الدرس الافتتاحي يتناول فيروس كورونا وسبل الوقاية منه يلتحق أكثر من 5 ملايين تلميذ في الطور الابتدائي، اليوم، بمقاعد الدراسة، موزعين عبر أزيد من 19 ألف مؤسسة تربوية عبر الوطن. ويخصص الدرس الافتتاحي لهذه السنة الدراسية الاستثنائية، لوباء كوفيد-19 والقواعد الواجب التقيد بها لمكافحته. عملا بمبدإ التوعية السبيل الوحيد للوقاية من مختلف الآفات الاجتماعية، خصصت وزارة التربية الوطنية الدرس الأول من الدخول المدرسي حول الجائحة يقدم خلال الأسبوع الأول ولا تتجاوز الحصة الواحدة 45 دقيقة، وفقا لما جاء في مخططات المشروع الاستثنائي للوزارة، الذي اقترحت فيه الحجم الساعي الخاص بالتلاميذ ولكل فوج فرعي. بطاقات بيداغوجية للأساتذة للتوعية خلافا للسنوات الماضية، التي يتناول فيها الدرس الافتتاحي حول الوطن والوفاء له، ارتأت وزارة التربية، بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تقديم درس توعوي وقائي من فيروس كورونا من خلال توزيع بطاقات بيداغوجية على الأساتذة تعتمد في تحضير حصته، على أن تُكيف حسب المستوى الإدراكي والعقلي للتلاميذ وحسب الأنشطة المقترحة لكل مستوى دراسي. وتسهل هذه العملية على الأساتذة تحقيق الهدف المتمثل في استغلال التدابير والإجراءات التي يتضمنها البروتوكول الوقائي من أجل تعريف التلاميذ بالوباء وكيفية مكافحته، ومن خلال السهر على تقديمه بكامل المؤسسات التربوية، بحسب وثيقة وزارة التربية الوطنية. طالب عدد من الأساتذة، الذين تحدثت إليهم «الشعب»، بتطبيق الإجراءات والتدابير الوقائية ميدانيا وليس على الورق، لأن واقع المؤسسات التربوية يستوجب تكاتف جهود الجميع لإنجاح البروتوكول من خلال توفير وسائل التنظيف، على غرار الكلور لتعقيم أرضيات الأقسام، الطاولات والكراسي، وكذا توفير المقياس الحراري غير الموجود في أغلب المؤسسات التربوية. وأكد عدد من أساتذة الطور الابتدائي في تصريح ل «الشعب»، انه لا وجود لهياكل تسمح بالتباعد وتحقيق الدخول والخروج بانتظام داخل المؤسسة، «أقل شيء رسم علامات للتلاميذ على أرضية الساحة ولا وجود للكمامات، خاصة وأن الكثير من أولياء التلاميذ إمكاناتهم لا تسمح بشرائها يوميا». والأدهى في هذا، يتساءل الأساتذة كيف يتم تدريس تلاميذ (سنة1 أو سنة2 أو التحضيري) دون الاقتراب منهم، وكيف يتم تعليمهم إمساك القلم أو الكتابة وأنت بعيد عنهم وكيف يمكن لتلميذ الابتدائي أن يتواصل مع أستاذه وهو يضع الكمامة، «بما أن تلاميذ الابتدائي غير مجبرين على لبس الكمامات داخل الأقسام ولكنهم ناقلين جيدين للفيروس»، فهو لن يرى مخارج الحروف عند نطق الأستاذ لها ولا ملامح الأستاذ في حصص فهم المنطوق والقراءة والرياضيات والتي تلعب فيه ملامح وإيماءات وجه الأستاذ دورا مهما في تحقيق هدف الحصة التربوي. دخول مدرسي صعب بيداغوجيا جدد أساتذة الطور الابتدائي مطلبهم لفصل الابتدائيات عن البلديات وإلحاقها بالوزارة، كونها تعجز عن توفير أدنى شروط العمل، سواء من وسائل، هياكل أو أدوات التي يلجأ المدير أو الأستاذ لشرائها بإمكاناته الخاصة، في ظل تخصيص ميزانية ضئيلة لقطاع التربية، لاسيما في ظل جائحة كورونا، حيث يجب توفير وسائل التعقيم والتطهير لضمان سلامة التلاميذ وجماعات التربية. وهو المطلب الذي نشر عبر صفحات التربية بساعات قبل الدخول المدرسي، حيث أكدوا حاجة المدارس الى المرافقة والمراقبة لكي لا يشكل