ما تزال فئة الأشخاص ذوي الإعاقة تنادي بحقوقها وإدماجها في المجتمع كأي شخص عادي عبر تقديم تسهيلات في مجال النقل، التمدرس، الصحة والسكن، وتغيير نظرة الاحتقار اتجاهها. وفي هذا الصدد، أبرزت السيدة معمري عتيقة رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة معاناة هذه الشريحة سيما الأطفال المقصيين من حق الصحة وصعوبات التمدرس بالمؤسسات التربوية والتنقل خاصة بالمناطق النائية، أين يضطر الأولياء إيقاف ابنهم المعاق عن التعليم الذي يعد الوسيلة الوحيدة التي تكفل للشخص المعاق الاندماج في المجتمع والعيش حياة عادية. زيادة على ذلك، النظرة الدونية التي ما يزال المجتمع ينظر بها إلى هذه الفئة، سيما المعاق اليتيم، مفيدة: »نحن مهيكلين جيدا ونطالب بحقوق المعاق في كل مناسبة، لأن الجزائر أمضت على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبالرغم من ذلك فالآلاف من الأطفال محرومين من حقوق التمدرس، والنقل والصحة«. وأضافت معمري عتيقة في تصريح ل »الشعب« أن الفيدرالية تبذل قصارى جهدها لمحاربة الأمية وسط الفتيات المعاقات اللائي لديهن إرادة في التعلم للحصول على شهادات عليا، وهي الحل لإخراجهن من دائرة التخلف والانعزال، وبالتالي يصبحن عضوا فعالا، كون الإعاقة ليست ذهنية بل جسدية، ويمكنهن رفع التحدي وتغيير نظرة المجتمع لهن، معطية مثالا عن فتيات يملكن إرادة قوية، قصدن الفيدرالية لتعلم قانون المرور والقيادة، ومنهن فوزية إحدى المعاقات التي كانت عدوانية في سلوكها عندما أتت إلى الجمعية، ثم تحولت لعضو ناشط يتصل بالأشخاص داخل وخارج الوطن عبر موقع الفايسبوك، أين عرفت بمهام الفيدرالية واحتياجات فئة المعاقين. وفي هذا السياق دائما، اشتكت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة من نقص الأجهزة الاصطناعية الموجهة لهذه الفئة والتي في كثير من الأحيان لا تتلاءم مع جسم المعاق، كونها غير مصنوعة بطريقة مدروسة ووفقا للمعايير، موضحة أنه عندما ترتدي الفتاة المعاقة الجهاز تحت الملابس، فإنه يظهر بشكل غير جميل، مما يؤثر على نفسيتها، بما في ذلك الأحذية التي تصنع بشكل سيء. وقالت أيضا إن صناعة الأجهزة الاصطناعية ينبغي أن يكون وفقا للمقاييس المعمول بها عالميا وبصورة جميلة، تساهم في إدماج المعاق ومن جهة أخرى تحافظ على أنوثة المرأة المعاقة. وبالمقابل، نوّهت معمري بالدعم الذي تليه وزارة التضامن الوطني للفيدرالية من خلال التسهيلات التي تمنحها من خلال العمل بين الطرفين، واستشارة أعضاء الجمعية قبل القيام بأي خطوة، حيث أن هناك فرقة تنشط مع الوزير سعيد بركات وتبذل مجهودات لمساعدة فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمول كل نشاطاتهم، مثلما قامت به العام الماضي بتمويل المخيم. وفي هذه المسألة، شدّدت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة على ضرورة استشارة المجتمع المدني، قبل القيام بأي مشروع كونهم أدرى بمشاكل واحتياجات شريحة المعاقين، والعمل على التنسيق مع الجمعيات الفاعلة في الميدان من أجل إعداد قانون يحمي هذه الشريحة. حقوق الأشخاص المعاقين وبالموازاة مع ذلك، فقد كشفت محدثتنا عن إنشاء أرضية للمنظمات الجزائرية غير الحكومية في ال 29 سبتمبر 2010 والمتعلقة بتطبيق الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الأشخاص المعاقين المصادق عليها من طرف الجزائر بتاريخ ال 12 ماي 2009 والمنصوص في مادتها ال 33 على إعداد هذه الأرضية. وأوضحت في هذا الشأن، أن هذه الأرضية التي تمثل اختلافات حالات الإعاقة عبر كل التراب الوطني، هي حركة جمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة الذين ينشطون من أجل الدفاع وترقية الحقوق في إطار هذه الاتفاقية. وأضافت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة أن هذه الأخيرة وضعت فرقة عمل لتجسيد الأرضية المتكونة من عدة اتحاديات وطنية لمختلف أنواع الإعاقة، حيث تعتمد على مبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق المعاقين والمتمثلة، في احترام الكرامة المتأصلة في الاستقلال الذاتي للفرد بما في ذلك الحرية في القيام باختياراته، ولا للتمييز والمشاركة والإدماج الكامل والفعال داخل المجتمع، مع احترام الفوارق وتقبل الأشخاص المعاقين كجزء من التنوع البشري وإمكانية الوصول، وكذا احترام تطور قدرات الطفل المعاق واحترام حقوقهم في الاحتفاظ بهويتهم وغيرها من المبادئ. وحسب السيدة معمري، فإن الأرضية تهدف الى نشر مبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعاقين، وتحسين الممارسات في مجال الحكم الراشد، الشفافية، والديمقراطية، وكذا تطوير آلية شبكة دمج كل الجمعيات التي تمثل حالات الإعاقة. وبمناسبة اليوم الوطني للمعاقين والمصادف ل 14 مارس من كل سنة، وجهت رئيسة الفيدرالية نداءً الى النواب للقيام بدورهم تجاه هذه الفئة، عبر الإصغاء واقتراح قوانين وحلول جدية للحكومة تجعل المعاق يعيش بكرامة في بلده. وعن البرنامج المحضر بهذه المناسبة، أفادت المتحدثة الى أن الفيدرالية أعدت برنامجا ثريا لإدخال البهجة في قلوب المعاقين بمختلف حالات الإعاقة، وجعلهم ينظرون للحياة بإيجابية وتفاؤل، حيث أنه في ال 14 مارس الجاري سينظم حفلا بقاعة الأطلس بباب الوادي وذلك بمساهمة الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أين يحضره الاطفال المعاقين وعائلاتهم. وبالموازاة مع ذلك، سينظم بولاية قسنطينة في ال 12 مارس الجاري ملتقى حول إمكانيات الوصول والتنقل للأشخاص ذوي الإعاقة، ومقاييس تكييف المحيط، وهذا بالتنسيق مع السلطات المحلية للولاية، ونفس موضوع الملتقى سيعقد بولاية قالمة بتاريخ ال 14 من نفس الشهر، علما أن جيجل نظمت نفس الملتقى في الثامن من الشهر الجاري، وجددت معمري دعوتها للتكفل الجيد بالطفل المعاق خاصة وسط العائلات التي في كثير من الأحيان تتسبب في تقوقع ابنها نتيجة خوفهم المفرط عليه.