«لا يجب للثقافة أن تتوقف».. هو الشعار الذي نشعر بأن جميع الفاعلين في هذا القطاع قد تبنّوه، في مواجهة تفشي فيروس كوفيد 19 المستجد، الذي تسبّب في تعليق النشاطات الثقافية، بل وأثّر في الحياة العامة للمواطنين. وبين مسابقات ونشاطات ترفيهية تفاعلية، وعروض مسرحية ومعارض افتراضية، وتخفيضات ناشرين لأسعار الكتب، تحوّلت الأزمة التي سبّبها هذا الفيروس، في الداخل كما في الخارج، إلى عامل فرّق بين الناس اجتماعيا، ولكنه جمع بينهم إنسانيا.. بهدف الاستمرار في العمل الثقافي والإبداع في هذا الظرف الاستثنائي، سطّرت وزارة الثقافة برنامجا وطنيا يُعنى بتعزيز تواجد النشاط الثقافي عن بعد باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، «كوسيلة للتكيّف مع الظروف الرّاهنة والعمل على استمرارية العمل الثقافي وتحدّي الصّعاب». المسرح بين يديك وعلى خطى المسرح الوطني الجزائري، الذي سبق لنا تفصيل برنامجه الافتراضي، تجنّدت أغلب المسارح الجهوية لمواصلة النشاط الثقافي عن بُعد، عن طريق بثّ الأعمال المسرحية التي أنتجتها على روابط أنترنت خاصة. ونذكر من هذه المبادرات عرض مسرح مستغانم الجهوي لمسرحيات «بكالوريا»، «المنبع» و»خاطيني»، عرض مسرح سكيكدة الجهوي لمسرحيات «ما بقات هدرة»، «فندق العالمين»، «حقيقة الكذب»، «راهونافيس»، وذلك على صفحة الفيسبوك الخاصة بالمؤسسة، كما أعلن مسرح سكيكدة الجهوي عن مسابقة وطنية مفتوحة أمام الصغار الذين لا يتجاوز أعمارهم 16 سنة، في كاتبة نصوص مسرحية قصيرة تتعلق بالوقاية من الوباء المتجدد كوفيد 19. أما مسرح قالمة الجهوي فحاول التميز بإجراء مسابقات فكرية ثقافية توعوية حول القصة القصيرة تحت شعار « كيف تحمي نفسك»، وخلق فكر تصوري تحت عنوان «التحدي» بين عائلة المسرح الجهوي وأصدقاء المسرح. فيما سيعرض مسرح العلمة الجهوي لمسرحيتي «القراب والصالحين» و»انتحار الرفيقة الميتة»، كما كشف المسرح الجهوي للعلمة أنه بصدد إنشاء تطبيق خاص بالمؤسسة وكافة نشاطاتها الفنية والمسرحية يتم تحميله عبر .Play Store ويعرض مسرح تيزي وزو الجهوي لعدد من الأعمال المسرحية، نذكر منها «يامنة»، «العشيق وعويشة والحراز»، «ثمن الحرية»، «يوبا الثاني»، «الأرض والدم»، وغيرها. كما وضعت وزارة الثقافة رابط مشاهدة «الخبزة» (1970) لعبد القادر علولة، على موقع يوتيوب. وينظم المسرح الجهوي لأم البواقي مسابقة مفتوحة للشباب تتضمن ارسال مقاطع مسرحية محورة تدور حول موضوع الوباء وكيفية تفاديه، فيما يقترح مسرح بجاية الجهوي برنامجا من ضمنه عرض مقاطع فيديو من ذخيرة مجموعة مسرحيات المسرح الجهوي «عبد المالك بوقرموح»، وعرض رسوم متحركة. وفي نفس الاتجاه سار مسرح سوق أهراس، أما المسرح الجهوي لوهران فسيعمل على وضع بعض المسرحيات من الربرتوار على صفحة الفايسبوك الخاصة بالمسرح. أما المسرح الجهوي لعنابة فقد أعلن عن إطلاق مسابقة مسرح العائلة، ومسابقة رسم حول فعالية «أبي خذني إلى المسرح»، إلى جانب بث مسرحيات عبر النت. وفي نفس الاتجاه يذهب مسرح الجلفة الجهوي، وإلى جانب النشاطات سابقة الذكر، يقترح إنشاء منتديات فكرية تطرح من خلالها أفكار للمناقشة عن بعد، وإقامة مسابقات فكرية وفنية خاصة بفئة الأطفال واليافعين عن بعد. موسيقى وسينما ومعارض افتراضية وكما سبق لنا النشر على لسان مراد شويحي مدير المركز الوطني للسينما السمعي البصري، فقد أعلنت هذه المؤسسة تنظيمها أيام الفيلم القصير الافتراضي للهواة، من 31 مارس إلى 03 أفريل، وذلك بالتعاون مع الرابطة الولائية للإعلام والاتصال للشباب لولاية بومرداس. أما أوبرا الجزائر «بوعلام بسايح»، فتعتزم استغلال