلال مذكور. جمعية التجار: الالتزام بالوقاية مسؤولية الجميع من جهتها، دعت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، جميع التجار والحرفيين وأصحاب الخدمات إلى ضرورة الالتزام بقواعد النظافة وتعقيم أرضية المحلات ومواضع التلامس، مع استعمال القفازات خاصة بالنسبة للعمال في المطاعم والمخابز، والحرص على التنظيف الجيد للأواني وأدوات العمل داخل المقاهي والمطاعم وقاعات الحلاقة. كما حثت الزبائن على تجنب الازدحام داخل المساحات التجارية بغير ضرورة، في حين طالبت تجار أسواق الجملة بتذكير تجار التجزئة القادمين من الولايات بالتزام شروط الوقاية. وبعد أن أكدت أن الالتزام بشروط الوقاية من الأمراض مسؤولية الجميع، طمأنت المواطنين بضمان استمرارية شبكات التموين بالسلع والبضائع، وأن مخزون المواد الاستهلاكية يكفي لتلبية الطلب طيلة الأشهر القادمة، فلا داعي، للهلع وتكديس السلع والبضائع. جبهة المستقبل تجند مناضليها جبهة المستقبل، أبدت انشغالها الجدي حول انتشار وباء فيروس كورونا على المستوى العالمي، حاثة الجميع على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة على المستوى الرسمي والشعبي. وخلص اجتماع المكتب الوطني للجبهة، إلى تعليق تجمعات الحزب وطنيا ومحليا بصفة مؤقتة باستثناء ما يقتضيه التسيير العادي لهياكل الحزب، مؤكدة في هذا الصدد على ضرورة تجند جميع المناضلين لمواجهة هذا الظرف الصحي العصيب الذي تمر به البلاد والالتزام بالتوجيهات الصادرة في هذا الشأن. طبيب من مستشفى البليدة: خذوا الأمر على محمل الجد اضطر طبيب بالمركز الجامعي بالبليدة، إلى توجيه نداء إلى المواطنين بولاية البليدة وباقي الولايات، عبر تقنية الفيديو، نشر بمواقع التواصل الاجتماعي، يدعوهم فيه إلى التحلي بالوعي والجدية والابتعاد عما هو هزلي، والسخرية من داء كورونا الذي سبب كوارث وأغلق بلدانا بأكملها، مثل إيطاليا التي عزل فيها 15 مليون مواطن، ورغم توفرها على كل الوسائل إلا أنها لم تستطع مواجهة الوباء. ودعا الطبيب المقيم الذي ظهر باللباس الخاص لمكافحة فيروس كورونا، إلى التحلي بروح الوعي، لأنه يوجد مرضى مشتبه فيهم وآخرون مؤكدة إصابتهم، كما شدد على ضرورة عدم الخروج من البيت إلا للضرورة القصوى، وتجنب أسباب المرض، وعدم الذهاب للمستشفى إلا لظرف قاهر، وتفادي الازدحام في الأماكن العامة، المقاهي، الحفلات على الأقل في هذا الشهر حتى تنقص العدوى وانتقال المرض لأنه إذا تفشى سيحدث الكارثة.