تميز الانتخابات التشريعية للعاشر ماي المقبل بالإضافة إلى كونها مصيرية، كون انه تستعمل فيها لأول مرة تكنولوجيات الإعلام والاتصال، باعتبارها الوسيلة الفعالة والأسرع في نقل المعلومات لأكبر عدد ممكن من المستعملين للانترنيت. العديد من رؤساء الأحزاب السياسية عبروا عن أهمية تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التعريف بتشكيلاتهم والمشاريع التي يحملونها خلال الندوات الصحفية التي نشطوها تحضيرا للاستحقاق المقبل، باعتبارها الوسيلة الأكثر استقطابا لأكبر عدد ممكن من المواطنين بدل الخطابات التي تنضم داخل القاعات موجهة لعدد محدود من الأشخاص، والتي لم تعد تجد نفعا في ظل التوسع الكبير الذي تعرفه مواقع التواصل الاجتماعي. أغلب الأحزاب السياسية التي تعول على شبكات التواصل الاجتماعي التي توصل المعلومة أسرع من البرق ويتلقاها أكبر عدد من زوار هذه المواقع، كما تسمح كذلك بفتح حوار فيما بينهم حول المعلومات التي يتقاسموها، ويبدون رأيهم فيها. وإدراكا منها بأهمية التكنولوجيات الحديثة في الإعلام والاتصال في الحملة الانتخابية للأحزاب، فقد وضعت وزارة تكنولوجيات الإعلام والاتصال في متناول الأحزاب السياسية التي ستدخل المعترك الانتخابي كل التسهيلات لاستغلال مواقع «الانترنيت»، حسب ما أعلن عنه وزير تكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي، أمس، خلال الحصة الإذاعية (حوار اليوم). وأكد الوزير بن حمادي، أن قطاعه قد سخر هذه التسهيلات لفائدة المترشحين المشاركين في تشريعيات 10 ماي المقبل لربطهم بشبكة الانترنيت، كما تساعدهم على استحداث مواقع الكترونية للتعريف ببرامجهم الانتخابية التي سيعرضونها خلال الحملة الانتخابية التي ستنطلق خلال 15 أفريل الجاري. وذكر المسؤول الأول على هذا القطاع، أن غالبية الأحزاب السياسية تراهن على استعمال التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي للتعريف ببرامجهم الانتخابية، وكسب أكبر عدد من الأصوات خاصة الشباب، على اعتبار أن هذا الأخير يعد من أكثر الفئات استعمالا ل«الفايسبوك». ويرى المتتبعون أن تلعب من مواقع التواصل الاجتماعي دورا أساسيا في النقاش السياسي، وحتى تحديد موقف فئة الشباب من الانتخابات بالقبول أو الرفض، ويمكن أن تكون وسيلة فعالة لمحاربة ظاهرة العزوف الانتخابي، إذا ما تمكنت الأحزاب السياسية عن طريق برامج واضحة تستجيب لانشغالات المواطنين وتطلعاتهم من إقناع الناخبين بأهمية الاستحقاقات القادمة وضرورة أداء الواجب الانتخابي. وتشير بعض المعطيات إلى أن المنخرطين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، المتابعين للنشاط السياسي للأحزاب يصل إلى 3 ملايين، وقد تجاوز هذا الرقم عدد الأصوات التي حصلت عليها الأحزاب في الانتخابات التشريعية لسنة 2007 والتي لم تتجاوز 2،5 مليون صوت. حياة / ك