لم تبق الجامعة على الهامش تتفرج في المشهد الخطير الذي يرسمه تفشي وباء «كوفيد-19»، لتتحرك مبادرات تنبئ بأفاق جديدة لمسار البحث والتطبيق وارتباط التعليم العالي بالمحيط الاقتصادي والاجتماعي، حيث تشكل الصحة العمومية أحد جسورها المتينة. في هذا الإطار، بادرت كلية العلوم لجامعة الجزائر-1 بن يوسف بن خدة، بإقحام مخابرها في عملية إنتاج مادة المحلول المائي الكحولي الذي ارتفع عليه الطلب، حيث أمكن إنتاج 1500 قاروة بحجم 500 ملل وزعت على عدد من المستشفيات، منها بني مسوس ومصالح الأمن والحماية المدنية. وتم، أمس، نقل كمية أخرى إلى بوفاريك، حملها عميد الكلية ومجموعة من الطلبة، في عمل تضامني نوعي. تجسدت المبادرة تحت إشراف رئيس الجامعة عبد الحكيم بن تليس، وعميد الكلية عبد الحكيم بوديس، بمشاركة نشطة من أساتذة، مهندسي مخابر وطلبة ماستر في الكيمياء الصيدلانية التحليلية وعلوم الطبيعة، بإنتاج محلول كحولي مطابق للمعايير يعزز تلبية الطلب عليه، خاصة في المستشفيات والعيادات ومواقع مواجهة الفيروس. وتتشكل تركيبة هذا المحلول الضروري للوقاية والموجه للاستعمال الخارجي وبالذات لتطهير اليدين، من مواد إيثانول بنسبة 85٪ + 5٪ حجم بيروكسيد الهيدروجين، جليسيرول وماء مقطر، ليكون في المتناول مادة جال مطابقة للمعايير العلمية والصحية وموثوقة المصدر. وأوضح عميد الكلية بوديس حكيم، أن «المبادرة تدخل في إطار تضامن الأسرة الجامعية مع قطاع الصحة، في معركة التصدي للوباء من أجل دعم جهود الوقاية من كورونا. ولم يكن ممكنا أن تبقى جامعة الجزائر متأخرة عن هذه المهمة الوطنية، التي تترجم إرادة أسرتها بكل مكوناتها، أساتذة وطلبة وإداريين، في المساهمة الملموسة بتقديم مواد تندرج في اختصاصات ومهام كلية العلوم»، مؤكدا «مواصلة العملية حالما توفرت مادة الكحول، كونها أساسية». مجددا الحرص على العمل بمعايير المستحضرات المقنّنة لدى منظمة الصحة العالمية.