من خلال الحديث الحصري مع منير زغدود، مدرب اتحاد العاصمة، أكد أنه أعطى تعليمات صارمة للاعبين حتى يتدربوا بكل جدية وانضباط، لأن كل الاحتمالات واردة لاستكمال مباريات البطولة من مرحلة العودة، مطالبا إياهم باحترام كل القرارات والتوصيات التي قدمتها الدولة للشعب الجزائري باحترامه الحجر الصحي الذي هو ضمان وقائنا من وباء فيروس كورونا الذي غزا العالم وبسرعة، يقول زغدود يجب أن نكون في جاهزية تامة للتصدي لهذا الوباء. «الشعب»: أين يتواجد منير منذ ظهور هذا الوباء، وكيف تعيش هذه الفترة التي لم نعرفها من قبل؟ «زغدود»: من حسن حظي أنني متواجد في منزلي مع أبنائي، خاصة وأن هذا الظرف يتطلب منا جميعا أن نكون متواجدين مع الأولاد والعائلة بصفة عامة جنبا إلى جنب من أجل مقاومة هذا الوباء الذي بعث الخوف في أوساط المعمورة، وليس الجزائر وحدها، كونه ينتشر بسرعة مذهلة وقاتل، ما يعني أننا نلاحظ عبر الشاشات الوطنية والعالمية، ونشاهد الآلاف من الأرواح تموت في صمت مهيب. ألا ترى بأن وباء كورونا غيّر المعطيات عبر العالم؟ بالفعل، أن هذا الوباء سيغير الكثير من المعطيات، وكما نعيش حاليا الأزمة الصحية ويعيشها العالم دون أن ننسى ضعف الاقتصاد والحياة الاجتماعية التي سببها وباء كورونا عبر العالم، وعليه فإنه غير في هذا الظرف العديد من المعطيات وأعتقد سيرتب العديد من الأولويات ليضع كل الأمور في نصابها مستقبلا. كيف ترى القرارات التي تم اتخاذها من طرف أهل الاختصاص حول البقاء في المنازل؟ الأمر يتطلب وعيا متواصلا ومتكاملا بين المواطنين، وهذا بتقديم مساعدات للهيئات الساهرة على صحتنا جميعا، حتى تتمكن منظومتنا الصحية من القضاء على هذا الوباء الفتاك. هل هناك مؤشر لعودة البطولة واستكمال المباريات المتبقية، ماذا تقول؟ لسنا وحدنا في هذا العالم بل فيروس كورونا حتم على أكبر الدول في المجال الرياضي بالتوقف ما يعني لم يكن هناك مؤشر من طرف المسؤولين عن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة بخصوص عودة المنافسة. وقد أكد رئيس الرابطة مدوار أخيرا، أن الأمور تبقى على حالها إلى أن يرفع عنا هذا الوباء. ولم يبق لنا إلا تطبيق التعليمات الموجهة لنا جميعا وهو الحجر الصحي، أي البقاء في بيوتنا مع القيام بالوقاية اللازمة داخل بيوتنا، لأن هذا البعبع الفتاك لا يفرق بين الأبيض والأسود. نترك هذا ونسأل زغدود عن البرنامج المقدم للاعبين وطريقة تطبيقه؟ منذ توقف البطولة بسبب هذا الوباء، قمنا مع الطاقم الفني والمحضر البدني والإداري على إعداد برنامج ثري وقدمنا لكل لاعب نسخة منه، وطريقة التطبيق الفردي في البيت وهذا ما يقوم به اللاعبون وهم مشكورون على هذا، لأن التدريبات الفردية ليست سهلة بل تتطلب جهدا إضافيا واستعدادا نفسيا عاليا، والحمد لله إلى غاية اليوم الأمور تسير نحو الأفضل. كيف تتواصل معهم؟ نحن في اتصال دائم مع اللاعبين، عن طريق الهاتف أو الفيديوهات لمعرفة مدى تطبيق البرنامج من جهة ومن جهة ثانية نطمئن على حالتهم الصحية والاجتماعية وبعث روح الطمأنينة في نفوسهم بأن هناك رعاية ولو من بعيد نحثهم على مواصلة التدريبات في أريحية، معترفا أن لا شيء يعوض التدريبات الجماعية، لأنها هي القلب النابض لإعداد اللاعبين بدنيا وتكتيكيا. هل من إضافات تقنية؟ ثقتي كبيرة في اللاعبين ولو أنهم يتدربون فرادى، لكن في صورة ما إذا تخطينا هذا الفيروس وعادت المنافسة للواجهة فنحتاج إلى أسبوعين على الأقل للعودة إلى المستوى المطلوب. وماذا عن الإدارة الجديدة؟ إلى غاية اليوم فالإدارة الجديدة في تواصل معنا من أجل معرفة ظروفنا وظروف اللاعبين، خاصة الصحية منها، ولذلك فالأمور تسير من الحسن إلى الأحسن وفي الاتجاه السليم. ماذا تقول عن المبادرة التي قامت بها الاتحادية والرابطات فيما يخص التضامن ضد فيروس كورونا؟ هذا واجب علينا جميعا أن نقدم ما يمكن تقديمه لمحاربة هذا الوباء. وبالمناسبة أقدم شكري وتقديري لكل الأندية والاتحادية وكل من ساهم في هذا التضامن الإنساني، خاصة وأن الشعب الجزائري معروف عنه بالشهامة وحب الجزائر، وقد وقف في أكثر من محنة وخرجت الجزائر سالمة، واليوم نتصارع مع بعبع فيروس كورونا ويجب أن نبقى على نفس الديناميكية لمحاربته. ما هي الرسالة التي تقدمها في هذه المنافسة الصعبة؟ أملي كبير وثقتي أكبر في الطواقم الطبية الوطنية لمحاربة هذا الوباء، ونتمنى أن يزول عنا وعن الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، لم يبق فقط أن نقول لنفسي وللشعب الجزائري احترام القرارات والابتعاد عن التهويل والتخويف وأن نلتزم بالحجر الصحي ونواظب على النظافة، لأن حياة الإنسان أكبر من الألقاب والبطولات.