رغم كل الصعاب التي واجهته في خدمة الأرض وهو شاب في مقتبل العمر، تحمل مسؤولية كاملة على عاتقته لعائلة تقيم بمنطقة نائية ببلدية سيدي بوبكر بولاية سعيدة، وبدعم الأم التي يرجع إليها الفضل كله في مرافقة ابنها الأكبر، خاصة بعد وفاة رب العائلة الوالد، الذي كان السند وركيزة لقمة عيش العائلة المتكونة من 3 إخوة والأم، نجح لخضر شايف بحفظ إرث أبيه الفلاحي وتطويره. البداية كانت بتحمل الأم بعد فقدان زوجها مسؤولية كبيرة وهي التي وعدته قبل وفاته بالحفاظ على أبنائها وكنز الأرض التي تعب في جعلها خضراء وتركها لأبنائه، بالحفاظ عليها، حيث شمرت على سواعدها وراحت تواصل عمل زوجها في خدمة الأرض وغرس محبة خدمتها لوحدها بدون سند من تعول عليه، بداية من الإبن الأكبر الذي كان لا يتجاوز سنه 12 سنة عند وفاة والده في ظروف يصعب العودة إلى تفاصيلها، حبذ الشباب عدم الخوض فيها. وهو الذي أصبح اليوم رب عائلة من ثلاثة أطفال، يتحدث لنا عن سر نجاحه في مواصلته عمل الوالد خلال عقود في خدمة الأرض وتربية البقر بدون أي دعم من أي جهة، هو عينة لأنموذج ناجح ولفلاح شاب من الجزائر العميقة المدعو شايف لخضر الذي استقبل جريدة «الشعب» بترحاب واسع، خلال نزولها ضيفة على المنطقة وبالضبط بدوار «التل» بدائرة سيدي بوبكر، لإجراء لقاء معه حول تجربته في خدمة الأرض وتربية الحيوانات وزراعة الخضروات والفواكه. وسرد لنا الشاب الفلاح، 37 سنة في عمره حاليا، لخضر الإبن الأكبر للعائلة... «أنه بعد وفاة الوالد في تلك الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد وقتها، كان كل الفضل، بعد المولى عز وجل، يعود للأم التي استطاعت الحفاظ على جمع العائلة وخدمة ما ترك الوالد في عالم الفلاحة بنية خالصة. فاليوم الشاب الفلاح لخضر الأمي إبن منطقة التل، الذي لم تطأ رجله عالم الدراسة، لم تبخل عليه الأرض والتوكل على الله، فاستطاع برفقة والدته، أن يجسد حلمه ووعد الوالد بداية بنجاح إخوته في الدراسة، من بينهم الأخت المتحصلة على شهادة الليسانس من جامعة سعيدة. كما استطاع أن ينجح بفتح آفاق أخرى لنشاطه من خلال ولوج نشاط تربية الأبقار الحلوب بمزرعته المتواضعة وجمع الحليب لدعم ملبنة بسعيدة مقابل الأتعاب والاستثمار في جني الزيتون وزراعة مختلف أنواع الخضروات والفواكه وتربية أنواع أخرى من الحيوانات كالدجاج على أرضه الفلاحية، ليجسد بالفعل مقولته التي يؤمن بها «الأرض إذا أعطيتها لم تبخل عليك وإذا حدث العكس أعطتك ظهرها».