الوضع خطرا عليهم ولا على عائلات التلاميذ، وهذا من خلال تأمين عودة مدرسية آمنة، وسط تفشي الوباء في البلاد من خلال توفير إجراءات التطهير، التعقيم والتدابير الوقائية، كإلزامية وضع الكمامات لمختلف عمال سلك التربية، إلى جانب إجراءات وقائية تبدأ من مدخل المدرسة الى غاية الخروج منها. وأجمع الأساتذة عبر الوطن، أن الدخول المدرسي لهذه السنة الاستثنائية 2020 / 2021 صعب بيداغوجيا وكارثي صحيا في حال عدم التقيد بالتدابير الصحية، خاصة بالمدارس التي تعاني ضعفا في ميزانية التسيير. أخصائيو الصحة يقترحون أهم نقاط درس الوقاية من كورونا ثمن المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش، في اتصال ب «الشعب»، مبادرة تخصيص الدرس الأول حول جائحة كورونا، من أجل إنجاح البروتوكول الصحي الخاص بالدخول المدرسي الذي يبنى أساسا على تحضير الأساتذة حول النقاط المدرجة في الدرس وطريقة تبليغ الرسالة. وبحسب كواش، تكون على أساس تكيف الدرس، وفق مستوى الطور ومدى استيعابهم للموضوع، عدم تهويل الوباء وإدخاله في الأمراض المختلفة التي تعرفها البشرية، استجواب التلاميذ ومحاولة استنباط المفاهيم المختلفة الموجودة في المجتمع والأسرة ويتم أخذها كنموذح وتصحيح الأفكار. ويجب، بحسب المتحدث، تعريف تلاميذ الطور الأول بأن «كورونا» هو فيروس من الفيروسات مثل الزكام ويتم الوقاية منه بالنظافة المستمرة والتعقيم وغسل الأيدي واستعمال الكمامة والتباعد الجسدي، مع ضرورة احترام التعليمات والإشارات الموجودة داخل المدرسة والالتزام بطاولة وكرسي واحد وعدم الدخول الى الأقسام الأخرى والامتناع عن لمس الفم والأنف والعينين والعطس والسعال في حالة الضرورة في المنديل أو مرفق اليد. هي نصائح يعمل الأستاذ على تقديمها ضمن الحصص الأولى للدرس الافتتاحي التي تستمر لأسبوع كامل من اجل تعريفهم بهذا الوباء وضرورة الوقاية منه. استعمال الكمامة يسبب الإرهاق وقلة التركيز عند الأطفال يتسبب استعمال الكمامة داخل الأقسام، بحسب تصريح الأطباء، في الإرهاق والغثيان وقلة التركيز وهذا راجع لانخفاض نسبة الأكسجين في الدماغ والدم وارتفاع ثاني أكسيد الكربون، الى جانب ضيق التنفس عند الأشخاص الذين يعانون أمراضا تنفسية، كالربو والحساسية، داعين الأطفال الى التقيد بقواعد النظافة، مثل الغسل بالماء والصابون واستعمال المعقم عند الدخول مباشرة الى البيت وعدم تقبيل الأشخاص المسنين أو أصحاب الأمراض المزمنة. وشدد الأطباء على الأساتذة ضرورة جعل الأطفال وسيلة علمية ووقائية للأسرة والمجتمع، لأنهم يلتزمون بنصائح المعلم أكثر من الأولياء. في حين يكون الحديث أسهل مع تلاميذ الطور المتوسط والثانوي، لأنهم أوعى وأدرى بما يحدث حول الوضعية الوبائية، ناهيك عن كونهم الفئة الأكثر عرضة للعدوى، فعليهم تجنب استلاف أو تبادل وسائل الدراسة والكتب والبحوث ونقلها الى المنزل، مع ضرورة تعامل الطاقم الإداري والتربوي بحنكة مع أي حالة مشبوهة في القسم دون التهويل أو التخويف، وتجنبا لأي إرباك في الوسط المدرسي. وأكد الأطباء، أن نجاح البروتوكول الصحي الخاص بالدخول المدرسي مبني على الصرامة في تطبيقه ومدى تجاوب وتنسيق الأسرة في منع بعث أو استقبال الفيروس، ومدى تفعيل الطب المدرسي من خلال المراقبة الطبية الدائمة للعاملين داخل المؤسسات التربوية ومدى وعيهم وتحملهم المسؤولية بعدم إدخال الفيروس للمدارس.