أعلن المدير العام للاذاعة الوطنية عزالدين ميهوبي، عن التوقيع قريبا على اتفاقية تسلم بموجبها مؤسسة الارشيف الوطني، جزءا من الأرشيف الخاص بالاذاعة الوطنية التي استرجعته مؤخرا، ويخص الفترة ما بين 1939 و .1962 ويتضمن هذا الارشيف المسترجع حديثا 200 تسجيل سمعي من أصل 1200 الذي ما يزال لدى السلطات الفرنسية، تسجيلات لشخصيات سياسية وعسكرية فرنسية وحتى جزائرية خلال الفترة الممتدة من بداية الحرب العالمية الثانية الى غاية استقلال الجزائر، وبالرغم من ذلك يؤكد مدير الارشيف بالاذاعة الوطنية انه ما يزال 70٪ من الأرشيف ضائع وهناك سعي حثيث لاسترجاعه. ونظرا لأهمية الأرشيف الوطني، فإن القناة الإذاعية الأولى إستضافت أمس بمناسبة عودة بث الإذاعة الثقافية المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي الذي كشف من جهته أنه لدى الأرشيف الوطني أرصدة من الوثائق باختلاف أنواعها تعود الى القرن ال 15 و16 أي بداية الدولة الوطنية الجزائرية. وأضاف في سياق مداخلته أن ما هو متوفر حاليا لدى المؤسسة التي يديرها يعود للفترة الإستعمارية كما يحتوي على وثائق تاريخية تعود لفترة ما قبل الإحتلال، وهي دفاتر بيت المال، ومعاهدات أبرمتها الجزائر، وهو ما يؤكد، حسب عبد المجيد شيخي، أن بلادنا كانت دولة كاملة السيادة قبل مجيء الإحتلال. وفيما يتعلق بمرحلة الإحتلال، فقد سلمت للجزائر، كما ذكر المتحدث،71 معاهدة من نوعية رديئة جدا، تتضمن محافر وتقارير جنرالات فرنسيين، وجزء من الأرشيف الإداري أي الأرشيف التسيري، وكذا رصيد للصور غني جدا يصور الحياة الإجتماعية، صور لشخصيات، وكذا رصيد متعلق بالحركة الوطنية، غير أن الموجود حاليا في الأرشيف ما يزال ناقصا، يقول شيخي، وخاصة ما يتعلق بتاريخ الثورة التحريرية. ولإسترجاع ما هو ناقص من الأرشيف الوطني يستوجب السعي حثيثا لإرساء توعية إجتماعية باهمية الأرشيف،لأن ما هو متراكم كما قال عند الأفراد والمؤسسات الإجتماعية مخزون ذا قيمة تاريخية أكثر مما هو موجود في الخارج، وهذا ما يتطلب جانبا من التحسيس الذي لا بد أن يصل الى المواطنين ليستوعبوا أهمية ما يملكون في حوزتهم في تاريخ الجزائر، و على الناس أن يدركوا، كما أضاف، أن كل وثيقة حية، ولا ينبغي أن تترك للإهمال والتلف. وذكر المتحدث بالمجهودات التي تكبدتها السلطات العمومية منذ الإستقلال وما تزال متواصلة لأننا في عملية رصد دائم لما هو مخزن في الداخل ( لدى الأشخاص)، وهناك سعي لإسترجاع الرصيد الموجود بالخارخ، مشيرا الى أن هناك أرشيف هام جدا متواجد في إسبانيا وحتى في جنوب إفريقيا. حياة / ك