بالرغم من أن الجزائر أدركت المرحلة الثالثة، التي تؤشر على خطورة الإصابة بوباء "كورونا"، إلا أنه لا يزال هناك استخفاف وقلة الوعي لدى بعض المواطنين، الذين لغاية اليوم لم يأخذوا بتعليمات الوقاية وتجنب الإصابة بوباء "كورونا" المستجد، والذي أصبح بمثابة تهديد للأمن القومي نتيجة الارتفاع السريع والمرعب لعدد المصابين عبر الوطن، إذ كلما مر يوم إلا ونسمع يوميا عن حالات إصابة جديدة بالوباء المعدي. عاصمة الغرب الجزائري مثلها كباقي ولايات والطن، تشهد تزايدا في عدد المصابين بهذه العدوى، رغم جملة الإرشادات والقرارات المتخذة من قبل السلطات الولائية، لكن في المقابل هناك من بدأ فعلاً يأخذ الأمور بجدية ويلتزم بكل ما يتم فرضه من حظر تجوال جزئي وأمور الوقاية، فيما هناك من لا يزال يستخف بهذا الوباء، وهو ما وقفت عليه جريدة "الجمهورية" خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها أمس عبر شوارع وأزقة وهران. ففئة مجبرة على مغادرة البيت لأغراض شخصية، مثلما كان الحال بالنسبة لأحد المواطنين الذي أكد أنه لولا لقمة العيش لما غادر منزله أصلاً، باعتباره أجير لدى أحد الخواص، رغم ذلك أكد في تصريحه لنا، أنه يتبع أساليب الوقاية بحذافيرها حتى يتجنب الوباء، وفي شارع الشهيد "العربي بن مهيدي"، شباب يقفون على قارعة الطريق يتمازحون فيما بينهم، حيث استغلت جريدة الجمهورية المناسبة واقتربت منهم لأخذ انطباعاتهم حول الموضوع، فكانت إجابتهم أن الأعمار بيد الله وأن الفيروس مجرد وهم لا أساس له من الصحة، مثلما قال أحدهم :« نحن نعيش حالة من هستيريا بدون سبب، لأن الفيروس الذي يتحدثون عليه أقل خطورة من الفيروسات الأخرى، فهناك أكثر من 20 ألف مصاب بالسرطان في السنة بالجزائر، ولم نسمع يومًا عن أساليب الوقاية من هذا المرض، وأظن أن الوقاية تكمن في النظافة وتجنب الأماكن المغلقة التي تشهد وجودا كبيرا للناس، غير هذا فلا أظن أننا مطالبين بالحجر الصحي". حان الوقت لفرض حالة الطوارئ وعند استدلالنا بما تعانيه إيطاليا ثاني دولة في العالم من ناحية المنظومة الصحية، قال آخر :« في ايطاليا أصاب الوباء الأشخاص المسنين، ومن لا يملكون مناعة قوية"، فيما كان هناك تفهم من بعض المواطنين الذين ناشدوا السلطات العليا في البلاد لفرض المزيد من الإجراءات تصل إلى منع التجوال والانتقال إلى حالة الطوارئ، مثلما وضحته لنا سيدة كانت ترتدي جميع لوازم الوقاية من الوباء، حيث صرحت أن الظروف المعمول بها حاليًا لا تساعد على الحد من تفشي الوباء، مادام هناك مواطنون لا يزالون يعبثون بحياتهم وحياة مقربيهم من خلال أساليب غير مسؤولة من قبلهم، كما تساءلت عن أسباب تريث السلطات العليا للبلاد في الإعلان عن حالة طوارئ ومنع التجوال، بما أن هناك من لا يزالون يعبثون بخطورة هذا الوباء. طوابير أمام المخابز والمحلات وفي ساحة الحرية كان هناك طابور عند أحد المخابز، رأينا نسبة الوعي لدى المواطنين، حيث يتخذ الجميع تدابير الوقاية باحترام الشريط اللاصق الذي وضعه صاحب المخبزة، وغير بعيد عن شارع الحرية بشارع "اللوبي" صاحب محل مساحة تجارية كبرى "سوبيرات" وضع جملة من الإجراءات على غرار تلك المتعلقة بعدد الأشخاص الذين يدخلون المتجر بالإضافة إلى أشرطة لاصقة في الرصيف ومساحة بين المواطنين تتجاوز المترين، وفي طريقنا للعودة إلى مقر الجريدة، تصادفنا وسيارة الحماية المدنية وهي تناشد المواطنين عبر مكبر الصوت للمكوث في البيت وتطالبهم بإتباع إجراءات الوقاية التي تعتبر خير علاج لوباء فيروس "كورونا" المستجد...