هم جيش الجزائر الصحي في أولى الجبهات، يقاومون فيروس كورونا عبر التكفل بالمصابين، مطلعين المواطنين بجدوى التدابير الوقائية، مقتنعين بأن فهم الفيروس جيدا ومعرفة انتشاره السريع بدقة هو نصف العلاج من «كوفيد-19». إنهم الطواقم الطبية الذين يقومون بتضحية ثانية في تأدية وظيفة تحمل التمايز والاستثناء وتفرض ميثاق شرف مهنة تؤدى في أصعب الظروف وأعقد الأزمات، متحدّين المتاعب ونقص الوسائل والإمكانات. هم يسابقون الزمن من أجل مرافقة مصابين بداء العصر، همهم فعل المستحيل لإنقاذ حياة من مسّه وباء كورونا، غير عابئين بأصوات نشاز، ترتفع هنا وهناك في محاولة يائسة للمساس بالجهد الوطني والتأثير على التكاتف الاجتماعي والتجند الصحي. من مختلف المواقع، من عمق الجرح والآهات وعبر الدوائر الإعلامية ومنصات التواصل ومنابر الفضائيات، يردد الفريق الطبي على المسامع رسالة واحدة للتحسيس والتعبئة، مركزا جهوده على إقناع المواطن وحثه على الإلتزام بالتدابير الإحترازية والأخذ في الحسبان تداعيات «كوفيد-19»، المتمادي في الإبادة، مقدما الدلائل على أن الرهان يُكسب فقط بتجاوب المواطن مع هذا الإجراء. يظهر هذا لمتتبع إجراءات التجند المعتمدة منذ ظهور الفيروس لأول مرة بووهان الصينية، وكيف كان الفريق الطبي والصحي في الواجهة، موظفا مواهبه وكفاءاته وتجربته المكتسبة عبر مزاولة وظيفة أديت بوفاء على ممر الأيام والسنين. وعلى غرار التجارب الماضية، التي رفع خلالها أصحاب المآزر البيضاء التحدي في قهر فيروسات وأوبئة متعددة وكسب الرهان، يواصل الفريق الآن المعركة بنفس العزيمة والثبات ضد فيروس كورونا في هذا الظرف المستعصي، معتمدا على واجبات وآداب لنجدة مواطنين هم في حاجة ملحة للتكفل والمرافقة والرعاية الصحية، أحد أسس حقوق الإنسان الأساسية التي تفرض تكفلا وعناية. يتحرك الفريق الطبي، كل من موقعه، متشبعا بقيم المواطنة والإنسانية، مجسدا ما أقسم عليه قبل مزاولة المهنة بصون حياة الناس في كل الظروف وعدم تركها عرضة للهلاك والمرض والآهات في ضرب أحسن المثل في التضحية لنجدة مواطنين يتزايد عددهم باستمرار أمام حالة الاستخفاف بالوباء ووضع بعض من يتمادون في المغامرة وركوب الأهوال في خانة «القضاء والقدر»، كله أمل أن تصل نداءات الاستغاثة والتوجيهات إلى القلوب لتحريك المشاعر وإيقاظ الضمير الجمعي، وجر كل متردد، مستخف بفيروس كورونا المستجد، للانخراط في الجهد الوطني والتجاوب الطوعي مع تدابير الوقاية، باعتبارها الممر الآمن للسلامة الصحية والمنظومة الأمنية كلها.