بعد الهجرة الجماعية لعدة عناصر السنة الماضية إلى البطولات الخليجية، ها قد بدأت معالم التميز تظهر بتألق وجوه قديمة في «الخضر»، وأخرى جديدة في البطولات الأورروبية مع فرقهم وحتى في الأوروباليغ ومسابقة رابطة الأبطال الأوروبية. ويعد هذا الأمر سابقة للمنتخب الوطني الجزائري بتواجد ثلاثة عناصر من بين الذين استدعاهم المدرب الوطني إلى المباراة الأخيرة التي لعبها رفقاء القائد عنتر يحيى والذين يلعبون في المستوى العالي، ويتعلق الأمر بكل من جمال مصباح الوافد الجديد إلى العملاق الايطالي آسي ميلان في الميركاتو الشتوي، والمتألق الثاني مع فالنسيا وقاهر غامبيا فغولي، ضف إلى العودة القوية لغزال مع فريق ليفنتي الذي حجز مكانة أساسية في تعداد فريقه الجديد، أين يقدم مستوى لا بأس به ساعده على كسب قلوب أنصار الفريق، وإلى جانب هذه الأسماء، ورغم عدم استدعائهم إلى المنتخب مؤخرا إلى أن المستوى الذي يتواجد فيه ثنائي أولمبياكوس اليوناني رفيق جبور وجمال عبدون ينبأ بالخير. مصباح يشارك في مباريات ميلان على مستوى عال لعلّ خبر التحاق الظهير الأيسر للمنتخب الوطني منذ أشهر إلى العملاق الايطالي ميلان، لم يكن يخطر على بال أكبر المتفائلين، وكان الجميع يظن أنه سيأخذ الكثير من الوقت للتأقلم مع رفقاء ابراهيموفيتش، لكن فضّل المدرب »أليڤري« اقحامه مع الأساسيين بعد أسبوع من التحاقه إلى »روسينيري« في مباريات البطولة، ودخل في تنافس حاد مع زميله »أنتونيني« الذي أصيب في آخر مباراة للبطولة ما دفع المدرب إلى اقحامه مرة أخرى في شوط المباراة الثاني، وكان الأربعاء الماضي موعد أول اختبار حقيقي ل »جمال مصباح« الذي أقحم في مباراة الدور ثمن النهائي من رابطة الأبطال الأوربية ضد آرسنال الانجليزي، حيث اصطدم الدولي الجزائري بقمة المستوى العالي في كرة القدم، أين واجه خيرة لاعبي الدوري البريطاني طيلة 90 دقيقة، وكان بعدها محل انتقاد الصحافة الايطالية التي لامت كثيرا المدرب أليغري لاقحامه للاعب عديم الخبرة في رابطة الأبطال، وهو ما تسبب - حسبهم -في تلك الانتكاسة التي أدت إلى خسارة الفريق بثلاثية نظيفة، لكن ما يمكن الاحتفاظ به أن جمال مصباح يلعب في المستوى العالي، ويمكن أن يشارك في مباريات أخرى من رابطة الأبطال الأوروبية بعد تأهل ميلان إلى ربع النهائي من المنافسة، وكل هذا يصب في مصلحة اللاعب بالدرجة الأولى ومصلحة المنتخب الوطني ودفاعه الذي يعاني من خلل، حسب كل أصحاب الاختصاص بعد مواجهة غامبيا الأخيرة. فغولي في تألق مستمر وعلى عكس جمال مصباح الذي ضمن مكانة له في قائمة ال 18 في ظرف قصير، فإن سفيان فغولي أخد كل وقته، حيث عمل كثيرا الموسم الماضي وأتيحت له فرصتين فقط، لكن هذا الموسم ضمن مكانة أساسية له مع فالنسيا في البطولة الأوروبية ليغ، ويظهر في المباريات الأخيرة بوجه كبير، رغم ذلك لم يمنحه مدربه، أول أمس، الفرصة في مباراة الأوروباليغ ضد الممثل الهولندي هيندوفن، وكل هذا سيمنح قاهر غامبيا الكثير من الخبرة على الصعيد الأوروبي ومن شأنه بذلك أن يفك العقم الهجومي الذي عانى منه المنتخب الوطني لمدة تجاوزت السنتين. غزال يسترجع نشوة اللعب مع ليفانتي بعد التحاق عبد القادر غزال في الميركاتو الشتوي إلى الفريق الاسباني ليفنتي، حيث تمكن من ضمان لنفسه مكانة أساسية في ظرف قياسي، وهو ما جعل الدولي الجزائري يصرح مؤخرا للصحافة الاسبانية بأنه يشعر بالكثير من الراحة في فريقه الجديد، واستعاد نشوة اللعب التي فقدها في فريقه السابق »تشيزينا« وأنه استعاد مستواه الحقيقي في المنصب الجديد الذي يلعب فيه حاليا وهو مهاجم ثاني بعد اللعب في السنتين الأخيرتين في ايطاليا أكثر كلاعب رواق أيسر، وتمكن في مباراة فريقه الأخيرة من تقديم كرات حاسمة جاءت على إثرها الأهداف، وأكد غزال أنه ينوي البقاء لموسم اضافي في ليفانتي خاصة أن فريقه السابق لم تتضح وضعية صعوده إلى القسم الأول من عدمها بعد، إضافة إلى أن غزال يدرك جيدا أن ناديه الحالي، ليفانتي، قد يشارك في إحدى المنافسات الأوروبية الموسم المقبل، مما يحفزه على البقاء، ولعل الفورمة التي يتمتع بها لاعب »الخضر« من شأنها أن تشفع له في ما تبقى من مسيرة المنتخب في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا والعالم، كل ذلك راجع إلى الخبرة الذي اكتسبها غزال في الفرق الايطالية وفي فريقه الحالي الذي يلعب على المراكز الأولى في البطولة الاسبانية. جبور وعبدون يواصلان التألق وينتظران التفاتة هاليلوزيتش بعد عودة جبور إلى أجواء المنافسة بسبب الاصابة التي تلقاها في فريقه والتي حرمته من الاستدعاء إلى مباراة المنتخب الأخيرة واعتماد مدرب الأولمبياكوس على الدولي الجزائري جمال عبدون، حيث أن الثنائي الجزائري يقدم في وجه طيب سواءً ذلك في البطولة أو الأوروبية ليغ، أين حققوا أول أمس فوزا ثمينا عندما عادوا من مدينة خاركيف الأوكرانية، أين واجهوا فريق »ميتاليست« المحلي في ذهاب ثمن النهائي المسابقة الأوروبية، محملين بنصف تأشيرة المرور إلى دور الثمانية الكبار، وهو ما سيكسب الدوليين الجزائريين أكثر خبرة، ما قد يشفع لهما أمام البوسني هاليلوزيتش، كي يضمنا عودتهما إلى تشكيلة المنتخب.