أطلق المكتب الوطني لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، أمس، بالجزائر العاصمة مشروع «الذاكرة الجوارية» بالشراكة مع وزارة المجاهدين، وذلك في إطار إحياء الذكرى 66 لاجتماع مجموعة 22 التاريخية الذي شكل محطة مفصلية في تفجير الثورة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي، وذلك بحضور القائد العام لقدماء الكشافة الإسلامية وممثلة عن وزارة المجاهدين . وبالمناسبة أكّد القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية مصطفى سعدون في تصريح ل«وأج» خلال اللقاء الذي نظّم بالمنزل التاريخي للمجاهد الراحل إلياس دريش بالمدنية الذي احتضن في 23 يونيو 1954 اجتماع 22 من قادة الثورة التحريرية لإعلان تاريخ اندلاع الثورة في 1 نوفمبر 1954، أن المشروع يهدف إلى تخصيص تظاهرات تفاعلية لإحياء المحطات التاريخية بأسلوب مبسط وبمقاربة جديدة تعتمد على التواصل الجواري المكثف مع مختلف فئات المجتمع وذلك عبر المساحات والفضاءات العمومية والمدارس في ولاية الجزائر كمرحلة نموذجية ثم تعميمها على المستوى الوطني. وأشار المسؤول أن المشروع يطمح إلى ترسيخ لدى الجيل الجديد القيم التي ضحى من أجلها الشهداء باعتبارها إٍرثا جماعيا زاخرا بالقيم والمبادئ الإنسانية العالية، مبرزا أن المشروع يندرج ضمن «واجب الحفاظ على الذاكرة الوطنية»، ويعد بمثابة «رمزية ونبراسا للأجيال القادمة». وأضاف ذات المصدر أن إحياء ذاكرة مجموعة 22 التاريخية يعكس الدور البطولي لهذه المجموعة التي تمكنت بفضل الإرادة القوية والروح الوطنية من تفجير ثورة أول نوفمبر المجيدة بوسائل وإمكانيات بسيطة، معتبرا أن حماية الذاكرة الوطنية بكل محطاتها يعد ضرورة حيوية. وذكر القائد العام لقدماء الكشافة الإسلامية بمناقب المجاهد إلياس دريش (توفي سنة 2001) المعروف بالتواضع والطيبة وكرم الضيافة والتكتم والانضباط، وقد حظي بثقة كبار قادة الثورة كونه خرّيج مدرسة الكشافة الإسلامية (فوج الأمل المدنية رفقة الشهيدين ذبيح شريف وديدوش مراد) وحزب الشعب والحركة الوطنية، وعرف بإخلاصه ووفائه لقيم النضال كما كان رياضيا بارزا. من جانبهم، أعرب أعضاء من عائلتي الشهيد ديدوش مراد والمجاهد المرحوم إلياس دريش، حضروا هذا اللقاء، عن امتنانهم لهذا التكريم الرمزي واستحضار هذه المحطة المفصلية في تاريخ الجزائر الحديث، داعين الأجيال الصاعدة إلى مواصلة مسيرة البناء والتشييد، والحفاظ على أمانة الشهداء والمجاهدين لبناء جزائر جديدة.