[Image]يكثر الحديث عن الطفل في شهر جوان لكون هذا الأخير يحمل عدة مناسبات وذكرى تهتم خصيصا بقضايا وأحوال أطفال العالم وحقهم التشريعي والإنساني للاستمتاع بطفولتهم في ظل الرعاية والاهتمام وتوفير كل الوسائل اللازمة لذالك. وفيما يكثر الحديث عن ضرورة محاربة تشغيل واستغلال الأطفال، وكذا خطر إشراكهم في النزاعات المسلحة، بدأت ظاهرة الاعتداء والاغتصاب والاختطاف تستفحل في الجزائر لتقلق العام والخاص وتستدعي دق ناقوس الخطر بقوة. لا يمر يوم، دون أن تسجل مصالح الأمن الجزائرية قضية اعتداء على طفل أو قاصر أو أخرى عن اختطافهم أو اختفائهم ولا تنفك الصحافة الوطنية عن سرد وقائع جرائم تقشعر لها الأبدان يكون ضحيتها أطفال أبرياء لا حول ولا قوة لهم. ويكتر الحديث عن بشاعة هذه الجرائم في حق البراءة وتتعالى النداءات مطالبة الجهات المعنية للتدخل لإيجاد آليات وحلول ناجعة تحول دون حدوثها. ولكن وبالرغم من هذا وذاك يرى المختصون في عالم شؤون الطفل في الجزائر أن الاهتمام الكبير الذي تولية إياه الحكومة قد تجسد مليا في وضع المرصد الوطني للطفل، سن قانون حماية الطفل والقاصر من الجريمة الإلكترونية إلى جانب تشديد العقبات في حق مرتكبي هذه الانتهاكات الخطيرة فيما تم الإعلان مؤخرا عن قرب تنصيب وتخصيص محاكم خاصة لقضايا الأطفال. ومن جهة أخرى، يرى البعض انه من الأنجع أيضا الاهتمام أكثر بدراسة وفهم أسباب هذه الآفات التي إذ لم تكن جديدة على المجتمع الجزائري فهي اليوم تأخذ أبعادا خطيرة وتهدد مستقبل الكثير من الأجيال الصاعدة. ويبقى نقص الهيئات المختصة في التكفل بالضحايا الصغار وضعف إقحام المجتمع المدني واهتمامه اكثر بالموضوع من بين العقبات التي لا بد من استدراكها ولا سيما أنه يعول الكثير على الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في التوعية والتكفل بالجانب النفسي للأطفال خاصة بعد تعرضهم للأذى والتعذيب.