ينتظر الجمعيات عمل كبير، حيث ستضطلع بدور هام في المرحلة الحالية والقادمة، خاصة وأن رئيس الجمهورية يراهن على مجتمع مدني جديد، يكون مساهما فعالا في التغييرات التي يقول إنها ستتم على جميع المستويات في البلاد، وقد أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات مؤخرا، ضرورة الترخيص للجمعيات لإقامة تجمعات شعبية، تحسبا للاستفتاء حول الدستور المزمع الفاتح من نوفمبر القادم. يظهر رئيس الجمهورية اهتماما كبيرا للمجتمع المدني، إذ لم يخل أيّ خطاب من خطاباته من الحديث والتركيز على هذا الأخير، وقد وجه تعليمات للولاة لتسهيل عمل الجمعيات. ووضعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، 6 تسهيلات أمام المواطنين من أجل تأسيس جمعيات بلدية ذات طابع خيري وتضامني ولجان الأحياء والقرى والتجمعات السكانية، وذلك تثمينا للهبة التضامنية التي أظهرها الجزائريون خلال أزمة «كوفيد- 19». وضعت عدّة تسهيلات إجرائية، منها إتاحة التسجيل عبر المنصة الرقمية المعدّة لهذه العملية على موقع وزارة الداخلية، ودراسة الملف في أجل لا يتعدّى 10 أيام، وإنشاء مداومة على مستوى البلدية من أجل إعلام المواطن بكل الإجراءات وتنظيم مواعيد انعقاد الجمعيات العامة. وأصدرت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، قرارا يحدد ضوابط الحملة الانتخابية في إطار الاستشارة الاستفتائية لمشروع تعديل الدستور المقررة ليوم أول نوفمبر المقبل، وقد تضمن نص القرار المؤرخ في 10 صفر 1442، الموافق 28 سبتمبر 2020 في المادة 6 طبقا لأحكام المادة 8 من القانون العضوي رقم 19-07 المؤرخ في 14 سبتمبر 2019. ويتعين على الجهة المنظمة للتجمع أو المهرجان، في إطار حملة الاستفتاء حول مشروع تعديل الدستور، إخطار المنسق الولائي للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات المختص إقليميا 3 أيام على الأقل قبل تاريخ تنظيم هذا النشاط، بغرض توزيع القاعات أو الهياكل بعدالة أو إجراء القرعة عند الاقتضاء. وانخرط عدد من الجمعيات في مسعى بناء الجزائر الجديدة التي يعد الدستور أساسها، منها الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، جمعية العمل التطوعي والجمعية الوطنية للبيئة والمواطنة وجمعيات أخرى، مشكلين بذلك « المنتدى الوطني للشباب والدستور» تشرف عليه الكشافة الجزائرية الإسلامية، وقد عبروا في تصريحات ل» الشعب» عن استعدادهم للعمل في إطار الحملة الاستفتائية عن الدستور. الرابطة الوطنية للطلبة: الطلبة وعاء انتخابي مهم في المجتمع وبخصوص هذا التكتل الجمعوي الجديد تحدث سيد احمد رضوان رئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين عن الدور الكبير الذي تضطلع به الجمعيات في المرحلة الحساسة، التي تمر بها الجزائر. وقال إن جمعيته ستشارك في حملة الاستفتاء المتعلقة بالدستور، هذا الأخير الذي يعد لبنة أساسية في بناء الجزائر الجديدة، مشيرا إلى أن الرابطة لم تكن لتتأخر عن هكذا محطات، ولم تكن أبدا على الحياد. وستكون مشاركة الرابطة في حملة الاستفتاء، من خلال التحسيس بأهمية هذه المحطة السياسية خارج أسوار الجامعة، في تجمعات تقوم بها المكاتب الولائية على المستوى المحلي، والعمل الجواري، والاحتكاك مباشرة بالطلبة، بالإضافة إلى العمل التحسيسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. وأشار رضوان إلى أن الرابطة لديها 15 ألف منخرط ( إحصائيات 2019)، وهي ممثلة في أكثر من 100 مؤسسة جامعية من أصل 113 مؤسسة جامعية ( معاهد وجامعات )، تضم 1.6 مليون طالب، وهي فئة مهمة تمثل وعاء انتخابي مهم في المجتمع، وبالضرورة يكونوا قادة القاطرة في هذه العملية. جمعية البيئة والمواطنة : نحو مشاركة فاعلة لصالح الدستور يعتبر سفيان عفان رئيس الجمعية الوطنية للبيئة والمواطنة، أن هذا العمل التحسيسي كان دوما من الأدوار التي تقوم بها الجمعية، التي تحمل على عاتقها جانب المواطنة، حيث نظمت لقاءات جهوية مع رؤساء المكاتب الولائية لكل من جهة الوسط، والغرب، والشرق. وبخصوص الدستور تم تنظيم لقاءات مفتوحة مع المناضلين حول مدى المساهمة في إيصال صدى وفحوى مواد الوثيقة للمواطنين. وقال عفان إن المنخرطين في الجمعية يعدون بالآلاف بالولايات بالمدن، وأكد أن الجمعية ستجند قاعدتها من أجل المشاركة الفعالة في الحملة لصالح الدستور، تحت شعار» من أجل مشاركة فاعلة» وذلك مع بالكشافة الإسلامية الجزائرية والعديد من الجمعيات الوطنية من فئات الشباب، الطلبة، المرأة والفتاة وستكون لنا زيارات ميدانية لمختلف الولايات، بهدف التحسيس والتوعية ومشاركة أكبر لإنجاح هذا الحدث التاريخي الهام في حياة الجزائر الجديدة. وأضاف «هناك عمل قاعدي للمكاتب الولائية والبلدية وبتأطير أساتذة من أهل الإختصاص، نعمل تحت لواء المنتدى الوطني للمجتمع المدني والشباب حول الدستور نحو مشاركة فاعلة «. من جهتها، انخرطت جمعية العمل التطوعي في العمل التحسيسي تحت لواء المنتدى الذي يتشكل من 50 جمعية حسب ما أفاد به رئيس الجمعية احمد مالحة، وقال إنه تم تنظيم تجمعات صغيرة على مستوى الولايات المختلفة التي لهم تمثيلية فيها، للتحسيس بأهمية الدستور في بناء الجزائر الجديدة.