التعاطي مع الظرف لاستئناف النشاط ضمن التدابير الاحترازية الوقاية علاج آمن وبأقل كلفة تسابق مخابر أكبر البلدان علما واقتصادا الزمن للعثور على لقاح علاجي يكبح مد الفيروس التاجي. ولجأت هذه الدول وبعضها بطريقة صارمة استعملت فيها القوة العمومية والغرامات لإلزام مواطنيها بالمكوث في البيوت لكسر موجة كورونا، التي تحولت في بلدان بأمريكا وأوروبا إلى تسونامي يجرف كل من يصادفه أو يتهاون معه أو يستخف بالفيروس. عندنا تم اعتماد مقاربة متدرجة ومتزنة ترتكز على جملة تدابير، منها وقائية فردية وجماعية وأخرى تحسيسية. وتلتها إجراءات الحجر التام لولاية البليدة منبع الوباء، والجزئي لباقي الولايات منها 9 توسع فيها وقت الحجر. حقيقة البقاء في المنزل لمدد طويلة ليس بالأمر الهين ويصعب تحمّله، خاصة للعائلات ذات المسكن الضيق وكثيرة العدد، بل ليس هناك ما أصعب أن تحد من حرية الفرد، لكن الضرورة تفرض ذلك وهو ما تم انتهاجه إلى أن حل رمضان، ما استدعى، بالموازاة مع متابعة تطور الوباء، تخفيف الحجر المنزلي جزئيا بما يسمح للمواطن بقضاء حاجياته، لكن وفقا لشروط الوقاية. الآن من يتحمل مسؤولية إتباع تلك الشروط وأبرزها التزام مسافة التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة من أسواق ومحلات تجارية وفضاءات وحتى داخل البيت الواحد، حيث يجب احترام هذا الأمر، كونه المسلك الأساسي وفي المتناول لاتقاء شر الفيروس. للأسف، قبل 22 مارس استخفّ كثيرون بالخطر وتداولوا روايات لا يصدقها عاقل، من قبيل أنه بصنع صانع وغيرها من الترهات، إلى أن تأكدوا أن المسألة مصيرية ولا مجال للمزاح. وقد أظهر هذا السلوك في بلدان أخرى قوية ونافذة ماليا وعلميا، كيف كان الثمن بسقوط قتلى بالمئات في اليوم الواحد وعدّاد موتى كورونا تجاوز في المحصلة عشرات الآلاف. الفيروس، الذي يهدد الأنفس عطل مؤسسات ووضع عمالا يوميين وأصحاب مهن صغيرة على عتبة بطالة ستزيد من متاعب الناس والدولة، يتجه للتعايش مع البشر، بالنظر لتحاليل خبراء وقراءات متخصصين في علم الفيروسات. لذلك كان لزاما الانتقال إلى مراجعة نمط التعاطي مع الظرف الصحي بإدراج استئناف الدورة الاقتصادية وإعادة تشغيل النسيج المؤسساتي، لكن ضمن معايير الوقاية. الوقاية هي اللقاح والعلاج اليوم، وهي بأقل كلفة. يكفي فقط أن يتكيف المواطنون مع الظرف بالاحتكام إلى العقل والضمير والشعور بالمسؤولية الجماعية والمجتمعية، بمرافقة مسار مواجهة الوباء لتخطي مرحلة الذروة وكسر موجته الغادرة وفي نفس الوقت تأمين حياة عادية لمختلف الفئات. يكفي أن يلتزم الفرد، مهما كانت ظروفه، بإجراءات الاحتراز على مستوى مواقع تقاطع الحركة مثل الأسواق والمتاجر والشوارع. بعد المعركة التي خاضها الجيش الأبيض، مسجلا نتائج مطمئنة تعكسها مؤشرات لجنة الرصد والمتابعة، آن الأوان أن ينخرط المواطنون في هذه المواجهة المصيرية وتحمل مسؤوليتهم كاملة في تطهير الفضاءات من الوباء.