الوسائط السمعية البصرية التي تتوفر عليها دار الأوبرا (صور، فيديوهات) لاستعمالها في الموقع الإلكتروني وصفحة الفايسبوك، قصد إضفاء نشاط ثقافي يمكّن من التعريف بدار الأوبرا، والحفلات التي نظمت بها بشكل مختصر، إلى جانب إدراج الزيارات الافتراضية للمؤسسة، وتمكين الجمهور الواسع والمتعاملين من التعرف على الفضاءات التي تتوفر عليها دار الأوبرا، ومحاولة ربط الصلة بجمهور دار الأوبرا في هذه الفترة الاستثنائية من خلال إرسال فيديوهات لأطفال يعزفون فرديا على آلات موسيقية، حيث ينشر الفيديو على صفحة دار الأوبرا ويمكن للجمهور التصويت عليه مباشرة، والهدف الأساسي هو اكتشاف المواهب وربط جمهور الأطفال بمثل هذه الفنون. وبنفس الشكل ستقام مسابقة للأطفال في الرقص الكلاسيكي وأخرى في الغناء، إقامة مسابقة في العزف على الآلات الموسيقية من خلال إرسال فيديوهات لأطفال ييقومون ، ينشر الفيديو على صفحة دار الأوبرا ويمكن للجمهور التصويت عليه مباشرة ، والهدف الأساسي هو اكتشاف المواهب وربط جمهور الأطفال بمثل هذه الفنون ، ويمكن أن نفترض للفائزين بمسابقة العزف جوائز رمزية. وتقدم للفائزين بمسابقة العزف جوائز رمزية إلى جانب تمكينهم من عروض على ركح دار الأوبرا. من جهته، أعلن مركز الفنون والمعارض بتلمسان عن معرض «قافلة الشهيد»، المتمثل في زيارة افتراضية للمعرض مرفقة بفيديوهات لأفلام وثائقية خاصة بالموضوع، وكذا اقتراح مسابقات للأطفال حول المعلومات المكتسبة بعد زيارة المعرض. إلى جانب معرض افتراضي «احكيلي تلمسان»، يقدم أهم المراحل التاريخية لتطور تلمسان منذ العهد الروماني حتى العهد الحديث والمعاصر. بالإضافة إلى ورشات افتراضية لتعليم الرسم. مسابقات.. تخفيضات وكتب مجانية ومن المشاركين في هذا البرنامج نجد المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية ومُلحقاتها، التي تنظم نشاطات ثقافية «من أجل ضمان الحق في الثقافة من جهة، واستمرارية خدمات المكتبة في كلّ الظروف من خلال مُرافقة رواد المكتبة عن بعد». ومن الأنشطة المقترحة برنامج حكواتي عن بُعد، ومسابقة لأحسن بطاقة قراءة لكتاب إلكتروني يتناول مجال الأوبئة، تتخللها أسئلة «كويز» من أجل التفاعلية، وتقدّم ثلاث جوائز لأحسن التلخيصات، ومسابقة أحسن تسجيل صوتي لقراءة كتاب، وتتضمن ثلاث جوائز أيضا، ومسابقة الكاتب الصغير تحت شعار «القصة البطولية» مفتوحة للأطفال، وورشة حول الكتاب تحت تأطير كتّاب جزائريين، إلى جانب مسابقة عروض إبداعية في الفيلم القصير والفيديو، ومسابقة أحسن رسم كاريكاتوري حول الوباء تحت شعار «كورونا بعيون الأطفال»، ويتضمن كلاهما ثلاث جوائز. أما النشاطات التحسيسية فنجد فيها تقديم موضوع مكتوب حول فيروس كورونا، وتصميم حملة إعلانية حول الوقاية منه، وإنجاز مطوية من قِبل كل مكتبة حول الوباء وذلك بمساهمة جميع الفئات، لا سيما أطبّاء المنطقة. على صعيد آخر، أعلنت المنظمة الوطنية لناشري الكتب، في بيان تلقينا نسخة منه، أن «مجمل أعضائها قرروا دعم القارئ عن طريق إجراء تخفيضات هامة على مجمل إصداراتهم مع توفير عروض خاصة تتضمن عناوين مجانية»، وذلك «مرافقة للقراء، ودعماً لمعنوياتهم، في ظل التعليمات الخاصة بمواجهة وباء فيروس كورونا القاضية بملازمة البيوت، وتبقى سارية المفعول إلى أن ينجلي الوباء وترفع قيود الحجر الصحي العام». كما دعت المنظمة الوطنية لناشري الكتب المكتبات، وشركات التوصيل، وسائر المتدخلين في سلسلة توزيع الكتاب، إلى إجراء أقصى قدر من التخفيضات في حدود قدرتها في «هذا الظرف الذي يستدعي إظهار أعلى درجات التضامن بين مختلف أفراد المجتمع الجزائري».