انخفاض منسوب سدي بوحنيفية وويزغت يرهن محيط «الهبرة» دقّ منتجو البرتقال بمحيطي سهل الهبرة بالمحمدية ووادي الحمام بالقيطنة وحسين ناقوس الخطر، بفعل الجفاف الذي يهدد أشجار البرتقال، داعين إلى التعجيل بالإفراج عن حصة من مياه السقي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أشجار البرتقال. تأسّف منتجو الحمضيات المترامية بساتينهم على امتداد ضفتي وادي الحمام، للوضع المرير الذي آل إليه منتوج البرتقال هذا الموسم، بفعل شح مياه السقي الفلاحي والجفاف الذي قضى على عدة أشجار مثمرة وغرسات جديدة للبرتقال بسبب نقص المياه ورفض وزارة الموارد المائية الترخيص لصرف حصة من مياه سد بوحنيفية للسقي الفلاحي. وأوضح عدد من الفلاحين بوادي الحمام بإقليم دائرة بوحنيفية، ل «الشعب»، أن مساحات واسعة من الحمضيات تضررت بسبب الجفاف، وهم يتوقّعون تراجعا في إنتاج البرتقال، باعتبار أن أي حصة من السقي الفلاحي لن تمكن من إنقاذ المحصول، لكنها تكفي لأنقاذ أشجار البرتقال من الموت. ويطرح منتجو الحمضيات بمحيط هبرة والمتربّع على 9 آلاف هكتار استهلكت تهيئتها مبالغ مالية خيالية نفس الانشغال المرتبط بشح المياه وعدم استلامهم لحصة السقي الفلاحي خلال فترة الإثمار، ويشتكي المنتجون من أعراض مرضية على منتوج البرتقال سببها الجفاف، ما قد يتسبب على حد شكواهم في انخفاض منتوج البرتقال هذا الموسم إلى أدنى حد له، موضحين أنهم يلجأون لسقي بساتينهم باستعمال الصهاريج المتنقلة للمياه، محاولة منهم لإنقاذ أشجار البرتقال التي قضى الجفاف على جزء كبير منها. في السياق، عبّر مدير الموارد المائية فتحي عوفار ل»الشعب»، عن أسفه للوضعية المؤسفة التي آل إليها الوضع بالمحيط المسقي «هبرة»، مرجعا ذلك إلى الانخفاض الحاد في منسوب مياه سدي بوحنيفية وويزغت، الأمر الذي منع صرف حصة من السقي الفلاحي لفلاحي المنطقة. ولفت متحدث «الشعب» أن منسوب مياه سد ويزغت يبلغ حاليا 13 مليون م3 ، و بلغ منسوب سد بوحنيفية أدنى حد له ب11 مليون م3. وأوضح عوفار أن هذه الكمية تعتبر مخزونا استراتيجي الأولوية في تسييرها لصرف مياه الشرب لثلاث بلديات بدائرة بوحنيفية و ثلاث بلديات بدائرة سفيزف بسيدي بلعباس بما تزيد كميته عن 15 الف م3 يوميا، إضافة إلى دعم التموين بمياه الشرب لمعسكر وبعض البلديات الأخرى في حال تعطل نظام التموين بمياه الشرب عن طريق الماو. كما أكد فتحي عوفار، استعداد مصالح الموارد المائية لمنح رخص الآبار للفلاحين بالمنطقة، غير مستبعد وأن تجازف وزارة الموارد المائية بالترخيص لدورة سقي لفائدة منتجي الحمضيات بمحيطي هبرة ووادي الحمام، على أن يكون ذلك قبل فوات الأوان. من جهة أخرى، أكد مدير الموارد المائية لمعسكر، انطلاق حملة السقي بمحيط سيق المتخصص في زراعة الزيتون على نطاق 5 ألاف هكتار، موضحا أن منتجي الزيتون بمحيط سيق سيستلمون حصة من 10 ملايين م3، انطلاقا من سد الشرفة البالغ منسوب مياهه نحو 30 مليون م3.